لاهاي: اعتبرت روسيا الثلاثاء امام منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان التحقيقات التي جرت اثر الهجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون السورية في ابريل الماضي استخدمت "اساليب غير مهنية ومنحازة سياسيا".

وفي تقريرها الاخير في اكتوبر، حملت "آلية التحقيق المشتركة" النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي تم بسلاح الجو واستهدف بلدة خان شيخون في الرابع من ابريل الماضي.

و"آلية التحقيق المشتركة" هي بعثة تحقيق أنشأتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية عام 2015 بمبادرة اميركية روسية للتحقيق في استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.

وقال جورجي كالامانوف نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي "ربما صدر ذلك من مكان اعلى، حيث أرادت بعض الدول الغربية نسختها الخاصة لرواية التفجير"، وذلك في معرض حديثه عن "الطموحات الجيوسياسية في سوريا والشرق الاوسط" لهذه الدول.

وتعتبر موسكو ان التحقيق تم بشكل سيء، وتدعو إلى تغيير عميق في طريقة التحقيق لتجديد ولاية المحققين، بعدما استخدمت حق النقض في منتصف نوفمبر على مشروع قرار يمدد لفترة 30 يوما ولاية فريق التحقيق.

تابع كالامانوف في كلمة القاها خلال المؤتمر السنوي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية للدول الاعضاء "بهذه الطريقة، يمكن ان يبرروا الهجوم الذي تعرضت له قاعدة الشعيرات الجوية السورية، وهو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وجميع قواعد القانون الدولي".

وكانت اندريا هول، مديرة برنامج أسلحة الدمار الشامل في مجلس الأمن القومي الاميركي قالت الاثنين ان "استخدام الجمهورية العربية السورية السلاح الكيميائي لا يزال يشكل أخطر انتهاك لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، في العشرين عاما من تاريخها"، ووصفت ذلك بالعمل "الهمجي" و"التحدي الاكبر حديثا".

من جهته، قال السفير الفرنسي لدى هولندا فيليب لاليو ان "التقاعس والعرقلة والتحولات السياسية تشكل تربة خصبة للارهاب الكيميائي الذي نخشاه جميعا". اضاف "لا يمكننا ان نقبل ان دولة طرفا في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية انتهكت معاهدتنا باستخدامها اسلحة كيميائية ولا تتحمل عواقب اعمالها".

يذكر ان سوريا انضمت الى عضوية منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عام 2013، معترفة بحيازة مخزون من الاسلحة الكيميائية، اثر ضغوط مارستها الولايات المتحدة وروسيا.

وفي غضون عامين، خلصت "آلية التحقيق المشتركة" الى ان القوات السورية، فضلا عن خان شيخون، كانت مسؤولة عن هجمات بالكلور في ثلاث قرى عامي 2014 و 2015 كما ان تنظيم داعش استخدم غاز الخردل عام 2015. تتزامن هذه المناقشات مع توجه وفد الحكومة السورية الاربعاء الى جنيف للمشاركة في الجولة الثامنة من محادثات برعاية الامم المتحدة.