«إيلاف» من الرباط : بمشاركة 90 عارضًا، وعلى مساحة تقدر بـ4500 متر مربع، احتضن فضاء السويسي بالعاصمة المغربية الرباط الدورة الخامسة للمعرض المهني للصناعة التقليدية"من يدنا"، الذي تنظمه وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ومؤسسة دار الصانع، بشراكة مع فيدراليات مقاولات الصناعة التقليدية، تحت رعاية العاهل المغربي الملك ويشكل المعرض الذي نظم ما بين 6و 10 ديسمبر الحالي مناسبة حقيقية للتعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية، في موعد مهني مهم، يرمي إلى الانفتاح على الأسواق الخارجية، خاصة أنه يستقطب عددًا من المهنيين المشتغلين في القطاع.

 

سيدة تعرض زرابي تقليدية

معرض مهني

يقول عبد الله عدناني، المدير العام لمؤسسة دار الصانع في تصريح لـ"إيلاف المغرب" إن الصناعة التقليدية بالمغرب تحتاج لتنظيم معرض مهني من هذا الحجم، بعيد عن كونه معرضًا تجاريًا للبيع المباشر، مشيرًا الى فكرة تنظيمه بدأت سنة 2013 ليتطور بشكل تدريجي حاملاً معه أفكارًا و شراكات جديدة.

وذكر عدناني ان من الأهداف التي يسعى معرض"من يدنا" لتحقيقها هو خلق إشعاع للصناعة التقليدية، و إبراز الموروث الثقافي، إضافة إلى خلق فرص للبيع، وبالتالي المساهمة في إيجاد فرص للشغل وهيكلة القطاع.

وعن مميزات الدورة، يضيف العدناني قائلا"على هامش المعرض، تمت استضافة 30 شخصًا، منهم مهندسون ومصممو ديكور وصحافيون مختصون في المجال وخبراء في مجال البيع والتسويق ومقاولون في مجال الفندقة.

ويرى مدير دار الصانع أن أهمية المعرض تكمن في جعل الصانع المغربي قريبًا من أذواق الأجانب، مما يساعده على ملاءمة المنتوج الذي يقدمه مع ذوق المشتري، إضافة إلى انفتاح"من يدنا" على دول أجنبية أخرى، مما ينعكس إيجابًا على المغرب والصناعة التقليدية الأصيلة، والتعريف بها عالميًا عبر مقالات تتناول مجال الديكور.

 زليج مغربي

التحديات المطروحة

ويقول عدناني إن المشاكل التي تعترض الصناع التقليديين تتجلى في مسألة التكوين من أجل تسويق المنتجات بطريقة ملائمة والتفاوض بشأنها والتمكن من تقنيات البيع، إضافة إلى عدم إمكانية ولوجها لبعض الأسواق كأميركا مثلا، نظرًا للشروط التي تضعها الجمارك.

و في هذا السياق، يقول المتحدث إن دار الصانع قامت بسلسلة من الدورات التكوينية حول تقنيات البيع وتنظيم الأروقة المخصصة للعرض، وعقدت شراكة مع الإدارة الأميركية من أجل تكوين 450 من الصناع التقليديين لمدة سنتين.

وعن دور المؤسسة في النهوض بقطاع الصناعة التقليدية والمساهمة في التعريف به عالميًا، يضيف مدير دار الصانع"عملنا لا يقتصر فقط على المستوى الوطني بل يمتد لمختلف دول المعمور، حيث نشارك في حوالي 43 تظاهرة عبر العالم سنويا، في باريس ودبي وأميركا والبرتغال وغيرها، إضافة إلى تنظيم أسابيع مغربية في الخارج.

التعريف بالمبدعين

في حديثهم لـ"إيلاف المغرب"، أجمع العارضون الذين يستضيفهم "من يدنا" في دورته الخامسة على الأهمية التي يكتسيها بالنسبة لهم، فهو مناسبة حية لإبراز مهارات الصناع التقليديين والتطور الذي تشهده المملكة في المجال.

وتقول ليلى بنيحيى، مسيرة مقاولة لصناعة الزجاج، إن المعرض يساهم في التعريف بعمل المبدعين المغاربة وإخراجهم للنور قصد اكتشاف ما تبتكره أناملهم من جمالية ودقة في الصنع والتقديم، و يمنحهم الفرصة في التواصل والانفتاح نحو أسواق جديدة بالخارج.

و تعتبر صوفانا بنيحيى، مصممة مجوهرات أن أهمية الملتقى تكمن في كونه يجمع ما بين العارضين والتعاونيات والشركات من أجل خلق جو من التبادل الإيجابي، و يعطي صورة جيدة عن الصناعة التقليدية في إطار مهيكل ومنظم دون تبخيس المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الصناع.

وعن المشاكل التي تواجه مجال اشتغالها، تضيف بنيحيى"نسجل وجود ضعف في التأطير والتقنين فضلاً عن مشاكل أخرى تتعلق بالمواد الأولية التي نشتغل عليها من أحجار كريمة وغيرها، والتي نحرص على استيرادها من دول الهند والبرازيل وأفريقيا"، واضافت " هناك إشكالية كبرى تتعلق بالسوق السوداء التي تحد من الجودة والتنافسية، والتي تعمل على تسويق منتجات لا تتوفر على جودة عالية بأسعار بخسة تضر بالمقاولات العاملة بالميدان".

من جهتها، قالت مارلين بوتيرو، وهي فنانة تشكيلية إيطالية متخصصة في السيراميك إن الفضاء المخصص للعرض يتحول لمكان خصب للتبادل والتواصل الثقافي، ينم عن اهتمام مختلف المكونات الحاضرة بأهمية الصناعة التقليدية المغربية التي تتميز بجمالية كبيرة ودقة فائقة، يلزمها فقط السعي نحو المزيد من التجديد والحيوية من أجل تقديمها في حلة جديدة تواكب روح العصر.

منتوجات نحاسية

 

أثاث من الجلد

غنى فني وبهجة
في ثاني مشاركة لها بالمعرض، قالت لوليتا، وهي مقاولة فرنسية مقيمة بمدينة أغادير إن الصناع التقليديون أبانوا عن حرفية ومهنية عالية من خلال المنتوجات التي يعرضونها، والتي تمثل مختلف أنحاء المغرب. وأشادت بجمالية وجودة الأقمشة والأزياء المغربية التي تسعى لمزاوجتها مع أشكال غربية لتقديمها في قالب عصري مع الحفاظ على الطابع التقليدي التراثي، من خلال تعاملها مع تعاونيات تنشط في المجال.

وتقول سارة وقاس، وهي مسؤولة عن مقاولة لتصنيع مواد التجميل من زيت الأركان المغربي، إن المعرض يساهم في التعريف بالمنتوجات المغربية بالنسبة للأجانب، في ظل وجود منافسة قوية بين العديد من المقاولات والتعاونيات التي تستخدم هذا المنتوج المغربي في صنع مواد تجميلية طبيعية، مع وجود فارق بسيط في ابتكار أشكال التغليف والتقديم والعرض.

من جهتها ، أشادت سالومي، وهي مصممة ديكور فرنسية ، بجودة الصناعة التقليدية لغناها الفني والبهجة التي تبعثها من خلال استخدام الألوان التي تمنح للأزياء والأثاث وغيرها نكهة وحيوية خاصة.

جانب من الحضور

 

 زرابي تقليدية مغربية

 

 ديكورات منزلية
 عبد الله عدناني مدير دار الصانع
صالون مغربي
 مجوهرات واكسسوارات نسائية
حقائب يدوية من مواد طبيعية