قال سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام في مقال له بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، إنّ القيادة الإماراتية سلحت الشعب بالعلم والمعرفة والفكر الاستشرافي، إضافة إلى القوة والقدرة على مواجهة التحديات.


أبوظبي: أكد سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام أن القيادة الرشيدة للإمارات "علمتنا أن التحدي فرصة للتقدم وأن المستقبل أفضل لمن استعد له وحدد أهدافه متسلحًا بالتخطيط الاستراتيجي".

وكتب الجابر مقالا تداولته وسائل الإعلام الإماراتية، واطلعت "إيلاف" على نصه، وذكر فيه أنّ قيادة الإمارات "رسخت نهجًا يقوم على بناء الإنسان وتزويده بالقيم الوطنية ومعاني المسؤولية وإكسابه الخبرات والمهارات التي تمكنه من المساهمة الحقيقية في نهضة الوطن والدفاع عنه".

وجاء في المقال الذي حمل عنوان "الإمارات.. مسيرة إنجازات تستحق التخليد" بمناسبة اليوم الوطني الـ 46 للدولة، إن "القيادة الرشيدة سلحت شعب الإمارات بالعلم والمعرفة والفكر الاستشرافي إضافة إلى القوة والقدرة على مواجهة التحديات". وأكد وزير الدولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، أنه "بالعزم والتصميم تبنى الأمم وبالقوة والتمكين تحافظ على بنيانها".

واليوم الوطني الإماراتي يوافق يوم الثاني من ديسمبر كل عام، تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971.

وكانت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد قد بدأت بإجماع حكام الإمارات السبع، وهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقي حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان، واتفاقهم على الاتحاد في ما بينهم.

مسيرة البناء

وقال الجابر في مقاله: "تحتفل الإمارات بيومها الوطني مخلدة تاريخًا مجيدًا أشرق على أرضنا الطيبة معلنًا انطلاق مسيرة البناء والإنجاز، ففي الثاني من ديسمبر 1971 أوقد المؤسسون شعلة الأمل ووضعوا خريطة طريق الاتحاد، وركائز مجد الوطن، مستمدين عزيمتهم من إيمانهم بأن شعب الإمارات يستحق الأفضل، فكانت بلادنا، كما أرادوا، منارة تقدم وتطور تمثل نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم".

علم الإمارات يرفرف في سماء لندن بمبادرة مبتعثي شرطة دبي في اطار الاحتفالات باليوم الوطني الـ46 (الإمارات اليوم) 


واضاف: "لقد من الله علينا في دولة الإمارات بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي تمكن بحكمته ونفاذ بصيرته وإيمانه بقدرات شعبه من أن يضع الإمارات في ركب الدول المتقدمة، ويبني وطنًا عظيمًا راسخ الجذور عالي البنيان، ولتتوالى الإنجازات وتتواصل، ولتحقق بلادنا في 46 عاماً ما عجزت عن تحقيقه دول أخرى في مئات السنين.. واليوم تستمر جهود البناء والتميز ومسيرة التمكين بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات".

فخر وعزة

يرى سلطان الجابر أن الاحتفال باليوم الوطني "هو مدعاة للشعور بالفخر والعزة، ودافع للعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات الجديدة والتقدم في المراتب العالمية على كافة الصعد والمؤشرات، ففي كل عام تضيف الإمارات إنجازات إلى إنجازاتها، وترتقي سلم المجد متجاوزة كل التحديات والصعوبات".

العلم والمعرفة

ولأن الإنجاز يحتاج إلى من يحميه ويحافظ عليه، فإن الجابر شدد على أنّ قيادة الإمارات عملت على "تسليح شعب الإمارات بالعلم والمعرفة والفكر الاستشرافي، وفي ذات الوقت بالقوة والمنعة والقدرة على مواجهة التحديات، فبالعزم والتصميم تبنى الأمم، وبالقوة والتمكين تحافظ على بنيانها".

وتابع: "روح الاتحاد وقوة العزيمة والإرادة التي حفلت بها مدينة الشيخ زايد العسكرية ونحن نشاهد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قبل يومين بين أبنائه منتسبي الدفعة الثامنة من الخدمة الوطنية، والدورة السادسة للإناث، كانت رسالة واضحة بأن شباب الإمارات مصدر فخرها وحماة مستقبلها، وهم خير من يصون الوطن ويدافع عن أمنه ورفعته واستقراره.

وكان التاريخ حاضرًا في حفل التخريج، ففي ذات المكان الذي وقف فيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بين أبنائه المجندين والمتطوعات، كان القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، قد وقف فيه بين أبنائه الخريجين من الخدمة التطوعية في عام 1990، ليؤكد ذلك على ثبات الموقف والنهج، واستمرار حرص القيادة على رعاية الشعب وتسليحه وتمكينه للذود عن الوطن وصون منجزاته ومكتسباته. لقد رسخت قيادتنا نهجًا يقوم على بناء الإنسان وتزويده بكل القيم الوطنية، ومعاني المسؤولية، وإكسابه الخبرات والمهارات التي تمكنه من المساهمة الحقيقية في نهضة الوطن والدفاع عنه".

الدفاع عن الأمن

"يأتي احتفالنا باليوم الوطني السادس والأربعين وقواتنا المسلحة الباسلة في جبهات العز والكرامة يقدمون التضحيات ويسطرون البطولات دفاعًا عن الأمن والسلم والاستقرار، لتقدم دولة الإمارات نموذجًا للنظرة التكاملية والعمل الشامل على كافة المسارات، فهي لا تغفل عن جانب لتبدع في آخر، بل تبني وترتقي بإنجازاتها، وفي ذات الوقت تدافع عن الحق وتنصر الشقيق وتساعد الملهوف بهمة شعب متسلح بالثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي غرسها فينا القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وعززتها قيادتنا الرشيدة".

ويضيف الجابر: "يحق لنا في الإمارات أن نفخر بمسيرتنا وإنجازاتنا، حيث إننا لا نحتفل بتاريخ بقدر ما نحتفل بعظمة إنجاز شهد له العالم، فنحن اليوم في المركز الأول عربيًا والسابع عشر عالميًا في تقارير التنافسية العالمية، وهذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الجهود الكبيرة والرؤية السديدة لقيادتنا، وتفاني أبنائنا وحرصهم على أن تبقى الإمارات في الصدارة، لتكون مثالاً للنجاح والتميز، وصاحبة رسالة إلى العالم بأن منطقتنا قادرة على تقديم نماذج مشرقة وإسهامات إيجابية فعالة للحضارة الإنسانية، تستحق أن يخلدها التاريخ لإنجازاتها ومواقفها المشرفة".