دبي: تحيي دولة الإمارات العربية المتحدة، في الذكرى السنوية ليوم الشهيد في الإمارات العربية المتحدة، حيث دعا مكتب شؤون أسر الشهداء أفراد المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين إلى الوقوف دقيقة «للدعاء الصامت» صباح الخميس، فخراً واعتزازاً بتضحيات شهداء الإمارات الخالدة في ذاكرة الوطن.

وفي هذه المناسبة أكد الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي "أن تضحيات شهدائنا الأبرار تذكرنا على الدوام برسالة الإمارات العليا .. رسالة البيت متوحد .. مضيفا أننا نستمد منهم القوة والعزم لمواصلة المسيرة وتحقيق المبادئ السامية التي آمنوا بها وبذلوا أرواحهم فداء لها".

وتوجه في كلمة عبر مجلة درع الوطن بأسمى آيات التقدير والعرفان لأهل الشهداء - آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وذويهم - مضيفا: “أقول لكم .. إنكم بمواقفكم الشجاعة وصبركم الجميل وتعاليكم على مشاعر الحزن والألم ووعيكم الوطني المشرف كنتم المنارات التي بها نهتدي والتي تزرع في الأجيال القيم التي من أجلها ضحى أبناؤكم”.

وأكد: “ في يوم الشهيد .. نجتمع كلنا - رجالا ونساء - كبارا وصغارا- في واحة الشهداء واحة الكرامة وعلى امتداد مساحة الوطن وعبر كافة شرائحه وفئاته لنؤدي معا تحية حب وعرفان لشهدائنا الأبرار ولنقول بصوت واحد إننا نقف جميعا اليوم كما في كل حين وراء القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وحكام الإمارات .. فالتضحيات التي بذلتموها لرفعة الوطن ومجده وانتصارا لقيم الحق والخير والعدالة تذكرنا على الدوام برسالة الإمارات العليا رسالة البيت متوحد .. وها نحن نستقبل ذكرى اليوم الوطني السادس والأربعين تملؤنا مشاعر الفخر والاعتزاز والتصميم الراسخ على مواصلة طريقكم طريق الوطن طريق الوحدة طريق الحق طريق الوفاء”.

وقال: “ يطيب لي في هذا اليوم المبارك أن أتوجه بأسمى آيات التقدير والعرفان لأهل الشهداء.. لآبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وذويهم ولأقول لهم إنكم بمواقفكم الشجاعة وصبركم الجميل وتعاليكم على مشاعر الحزن والألم ووعيكم الوطني المشرف كنتم المنارات التي بها نهتدي والتي تزرع في الأجيال القيم التي من أجلها ضحى أبناؤكم .. فالتربة الصالحة التي منبتها إرث حضاري عريق والتزام إنساني جلي لابد أن تثمر هذه النوعية الفريدة من الرجال الأبطال الذين يرخص كل شيء في أعينهم في سبيل رفعة الوطن وعزته وشموخ رايته”.

كما التحية واجبة إلى قواتنا المسلحة قيادة وأفرادا مباركين لكم تخريج دفعة جديدة في الخدمة الوطنية بالتزامن مع أعيادنا المجيدة في مشهد مهيب مفعم بالحماسة ومشاعر الفخر والاعتزاز .. فشباب الوطن هم الحصن والسور المنيع وهم إشراقة النور في وطن الخير والعطاء.

وختم بالقول: “ رحم الله شهداءنا الأبرار .. ونعاهدهم في هذا اليوم وفي كل يوم أن نبقى أمناء على مسيرتهم العطرة مخلصين لقيمهم السامية حريصين على حفظ الوطن وصون منجزاته ومسيرته المشرقة نحو المزيد من المجد الذي نفخر به وبما قدموه في سبيل انتصار الخير على الباطل والأمل على اليأس والنور على الظلام”.

يوم الشهيد…مصدر للفخر والإعتزاز

وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قد أمر في أغسطس من عام 2015 بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد، تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية.

وأمر رئيس الدولة باعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة، تقام فيها مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة وأبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات، والتي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.

ويشكل يوم الشهيد مصدراً للفخر والاعتزاز بما قدمه أبناء الإمارات البواسل في الميادين العسكرية والمدنية، وفرصة للاحتفاء بمن أنارت أرواحهم سماء الوطن، وتعطرت أرضه من طيب أجسادهم الطاهرة.

وتقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة، ويستذكر فيه شعب الإمارات والمقيمون فيها بافتخار قيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات، والتي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.

وجاء اختيار «يوم الشهيد» في الإمارات ليتزامن مع تاريخ استشهاد العريف سالم سهيل بن خميس، الذي استشهد في 30 نوفمبر عام 1971 أثناء تأدية واجبه الوطني.

وقدمت الإمارات عبر تاريخها العديد من الشهداء الذين أقسموا على العمل لرفعة وطنهم والدفاع عنه بالغالي والنفيس، فيما رسمت طريقها بوضوح وعزم في مجال المساعدات الإنسانية ومساعدة الشعوب المنكوبة حول العالم عبر مد يد العون والمساعدة لتتحول في فترة وجيزة إلى أحد أهم مقدمي المساعدات الإنسانية حول العالم وفقاً لتقارير أممية.

وتقديراً لتضحيات أبناء الوطن، وتجسيداً لمعاني التلاحم بين شعب الإمارات وقيادته، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 8 سبتمبر 2015 بإنشاء مكتب «أسر الشهداء» في ديوان ولي عهد أبوظبي، يعنى بمتابعة شؤون واحتياجات أسر الشهداء بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، وتقديم الدعم اللازم لأسرة وأبناء الشهيد، وتأمين كل أوجه الرعاية والاهتمام بهم.

كما أمر سموه بإنشاء واحة الكرامة في أبوظبي، التي تمثل رمزاً إماراتياً للبطولة والفخر والشجاعة والوحدة، حيث تُعد وجهة وطنية يتعرف من خلالها الزوار على تضحيات أبناء الإمارات وبطولاتهم وشجاعتهم في سبيل ترسيخ مكانة الدولة رمزاً عالمياً للتسامح والتعايش، ومكاناً لتكريم تضحيات أبطال الإمارات الذي قدموا أرواحهم للحفاظ على كرامة وعزة دولة الإمارات وأمن المنطقة بأسرها.