ودعت رومانيا في جنازة رسمية ملكها السابق ميخائيل، الذي توفي في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن عمر ناهز 96 عاما.

واصطف أكثر من 20 ألف روماني في العاصمة بوخارست، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان ملكهم السابق.

وحضر العديد من أعضاء الأسر الملكية في أوروبا الجنازة، بمن فيهم ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، والأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا.

ويذكر الرومانيون لملكهم السابق أنه شارك في انقلاب ضد رجل الدولة يون أنتونيسكو، الذي همش دور الملك، وذلك في أغسطس/ آب عام 1944، واستطاع ميخائيل نقل رومانيا من المعسكر النازي إلى جانب معسكر الحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية.

وأجبر ميخائيل على التخلي عن العرش من جانب الزعماء الشيوعيين، بعد ذلك بسنوات قليلة، وعاش معظم حياته في المنفى في سويسرا.

وبعد الثورة الرومانية عام 1989، أصبح للملك السابق علاقة شائكة مع الحكام الجدد، الذين كانوا يخشون من أنه قد يسعى لاستعادة الحكم.

لكنه بدلا من ذلك، ساعد في مفاوضات انضمام رومانيا للاتحاد الأوربي، وحلف شمال الأطلنطي (ناتو).

المقابر الملكية

وبينما حمل الجنود نعشه، ألقى عدد من أعضاء الأسر الملكية الأوروبية نظرة أخيرة عليه، من بينهم: ملكة إسبانيا السابقة صوفيا، وكارل جوستاف ملك السويد وزوجته الملكة سيلفيا، وملكة اليونان السابقة آن ماري هنري، ودوق لوكسمبورغ، والأميرة البلجيكية أستريد وزوجها الأمير لورينز.

وحُمل نعش الملك الراحل عبر خط السكك الحديدية، الذي أنشأه جده الملك كارول الأول، ويربط بين بوخارست والمقبرة الملكية في مدينة كورتيا دي أرجيش شمالي العاصمة.

وخلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية، كان ميخائيل ملكا صوريا إلى حد كبير، حيث همش رئيس الوزراء القوي يون أنتونيسكو سلطاته خلال فترة أربع سنوات من التحالف مع هتلر.

صورة للملك ميخائيل عام 1951 مع زوجته الملكة آن، التي توفيت العام الماضي
BBC
صورة للملك ميخائيل عام 1951 مع زوجته الملكة آن، التي توفيت العام الماضي

لكن في عمر 22 عاما شارك ميخائيل في انقلاب، وأمر باعتقال أنتونيسكو في 23 من أغسطس/ آب من عام 1944.

وبعد هزيمة النازيين على أيدي الجيش السوفيتي، استولى الشيوعيون على السلطة في رومانيا، في نهاية عام 1947، وأجبروا ميخائيل على التخلي عن العرش.

ولم يعد ميخائيل إلى رومانيا إلا عام 1990، بعد سقوط الديكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوشيسكو.

وكتب الصحفي الروماني، بيترو كليغ، إن ميخائيل بالنسبة للرومانيين كان لاعبا مهما، خلال بعض أصعب الأوقات في التاريخ.

وأضاف أنه يسكن قلوبهم كرجل محترم وديمقراطي، في زمن هيمنت عليه الأنظمة الديكتاتورية.