أعلنت مصادر كردية عراقية اليوم عن دخول قوات أميركية إلى مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط لحفظ الأمن فيها.. فيما بحث الرئيس معصوم مع رئيس حكومة كردستان ونائبه امكانية بدء حوار بين بغداد وأربيل لحل الازمة الراهنة بينهما.. بينما أعلن رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق عقب اجتماعه مع السيستاني الاتفاق على ضرورة مكافحة الفساد.

إيلاف من لندن: كشف عضو مجلس النواب العراقي عن الاتحاد الوطني الكردستاني محمد عثمان عن وصول قوة أميركية إلى مدينة كركوك (222 كم شمال شرق بغداد) لحماية أمن المحافظة.

وقال إن "قوة أميركية كبيرة تابعة للتحالف الدولي يبلغ قوامها أكثر من 40 عجلة همر تمركزت الليلة الماضية في كركوك".. مضيفاً أن "إرسال قوات التحالف عبر البر والجو إلى المحافظة لا يزال مستمراً"، كما نقلت عنه لشبكة رووداو الإعلامية الكردية الاربعاء في تقرير اطلعت عليه "إيلاف".

وأوضح النائب عن محافظة كركوك إلى وجود أكثر من 9 آلاف جندي أميركي في العراق يتم تحريكهم بحسب الحاجة".. مبيناً أن "استقدام هذه القوة إلى كركوك يهدف إلى الحفاظ على أمن المحافظة". 

عثمان في حديث لـ السومرية نيوز، إن "قوات اميركية دخلت إلى كركوك وأستقرت في قاعدة كي وان العسكرية شمال غربي المحافظة"، مبينا ان "لهذه القوات الدور المهم في دعم وتدريب القوات العراقية في كركوك، وهي جزء من قوات التحالف الدولي التي لعبت دوراً مهماً في محاربة تنظيم داعش الارهابي".

وأضاف أن" هذه القوات ستكون داعمة للقوات الأمنية في كركوك وتقوم بدعم الدستور والقانون، لان كركوك مدينة ذات تركيبة مكونة من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين.

وكانت وزارة الدفاع الاميركية أعلنت امس ان اعداد العسكريين الاميركيين في العراق قد بلغت في 30 سبتمبر الماضي 8892 عسكريا.

وكانت القوات العراقية استعادة في 16 من الشهر الماضي السيطرة على كركوك من قوات البيشمركة الكردية التي فرضت سطوتها عليها بعد سقوط النظام السابق ربيع عام 2003.

ومن جهته، أكد مصدر أمني مسؤول اليوم دخول اعداد كبيرة من القوات الاميركية إلى محافظة كركوك وقالت إن القوات استقرت في داخل الحدود الادارية لمحافظة كركوك التي شهدت منذ دخول القوات العراقية اليها وانسحاب قوات البيشمركة امامها عمليات ارهابية وتفجيرات واغتيالات تدخل ضمن الصراع للسيطرة على المدينة المتنازع عليها التي يطالب الأكراد بضمها إلى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991، فيما يرفض العراب والتركمان فيها ذلك ويؤكدون رغبتهم في بقائها مرتبطة بالسلطة المركزية في بغداد.

ويوم امس اتهم تركمان العراق معصوم بمحاولة اعادة هيمنة الأكراد عليها، وقالت الهيئة التنسيقية العليا لتركمان العراق التي تضم ممثلين عن قواهم ونوابهم في بيان صحافي إن زيارة الرئيس العراقي إلى كركوك الاثنين الماضي ولقاءه مع المعنيين فيها لا يصبان في مصلحة مكونات كركوك حيث كانت لاعادة هيمنة وسلطة الكرد مرة اخرى إلى كركوك.

وجاءت زيارة معصوم إلى كركوك في وقت تشهد فيه المحافظة توترات أمنية تسببت بتسجيل أعمال عنف، بينما يسعى الكرد إلى استعادة منصب المحافظ واعادة قواتهم الأمنية إلى المحافظة في وقت يرفض فيه العرب والتركمان ذلك.

معصوم يبحث الازمة بين بغداد وأربيل مع رئيس حكومة كردستان ونائبه

بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم في أربيل اليوم مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ونائبه قوباد طالباني الجهود الراهنة لحل الخلافات والقضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان فضلاً عن المستجدات السياسية على المستوى الكردستاني والوطني".

 

معصوم مجتمعا في أربيل مع بارزاني وطالباني

 

وأعرب معصوم بحسب بيان رئاسي اطلعت عليه "إيلاف" عن ثقته "بحرص الجانبين على حل الخلافات قريبًا عبر حوار شامل وبناء يضمن النجاح في إحلال التفاهم والتعاون وطي صفحة الخلافات لما فيه مصلحة الشعب العراقي بكافة مكوناته وبما يدعم تعزيز الاستقرار ووحدة الصف وتطبيق الدستور والتقدم في المجالات كافة".

من جانبيهما، أكد رئيس حكومة الإقليم ونائبه الاستعداد "لبدء حوار جاد وبناء مع الحكومة الاتحادية لتجاوز الأزمة الراهنة وبما يخدم مصالح جميع أبناء الشعب العراقي ".

فيديو اجتماع معصوم مع بارزاني وطالباني:

 


وعقب المباحثات، توجه معصوم إلى مصيف صلاح الدين للقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

ويقوم معصوم بزيارة إلى إقليم كردستان منذ خمسة أيام، حيث أجرى العديد من الاجتماعات في السليمانية وكركوك ووصل إلى أربيل أمس الثلاثاء والتقى مع وفد من الاتحاد الإسلامي الكردستاني بهدف إيجاد مخرج لبدء الحوار بين بغداد وأربيل لحل الخلافات التي تعمقت بعد إجراء الاستفتاء الكردي على الانفصال في 25 سبتمبر الماضي، وما اعقبه من اجراءات اتخذتها الحكومة الاتحادية ضد سلطات الاقليم بحظر الطيران وتخفيض حصة الاقليم من الموازنة العامة للبلاد وانتزاع المنافذ الحدودية وتصدير النفط من سيطرة الحكومة الكردية.

الامم المتحدة والسيستاني يتفقان على ضرورة مواجهة الفساد

أكد الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش انه اتفق مع المرجع السيستاني على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وضرورة مواجهة الفساد في البلاد.

وقال كوبيش في مؤتمر صحافي عقده قرب مكتب المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في النجف (160 كم جنوب بغداد) بعد لقاء معه دام زهاء الساعة، "تباحثنا مع سماحة السيد السيستاني في جميع القضايا العالقة في العراق ، وبالخصوص العلاقة بين بغداد وأربيل وضرورة الاحتكام بين جميع الاطراف إلى الدستور والقانون".

وأضاف: "نحن كأمم متحدة نرحب بتوجه الحكومة لحملة مكافحة الفساد في العراق، ونأمل ان تكون الحملة حقيقية والسيد السيستاني يشاطرنا في ذلك وهو يؤيد بقوة التوجه في الحملة ".. وقال في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية "نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وضد تأجيلها والمرجعية الدينية تؤيد عملنا في التوجه الأممي لمتابعة العملية الديمقراطية والانتخابات في العراق". 

يذكر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اطلق مؤخرًا حملة ضد الفساد المستشري في اجهزة الدولة، وأكد الاثنين الماضي ان الحرب ضد الفاسدين اخطر من الحرب ضد الارهابيين "لانهم بيننا".. فيما ستجري الانتخابات النيابية العامة في منتصف مايو عام 2018.