انفردت صيحفة الصنداي تلغراف من بين صحف الأحد البريطانية بنشر تحقيق عما تتعرض له الفتيات النازحات إلى بنغلاديش من مسلمي الروهينجا في ميانمار من عنف واستغلال وعبودية جنسية.

وحمل التحقيق، الذي أجرته موفدة الصحيفة إلى مخيمات اللاجئين، عنوانا على لسان اللاجئات يقول "هربنا من الاطلاقات لنباع لغرض الاستعباد الجنسي".

وأردفته بعنوان ثانوي يدعو إلى إغاثة فتيات الروهينجا الهاربات من القمع الوحشي في ميانمار ليواجهن رعب الاتجار بالبشر واجبارهن على ممارسة البغاء في بنغلاديش.

وتضرب كاتبة التحقيق، نيكولا سميث، مثلا بسعدية، الفتاة المسلمة التي فرت إثر حرق قريتها في ولاية راخين واقتياد الجنود لأخيها لإعدامه بإطلاق النار عليه، ثم بُيعت لاستخدامها في خدمة البغاء في فندق فخم في منتجع تشيتاغونغ على البحر في بنغلاديش.

وتقول سميث إن سعدية فقدت الاتصال بوالديها أثناء فرارهم من حملة القمع التي شنها الجيش على أقلية الروهينجا في ميانمار وظلت تعاني برفقة صبية أخرى تدعى عائشة للوصول بسلام إلى بنغلاديش المجاورة.

وتواصل سميث حكاية قصة الفتاتين إلى جانب ما التقطته من صور لهما، وكيف عبرتا الحدود في سبتمبر/أيلول، لكنهما لم تتمكنا من الوصول إلى مخيم اللاجئين بالقرب من الساحل الجنوبي لمنتجع كوكس بازار، الذي يؤوي الآن أكثر من 620 ألف لاجئ.

"قلق متزايد"

مصابة من ميانمار
Reuters
المهاجرات من نساء الروهينجا يعنين من أعمال العنف وقد يصبحن ضحايا لعمليات الاتجار بالبشر

وتوضح أن رجلا من الروهينجا يدعى المغير خدعهما بعد أن وعد سعدية بالزواج وعائشة بتوفير عمل لها، لكنه باعهما مقابل مبلغ 225 دولارا فقط لصاحب الفندق، الذي احتجزهما واستغلهما في أعمال البغاء.

وتخلص سميث إلى أن حكاية الفتاتين وأخريات مثلهما تعكس القلق المتزايد لدى وكالات الإغاثة الإنسانية، من أمثال يونيسف ومنظمة الهجرة الدولية، من زيادة الاتجار بالبشر والاستغلال بين أوساط الروهينجا الذين يعانون من شظف العيش بعد فرارهم من التطهير العرقي الجاري ضدهم في ميانمار.

وتقول الصحفية إن سعدية وعائشة قدمتا لها أوصافا مروعة عما تعرضتا له من استغلال جنسي وإساءة معاملة منذ وصولهما إلى بنغلاديش.

وتنقل عن سعدية قولها "لقد احتجزونا في غرفة وكانوا يركلوننا ويضربوننا إذا رفضنا ممارسة الجنس"، مضيفة "في اليوم الأول جاءنا رجل سمين وثلاثة من أصدقائه، ثم تواصلت العملية بين ثلاثة إلى خمسة رجال في اليوم. لقد جرحت وبقيت أنزف في المرة الأولى".

ثم اكملت واصفة الألم الذي ظلت تعانيه عائشة في بطنها، بينما انزوت عائشة عاجزة عن الكلام.

وتقول سميث إن الصبيتين لا تتذكران كم من الزمن قضيتا على هذه الحال حتى ساعدتهما امرأة في المنطقة في الهرب من المنتجع.

لكن الصحفية تستدرك أن حرية الصبيتين كانت قصيرة جدا، إذ إنهما لم يتمكنا من دفع مستلزمات سكنهما وعيشهما فسقطتا في دوامة من الاستغلال الجنسي في أحياء الليل في كوكس بازار.

وتواصل الصحفية حكاية محنة الفتاتين اللتين لا تعرفان مصير عائلتهيما وتخشيان الذهاب إلى المخيم بسبب العار الذي لحق بهما وما يمكن أن ينجم عن ذلك من تبعات في مجتمع إسلامي محافظ.

"انسوا العلاقة الخاصة" مع أمريكا

ووضعت صحيفة الأوبزرفر عنوانا مثيرا لمقالها الافتتاحي يقول "مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا متباعدة. انسوا "العلاقة الخاصة".

وترى الصحيفة أن اعادة نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لمقاطع فيديو دعائية على صفحته في تويتر سبق أن بثها اليمين البريطاني المتطرف يجعل الأمر وكأنه يعطي تأييد الأبيض للتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات العرقية والدينية.

وترى الصحيفة أن ترامب ألحق العار بالولايات المتحدة وأن الشعب الأمريكي سينقلب ضده ويطرده من منصبه، وكلما حدث ذلك بسرعة كان أفضل لهم ولعموم العالم، حسب تعبير الصحيفة.

لكن الصحيفة تستدرك أن القصة لا تتوقف عند هذا الحد، وبعد أن تستعرض تعليق رئيسة وزراء بريطانيا التي رأت أن إعادة نشر مقاطع الفيديو كان عملا خاطئا، ورد ترامب عليها في تغريدة دعاها فيها إلى التركيز على الإرهاب الإسلامي المتشدد بدلا منه، تخلص إلى أن ذلك اسلوب غريب في معاملة قائدة بلد حليف مقرب احتفى بها في العاصمة الأمريكية واشنطن في يناير/كانون الأول.

ترامب وماي في اجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة
Reuters
ترامب وماي في اجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة

وتشدد الصحيفة على أن شعار ترامب "أمريكا أولا" بما يحمله من نزعة "قوموية" ورهاب من الأجانب، يشير إلى أنه ليس لديه الوقت لعلاقات متكافئة ومتوازنة بين الأمم، ولا حتى للوصول إلى حلول وسط وتفاهمات قائمة على الاتفاق في الأراء.

وتقول الصحيفة إنه في مثل هذا "المناخ المسموم" ليس من المرجح أن تزدهر "العلاقة الخاصة" مع بريطانيا. وإن فكرة ماي عن أن صداقة ترامب في وقت تستعد فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي قد توفر لها سبلا أفضل للحصول على اتفاقات تجارية ثنائية مفضلة، كانت دائما وهمية، بحسب تعبير الصحيفة.

وتبرر الصحيفة رأيها بأن المستثمرين ورجال الأعمال والمصدرين الأمريكيين ليسوا مؤسسات خيرية، فالشركات الأمريكية الكبرى ستبحث عن أفضل الشروط التي تقدم لها أكبر فائدة.

وتخلص الصحيفة إلى أنه ماحدث الأسبوع الماضي كان نداء يقظة لماي وحزب المحافظين، بأن بريطانيا لا يمكن أن تعتمد على أمريكا ترامب، وينبغي على ماي قبل أن تحرق الجسور مع أوروبا أن تأخذ بنظر الاعتبار أن "رئيس الكراهية يمثل خطرا على قيمنا الشاملة ومصالحنا الوطنية وكل شعبنا. فترامب ليس صديق بريطانيا".

محاكمة المطربة شيما

وتتنشر صحيفة الصنداي تلغراف تقريرا من العاصمة المصرية عن قضية المطربة "شيما" التي احتجزت بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي ترتدي ملابسها الداخلية وتتناول الموز بشكل يحمل إيحاءات جنسية.

ويقول التقرير إن شيماء أحمد (25 عاما) المعروفة إعلاميا باسم "شيما"ستمثل أمام المحكمة الثلاثاء المقبل في قضية الفيديو الذي حمل عنوان "عندي ظروف" وأثار غضبا في مصر.

ويقول تقرير الصحيفة إن اعتذار المطربة بعد موجة الانتقادات التي واجهتها من نواب في البرلمان وفي الصحافة المصرية لم يكن كافيا لمنع الشرطة من القبض عليها بشبهة "التحريض على الفجور".

ويخلص التقرير إلى أن احتجاز شيما جعل منها الشخصية الفنية الأبرز التي تحتجز في حملة تشنها السلطات ضد المغنين ومجتمع المثليين والمتحولين جنسيا والمدونين الذين يتحدون الأعراف والقيم الاجتماعية السائدة.