حذر السفير الأميركي في العراق من إمكانية ظهور منظمة متمردة جديدة في هذا البلد بعد القضاء على داعش، مؤكدًا عدم إرسال أي قوات جديدة إلى مدينة كركوك الشمالية لأنها أصلا موجودة هناك منذ زمن طويل، موضحًا أن ما حصل هو نقل معدات إلى قاعدتها هناك وأشار إلى أنّ بلاده ستعوض بغداد عن طائرتي أف 16 اللتين سقطتا اثناء التدريب في قاعدة اريزونا الأميركية الجوية وقتل طياراها خلال العامين الحالي والماضي. 

إيلاف من لندن: أشار السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان الى إمكانية ظهور معركة ذات "طابع جديد" بعد انتهاء صفحة داعش وذلك بانبثاق منظمة تمرد جديدة في العراق تهدف إلى خرق الامن والاستقرار من خلال احداث تفجيرات هنا وهناك من دون توضيح طبيعة هذه المنظمة وما اذا كانت من عناصر سابقة قاتلت مع داعش . 

وأشار إلى أنّ العراق دخل مرحلة جديدة تتطلب عملا كثيرا بعد زوال داعش".. مبينًا أن "لدى واشنطن ثقة كبيرة بقدرة القوات العراقية وهي مستمرة بتقديم الدعم للقوات العراقية الماسكة للأراضي"، التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اعلن الاسبوع الماضي القضاء على داعش عسكريًا في بلاده، مؤكدًا ان انهاءه بشكل نهائي سيتم خلال ايام قليلة لدى انتهاء العمليات العسكرية لتطهير الصحراء الغربية من خلاياه والجارية هناك منذ اسبوعين.

 لا قوات أميركية جديدة إلى كركوك

ونفى السفير الأميركي ارسال واشنطن قوات أميركية إلى مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل.. مؤكداً ان قوات التحالف الدولي موجودة في مدينتي كركوك والحويجة منذ فترة طويلة.

وقال في تصريحات خاصة للوكالة الوطنية العراقية للانباء الثلاثاء اطلعت عليها "إيلاف" ردًا على تقارير أشارت مؤخرا إلى ارسال واشنطن قوات اميركية تحمي محافظة كركوك، "إن قوات التحالف الدولي تتواجد في كركوك منذ زمن طويل وما حصل مؤخرًا هو تحرك ونقل لبعض المعدات العسكرية من وإلى القواعد العسكرية للتحالف في كركوك فقط ولم يكن هناك ارسال لقوات أميركية جديدة إلى كركوك، كما نشرت بعض وسائل الاعلام".

وكانت القوات العراقية نفت مطلع الاسبوع الحالي تقارير كردية عن انتشار القوات الأميركية في محيط كركوك التي انتزعتها القوات في 16 اكتوبر الماضي من سيطرة قوات البيشمركة الكردية عليها منذ سقوط النظام السابق ربيع عام 2003.

سقوط طائرات أف 16 المتعاقد العراق عليها

وحول سقوط طائراتي أف 16 الأميركيتين وهما من ضمن الصفقة الأميركية العراقية المتضمنة 48 طائرة وكيفية تعويضهما، أشار سيليمان إلى انه تم اجراء تحقيق اميركي عراقي مشترك بخصوص تعويض طائراتي الاف 16 اللتين سقطتا اثناء التدريب في قاعدة اريزنا الجوية الأميركية وقتل فيهما طياران عراقيان خلال العامين الماضي والحالي.

وأضاف "أن برنامج الاف 16 صعب جدا ومكثف وهناك تنسيق بين القوات الأميركية والعراقية لاتمامه.. مستدركًا بالقول "لكن تحدث هناك اصابات ووفيات في التدريب ونقدم التعازي الحارة لذوي الضحايا ". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة بذلت جهداً في دعم العراق في مجال التسليح أكثر من جهدها في بيعها اليه".

وكانت القوات الجوية العراقية قد اعلنت في السادس من سبتمبر الماضي عن مصرع احد طياريها برتبة رائد هو نور فالح حزام رسن الخزعلي خلال مهمة تدريبية على طائرة أف 16 في قاعدة ولاية اريزونا الأميركية في حادث هو الثاني من نوعه حين قتل في يونيو عام 2015 طيار عراقي هو العميد الطيار راصد محمد صديق في تحطم طائرته المقاتلة من طراز إف 16 خلال مهمة تدريب في الولايات المتحدة الأميركية. 

وأبرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا في عام 2011 لشراء 36 مقاتلة اف 16 بقيمة 65 مليون دولار للطائرة الواحدة إلا أن تسليم المقاتلات أرجئ بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في يونيو عام 2014 وانهيار قطعات من الجيش العراقي، لكنه تم بعد ذلك تسليم العراق 12 منها بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

تقليل تدريجي للقوات الأميركية في العراق

وحول وجود اتفاقية بين واشنطن وبغداد تقضي بزيادة أو بقاء القوات الأميركية في العراق إلى ما بعد داعش، أكد السفير الأميركي قائلا "لا توجد أية اتفاقية بهذا الخصوص، انما هناك تقليل تدريجي للقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي بعد طرد داعش من العراق".. مؤكدا "عدم وجود أي معتقل عراقي لدى القوات الأميركية وما تناقله البعض حول ذلك غير صحيح".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد اعلنت الخميس الماضي أن عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين في أراضي العراق يبلغ 5262 عسكريًا. 

 قلق أميركي من صفقات كردستان النفطية

وفي ما يخص صفقات إقليم كردستان النفطية مع الخارج، قال سيليمان "يساورنا القلق بخصوص بعض الصفقات التي قام بها اقليم كردستان في المجال النفطي الا ان الاهم من ذلك ان يرى العراقيون كيفية صرف الاموال النفطية حيث اننا نعمل مع وزارة النفط والاقليم من أجل الاستفادة من اموال النفط".

وكانت سلطات الاقليم وقعت في وقت سابق اتفاقيات مع شركات نفطية روسية لاستثمار حقول نفطية في الاقليم واستيراد النفط منه.

مساعدات أميركية غير مرئية للعراق

وبشأن مساعدة الولايات المتحدة للعراق، أوضح السفير أن "هناك مساعدات غير مرئية وغير مباشرة خلال 2017، والاكثر كانت في المجال العسكري والتسليح، اما في الجانب الانساني فقد كانت المساعدات كبيرة للنازحين خلال الحرب على داعش". وأضاف أن بلاده "قدمت 112 مليون دولار من أجل إزالة الألغام ومخلفات الحرب بالإضافة إلى عزمها تقديم 150 مليون دولار إلى البرنامج الانمائي للأمم المتحدة لإعادة الاستقرار في المناطق المحررة".

وتابع "أننا ندعم اي جهد حكومي او اية جهة عراقية في محاربة الفساد ونعمل مع مكتب رئيس الوزراء لتقليص ارضية الفساد"، مؤكداً "سوف ترون اعادة توجيه الحكومة خلال العام المقبل لإعادة الاستقرار في العراق، لاننا بعد هزيمة داعش العسكرية سنعمل على إعادة النازحين إلى ديارهم لإعادة الاستقرار".

دعم أميركي للعبادي في مكافحة الفساد

وفي ما يخص الموقف الأميركي من مبادرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمكافحة الفساد، اكد سيليمان دعم بلاده للجهود الحكومية للحد من الفساد في العراق.. وقال: "نحن نعمل مع وحدة الاصلاح الاقتصادية في مجلس الوزراء العراقي للحد وتقليل نوع الفساد من خلال التعاون المتبادل كما نحن ندعم الحكومة العراقية بخصوص دعم القطاع المصرفي والرواتب والالية المقبل المخطط لها من الحكومة العراقية.

ووجه العبادي أمس المجلس الاعلى لمكافحة الفساد بحسم ملفات الفساد الكبرى والتحقق من دقة المعلومات الخاصة بها لمحاسبة الفاسدين المتسببين بسرقة المال العام، وأكد على ضرورة رفع المعوقات التي تحول دون حسم هذه القضايا لاسترداد الاموال المسروقة وتقديم الفاسدين للقضاء.

مؤتمر المانحين الدولي حول العراق ينعقد بالكويت

وأوضح السفير الأميركي ان بلاده تعمل مع حكومتي العراق والكويت لإعادة الاستقرار في المناطق المحررة، لأن الكويت تستعد لاحتضان مؤتمر دولي للمانحين اوائل العام المقبل لتقديم اموال من اجل اعادة اعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش. 

ومن المنتظر ان ينعقد مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار المناطق العراقية المحررة الذي تستضيفه الكويت في الفترة ما بين 8 و 12 فبراير المقبل عام 2018 بهدف دعم جهود الحكومة العراقية في إعادة إعمار المناطق المدمرة، التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش لأكثر من ثلاث سنوات، والتي تحتاج إلى حوالي 100 مليار دولار، بحسب تقديرات أولية.