أمرت الولايات المتحدة موظفيها الرسميين الثلاثاء بتجنب زيارة مدينة القدس القديمة والضفة الغربية بعد دعوات إلى التظاهر ووسط تنامي التكهنات المحيطة بقرار مرتقب لترمب بشأن نقل سفارة واشنطن في إسرائيل إلى القدس.

إيلاف: أفادت توجيهات صادرة من وزارة الخارجية الأميركية "مع الدعوات الواسعة للخروج في تظاهرات من 6 ديسمبر في القدس والضفة الغربية، لا يسمح للموظفين الحكوميين الأميركيين وأفراد عائلاتهم حتى إشعار آخر السفر بشكل شخصي إلى مدينة القدس القديمة والضفة الغربية".

أضافت أن "السفر الرسمي للموظفين الحكوميين الأميركيين في مدينة القدس القديمة والضفة الغربية مسموح به فقط للضرورة ووسط اجراءات أمنية إضافية". 

وعلى ترمب اتخاذ قرار خلال هذا الأسبوع بشأن ما اذا كان سيوقع على امر ابقاء السفارة في تل ابيب او الوفاء بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية بنقلها الى القدس، وهو ما سيشكل اعترافا بحكم الأمر الواقع بأحقية اسرائيل في المدينة المتنازع عليها.

وأفاد مسؤولون أميركيون أنه لن ينقل السفارة مباشرة لكنه قد يصدر بيانا يؤكد فيه نيته القيام بذلك ويذهب أبعد من ذلك ليعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. 

ويعارض الفلسطينيون ودول عدة تحركا من هذا النوع. ودعا مسؤولون فلسطينيون إلى الخروج في سلسلة من التظاهرات خلال الأيام المقبلة ردا على التحرك. 

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة.

هنية يحذر
من جهته حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الثلاثاء من ان نقل الادارة الاميركية المرتقب لسفارتها من تل ابيب الى القدس سيشكل "تجاوزا لكل الخطوط الحمر". وقال هنية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "إقدام الإدارة الأميركية على الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها للقدس هو تجاوز لكل الخطوط الحمر".

واعتبر ان ذلك "يشكل تحديا صارخا لكل المواثيق والأعراف الدولية، واستفزازا كبيرا لمشاعر الأمة العربية والإسلامية، وسيكون بمثابة إطلاق شرارة الغضب الذي ينفجر في وجه الاحتلال". كما شدد على ان هذه الخطوة "تصعيد خطير يشكل غطاء أمام حكومة بنيامين نتانياهو (رئيس الوزراء الاسرائيلي) المتطرفة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في تهويد مدينة القدس".

وفي بيان منفصل، دعت حماس "الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية وشباب الانتفاضة لجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب في وجه الاحتلال، رفضا لنقل السفارة الأميركية للقدس وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني". كما دعت ايضا "مقاومة شعبنا في الضفة الباسلة الى الرد على القرار الأميركي الذي يستهدف قدسنا بكل الوسائل المتاحة".

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية مساء الثلاثاء ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في مكالمة هاتفية نيته نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس. ولم يتضح من اعلانها ما اذا كان ترمب ينوي نقل السفارة على الفور او في المستقبل القريب. وحذر عباس "من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وكانت اسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة. ويرغب الفلسطينيون في جعلها عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان ترمب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل في يونيو الماضي من اجل "اعطاء فرصة" امام السلام.
وأقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس.

ورغم ان قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية "مصالح الامن القومي". وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين ان الظروف لم تنضج لذلك بعد.