«إيلاف» من بيروت: المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون مع الكتل النيابية أمس ركّزت على 4 نقاط أساسية، وهي الحكومة، الطائف، النأي بالنفس والعلاقات العربية، وأجمع البعض على أن نتيجة المشاورات لم تكن سلبية في ما خص عنوان "النأي بالنفس".

وكان إجماع على هذه النقاط التي انطلقت منها دوائر القصر الجمهوري للتأكيد على الأجواء الإيجابية والبناءّة واستكمال المشاورات لتذليل العقبات أمام ما يعيق مسيرة النهوض مع الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.

والسؤال يبقى كيف تنعكس أجواء المشاورات الإيجابية على اقتصاد لبنان؟ يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف"، أن أجواء المشاورات تنعكس إيجابًا على اقتصاد لبنان، لكن ما ينعكس إيجابًا أكثير تبقى نتيجة تلك المشاورات وما سيتم التوصل إليه، وهذا ما سنشهده نموًا في الاستثمارات والعقارات، والصناعة والزراعة.

وتلك المشاورات ما كانت لتحصل لولا وجود بوادر إيجابية لها خصوصًا على اقتصاد لبنان.

الدول العربية

وردًا على سؤال كيف يساهم طلب الحريري الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول العربية بدعم اقتصاد لبنان؟ يؤكد حبيقة على ضرورة أن يكون للبنان علاقات جيدة وممتازة مع دول المنطقة وخصوصًا الدول العربية، لأن لبنان بلد صغير ولا يمكن أن يدخل في خلافات، وعلى لبنان أن يكون بالمسافة عينها مع الدول العربية وعلى علاقات جيدة معها، مما يساعد لبنان داخليًا حيث تكون العلاقات اللبنانية الداخلية أفضل، وكما قال رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط يجب أن يكون هناك حد أدنى من التواصل بين البلدان ما ينعكس إيجابًا على لبنان.

ولبنان، بحسب حبيقة، يبقى مرآة للعلاقات العربية والدولية، مما يساهم في الانعكاس على الوضع اللبناني الداخلي، ومشاورات رئيس الجمهورية ميشال عون يمكن أن تعطي نتائج إيجابية، وهي تبقى خطوة أمامية تؤثر على الوضع الإقتصادي في لبنان.

الجاليات اللبنانية

ولدى سؤاله هل من خوف فعلي على الجاليات اللبنانية في الدول العربية؟ يجيب حبيقة لا خوف عليها، ليس هناك أي خوف، ولا دخل لها بالموضوع، وليست ممثلة للأحزاب في لبنان، والجاليات اللبنانية بمأمن، وهي في الدول العربية لتستفيد وتفيد تلك الدول.

والجالية تعمل بشكل إيجابي، واللبنانيون في الدول العربية لا يقومون هناك بأعمال هامشية، بل هم يمسكون اقتصاد الدول العربية من خلال مراكز مهمة، وبالتالي هم يفيدون الإقتصاد العربي ويستفيدون أيضًا.

عن دور تلك الجاليات في دعم إقتصاد لبنان، يلفت حبيقة إلى دور كبير في هذا المجال، من خلال التحويلات المالية السنوية إلى لبنان، والإستثمارات أيضًا، والشراكة بين اللبنانيين والخليجيين في الفنادق اللبنانية، والانتشار اللبناني مهم جدًا ويلعب دورًا أساسيًا في دعم اقتصاد لبنان، وكذلك في السياحة عندما يأتي المغترب إلى لبنان خلال الأعياد، وهناك علاقات ممتازة بين دول الخليج واللبنانيين على الصعيد الشخصي.

النأي بالنفس

ولدى سؤاله كيف يساهم النأي بالنفس عن صراعات المنطقة في تمتين اقتصاد لبنان ودعمه؟ يؤكد حبيقة أن اقتصاد لبنان من خلال النأي بالنفس وعلاقات جيدة مع الجميع سوف ينمو أكثر، ونشهد إزدهار الأعمال في لبنان، وفي الدول العربية.

ويلفت حبيقة إلى أنه متفائل باقتصاد لبنان بعد تريث الحريري عن الإستقالة وبعد مشاورات عون الأخيرة، لأن الجميع ملتف حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والسياسيون بمن فيهم حزب الله يريدون حلاً لبناء اقتصاد لبنان، وكذلك اللبنانيون كمواطنين على الصعيد الشخصي يتجنبون المشاكل ويريدون حلاً.

وأيضًا روسيا وأميركا وكل الدول الأوروبية لا تريد حربًا في لبنان، وطالما أن هناك رفضًا دوليًا لأي حرب في لبنان فمن الصعب أن تحصل.

من دون أن ننسى أن لا مصلحة عربية وإقليمية ودولية بفتح جبهات إضافية جديدة.