«إيلاف» من بيروت: كيف تبدو الأمور اليوم بعد عودة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري عن الإستقالة بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وهل هي فعلاً سائرة من حالة سيئة إلى حالة أكثر سوءًا مما قد يتوج بإعلان الطلاق بينهما؟ وما هو مصير اتفاق معراب بين الطرفين؟

يؤكد النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) لـ"إيلاف" أن ما هو معروف وجود بعض التباينات والاختلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وتفاهم معراب يجب أن يستمر بصرف النظر عن كل الإختلافات والتباينات، لأن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رغم عدم اندماجهما كليًا غير ان التوافق على مسلمات معينة مطلوب اليوم، ولكن يبقى الحراك السياسي مختلفًا بينهما، لأن لكل فريق تطلعاته وثوابته الخاصة.

الاتفاق والإختلاف

وردًا على سؤال أين تتفق القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر، وأين يختلفان؟ يؤكد أبو خاطر أن الاتفاق على تبريد الساحة المسيحية، وهما وضعا الأمور الخلافية القديمة المترسبة في ذهون الناس جانبًا، وتبقى هذه المرحلة مهمة على الصعيدين السياسي والإجتماعي، ويتفقان على الأسس الوطنية في أن يكون لبنان حرًا ومستقلاً، مع كيفية الإختلاف في ممارسة هذه الثوابت بين الطرفين، وهناك اختلاف بينهما في مقاربة موضوع النأي بالنفس، فالقوات اللبنانية تريد وتطالب أن يكون السلاح في يد الشرعية، ويد الجيش اللبناني، كذلك قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، بينما التيار الوطني الحر لديه تماهٍ مع محور المقاومة وتحديدًا مع حزب الله، وهو يضرب الشرعية والأسس المتفق عليها سابقًا.

الانتخابات النيابية

ولدى سؤاله هل نشهد افتراقًا انتخابيًا بين القوات والعونيين مع التباينات بينهما؟ يلفت أبو خاطر إلى أن ما يراه بالنسبة للانتخابات لا يمكن الخروج فعليًا من ذهنية الماضي، التي اعتدنا فيها على أن الناخبين سيجتمعون في لوائح مشتركة، لكن ما سيجري فعليًا على الأرض هو أن كل فريق سيبحث عن مصالحه الخاصة حتى لو اضطره الأمر عدم التحالف مع سائر الفرقاء.

مصلحة اللبنانيين

ويشير أبو خاطر إلى أنه ليس فقط من مصلحة المسيحيين أن نشهد تقاربًا بين العونيين والقوات اللبنانية، بل من مصلحة كل اللبنانيين أن نلمس تقاربًا بين مختلف الفرقاء، ومن مصلحة المسيحيين أن يكون كل اللبنانيين متفقين، لأن المسيحيين يبقون جزءًا من الوطن، والاتفاق المسيحي يجب أن يشكل بوابة عبور للآخرين كي يتقاربوا في ما بينهم.

ويضيف أبو خاطر:" يجب أن يكون هناك موقف موحد من الجميع كون لبنان يمر بمرحلة صعبة جدًا بخاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ما خص اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، هذا القرار سينعكس تداعيات كثيرة على لبنان، من هنا أهمية التضامن والتلاحم مع الفرقاء مع توحيد الصفوف كلها.

عودة العلاقات

أليس من هدف لدى كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في إعادة العلاقات الى متانتها بينهما؟ يشير أبو خاطر إلى إمكانية عودة العلاقات الى متانتها بين الفريقين، لأن العلاقات اليوم ليست مقطوعة، رغم وجود النفور بين الطرفين على بعض النقاط، إن كان على صعيد الحكومة ومنها ملف الكهرباء حيث تطالب القوات اللبنانية بضرورة تطبيق الشفافية والوضوح، والخروج من الصفقات، لأن طموح القوات اللبنانية بناء دولة على أسس سليمة.

عن وجود النائب ابراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي في الماضي من أجل إعادة العلاقات بين الطرفين، أليس من متطوع اليوم من أجل العمل على تحسين العلاقات بين كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟ يلفت أبو خاطر إلى أن كنعان ورياشي لا يزالان يعملان على حل الخلافات بين الطرفين، وهما على تواصل والأسس لا تزال قائمة، رغم أن الأمور باردة اليوم بين الفريقين، لكن ستتفاعل في المستقبل لأن الهدف يبقى واحدًا في سبيل خلاص البلد من الحالة التي يمر بها.