هل كان يمكن أن يمثل علي عبد الله صالح شريكًا موثوقًا في الحل باليمن لو لم يقتله الحوثيون؟... غالبية قراء "إيلاف" ترى أنه ما كان محل ثقة بعد انقلابه على السعودية في 2014، وانقلابه على الحوثيين اليوم.

إيلاف من دبي: لساعات ستة فقط قبل وفاة الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح، أجرت "إيلاف" استفتاءها الأسبوعي طارحةً السؤال الآتي: "هل ترى في علي عبد الله صالح شريكًا موثوقًا لاستعادة الشرعية في اليمن؟"، بناءً على انقلاب صالح على حلفائه الحوثيين، واستعار الاشتباكات بين الحليفين السابقين في شوارع صنعاء. وأغلقت "إيلاف" الاستفتاء، الذي يتجدد صباح الإثنين من كل أسبوع، فور التأكد من نبأ مقتل صالح عصر اليوم الاثنين.

أمل غامض
في خلال الساعات الستة من عمر الاستفتاء، وجد 26 في المئة من قراء "إيلاف" أن صالح شريك موثوق، بينما رأى 74 في المئة منهم أنه ليس كذلك. فالرئيس اليمني المخلوع تعهد قبل يومين بـ "فتح صفحة جديدة" مع السعودية بعد وقف إطلاق النار وفك الحصار عن اليمن، داعيًا الشعب اليمني إلى أن يهبّ للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية. 

أضاف صالح السبت أن الشعب اليمني انتفض ضد العدوان الحوثي، "واليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدًا عن الميليشيات، ويجب إنهاء كل الميليشيات العاملة على الأرض اليمنية، وأدعو جميع الشعب اليمني في كل المحافظات وكل مكان إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ 3 سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر".

بناءً على ذلك، أمل قسم من قراء "إيلاف" أن يسرع انهيار تحالف صالح - الحوثي في مسيرة إنهاء حال الحرب في اليمن، ما دامت القوى المناهضة للشرعية اليمنية ستتفكك إلى غير رجعة، وربما هذا ساهم في أن يقبلوا بعلي صالح شريكًا في مساعي استعادة هذه الشرعية، بدعم من قوى التحالف العربي.

شكلت انعطافة صالح هذه نحو السعودية حدثًا، ربما كان سيغيّر شكل الحرب في اليمن في اتجاه عزل الحوثيين، ومؤشرًا إلى عودة صالح إلى أحضان الرياض... ولكن!

انعطافة لم تكتمل
تفجر الاستياء المتصاعد بين صالح والحوثيين على خلفيات مالية وتقاسم السلطة والنفوذ وشبهات بإتمام صفقات سرية، في اليومين الأخيرين حين أعلن الرئيس السابق استعداده لـ"طيّ الصفحة" مع السعودية. ترافق ذلك مع مواجهات عسكرية على الأرض في صنعاء بين الفريقين، قتل فيها أكثر من ستين مقاتلًا، وتمددت خلال الساعات الماضية إلى خارج صنعاء.

في المقابل، تذكرت غالبية قراء "إيلاف" مآثر صالح، الذي أغرق اليمن في أزمة منذ تنحيه في فبراير 2012 بعد 11 شهرًا من الاحتجاجات ضد نظامه، قبل أن يضطر إلى نقل السلطة إلى عبد ربه منصور هادي، الذي كان نائبه آنذاك. وحين تعرّض لمحاولة اغتيال، عالجته المملكة العربية السعودية أملًا في أن يكون لاعبًا مؤثرًا بشكل إيجابي لاستمرار اليمن في طريق الهدوء والاستقرار، وفقًا للمبادرة الخليجية لإنهاء النزاع الأهلي اليمني.

إلا أن صالح تنكر للسعودية ودول الخليج، وانضم بعد سنتين إلى الحوثيين، الذين أقاموا حكومة لهم في صنعاء، واستمر متحالفًا معهم، إلى أن بدأت الأزمة بين الطرفين قبل أشهر، وانتهت بمقتله اليوم.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه رغم الانقلاب الذي افتعله صالح قبل مقتله، والذي حاول تسويقه من خلال بيانات متفرقة سبيلًا له كي يحجز لنفسه مكانًا على خريطة الحل السياسي في اليمن، من خلال تلميع صورته، والحديث عن دور له مؤيد لمساعي التحالف العربي لحل الأزمة اليمنية، إلا أن أي إشارة إلى هذا الأمر لم تصدر من دول التحالف العربي، متمسكة بأن مفتاح الحل في اليمن هو تراجع الإنقلابيين وإعادة السلطة إلى الشرعية اليمنية، ووقف التدخل الإيراني في اليمن.​