بروكسل: قررت الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الثلاثاء تجديد ولاية الامين العام ينس ستولتنبرغ حتى العام 2020 واكدوا "ثقتهم" به على خلفية توترات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وستكون مهمة رئيس الوزراء النروجي السابق الذي تولى منصبه في اكتوبر 2014، على المدى القصير التحضير للقمة المقبلة لاكبر حلف عسكري في العالم في بروكسل في يوليو المقبل على خلفية الازمة النووية الكورية الشمالية.

يقوم الحلف باصلاحات واعدة لهيكلية قيادته لتكييف نفسه من اجل مواجهة تحديات الحرب في القرن الواحد والعشرين ولا سيما التهديد الذي تطرحه الهجمات الالكترونية والحروب الهجينة أو غير التقليدية. جاء في البيان ان "الحلفاء قرروا اليوم تمديد ولاية الامين العام ينس ستولتنبرغ حتى 30 سبتمبر 2020".

أضاف البيان ان "الحلفاء لديهم ملء الثقة في قدرته على مواصلة المهمة التي انجزها بتصميم من اجل الدفع قدما بمسالة تكييف الحلف الاطلسي في مواجهة التحديات الامنية في القرن الحادي والعشرين". ورد ستولتنبرغ في تغريدة "انا اتشرف بذلك وممتن" مؤكدا انه يتطلع الى "مواصلة العمل معا من اجل تعزيز الحلف وابقاء مواطنينا في امان".

تولى رئيس الوزراء النروجي السابق البالغ من العمر 58 عاما منصب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي في اكتوبر 2014.

وسارعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الى الترحيب بتمديد ولاية ستولتنبرغ، الذي تصفه بانه "بطل حقيقي" في حلف شمال الاطلسي.

وقالت "لقد حرص على ان يبقى الحلف قويًا وليس عاجزا عن التحرك عبر رده على العدوان الروسي في اوروبا الشرقية مع المضي في الوقت نفسه بالاصلاح من اجل مواجهة التهديدات التي تتطور مثل هجمات المعلوماتية والحرب الهجينة".

تحديات مقبلة
تولى ستولتنبرغ منصبه فيما كانت الازمة الاوكرانية في أوجها بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم واشرف على نشر اربع مجموعات جاهزة للقتال الى دول البلطيق وبولندا للتصدي لنفوذ روسيا المتزايد.

وتم نشر نحو اربعة الاف جندي مع دبابات وتجهيزات في اكبر انتشار لحلف شمال الاطلسي في اوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة بهدف ايصال رسالة الى الكرملين مفادها بان الحلف مستعد للدفاع عن اعضائه في حال حصول هجوم.

واعطت الدول الـ29 الاعضاء في الاونة الاخيرة موافقتها على اللجوء الى تكتيك الحرب المعلوماتية في عمليات الحلف. وقررت ايضا اصلاح "هيكلية القيادة". وهذا القرار سينهي سلسلة اقتطاعات في عديد الاطلسي الذي تراجع من 22 الف عنصر في حقبة الحرب الباردة الى 6800 اليوم.

في المقابل فان الدول الاعضاء ال29 وبضغط من الرئيس الاميركي دونالد ترمب لكي تزيد نفقاتها، لن تحسم المسائل الاكثر صعوبة مثل هجم زيادة العديد والموازنة الا في فبراير المقبل. سيكون على الحلف الاطلسي ايضا الرد على مطلب آخر من البيت الابيض الذي طالب بتعزيزات لمهمة القوات الدولية في افغانستان دعما "لاستراتيجيته الجديدة" في هذا البلد.

وبعد 16 عاما من النزاع ورغم انفاق مئات مليارات الدولارات من المساعدات الدولية، لا تزال حركة طالبان التي تسيطر على 40 % من الاراضي الافغانية تكثف هجماتها بما يشمل العاصمة كابول.

الحلف حريص ايضا على تعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي الذي تزايد اساسا في ظل ولاية ستولتنبرغ من اجل جعل تحرك القوات والمعدات في مختلف انحاء اوروبا اكثر سهولة.

كما تلقي التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة بثقلها على الحلف بعدما اجرت بيونغ يانغ تجربة على صاروخ بالستي في وقت سابق هذا الشهر قالت انه قادر على بلوغ الولايات المتحدة.