كشف تقرير صادر عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الصراعات والنزاعات تضرب صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن الصراعات نفسها تضرب التنظيمات التي بايعته في كثير من المناطق عبر العالم. بينما قال خبير في شؤون الجماعات المسلحة لـ"إيلاف"، إن تسعة قياديين و29 عنصرًا هربوا من التنظيم في جنوب دمشق.

بعد أن تعرض تنظيم داعش لهزيمة منكرة في العراق وسوريا، المعقل الرئيسي له، كشف تقرير صادر عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الصراعات والنزاعات تضرب صفوف التنظيم في سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن الصراعات نفسها تضرب التنظيمات التي بايعته في كثير من المناطق عبر العالم.

وأوضح التقرير أن تحليل العدد الأخير (العدد 110 الصادر يوم الخميس الماضي) من صحيفة النبأ الأسبوعية، التي يصدرها ما يُسمى "ديوان الإعلام المركزي" أحد أهم الأبواق الإعلامية في الجهاز الدعائي لتنظيم داعش الإرهابي، يكشف تغلغل اليأس بين صفوف أعضاء وأتباع التنظيم؛ مما أدى إلى ازدياد وتيرة الصراعات والنزاعات بين عناصر التنظيم.

وأضاف المرصد أن صحيفة النبأ الداعشية أفردت صفحة كاملة لمقال تحت عنوان "وألف بين قلوبهم" أبرز أهمية التألف بين "المهتدين" مخاطبًا أتباعه ومبايعيه - في اغتصاب جلي لهذه الصفة التي يطبع بها عناصره -. وركز المقال على أن "تآلف القلوب من أسباب النصر"، في إشارة إلى أن ما لحق بالتنظيم من هزائم عديدة وفقده لأراضٍ واسعة اغتصبها من أهلها فى العراق وسوريا سببه الصراعات والنزاعات؛ إذ شدد المقال على أن "التنازع والتفرق من أهم أسباب الفشل".

وأشار المرصد إلي أن افتتاحية العدد التي تأتي تحت عنوان "أخي المجاهد" تؤكد انتشار مشاعر اليأس بين أعضاء التنظيم الإرهابي حول العالم، إذ إن الصحيفة ذات الانتشار الكبير بينهم عبر الإنترنت، تشدد على أن النصر يأتي "بأشكال وصور متعددة متباينة" ولا يقتصر على "المعارك المباشرة"، وذلك بعد الضربات الموجعة التي أفقدت التنظيم تماسكه في سوريا والعراق وغيرهما.

وتابع المرصد أن افتتاحية العدد الأخير من صحيفة النبأ تشير إلى خوف التنظيم من انتشار تساؤلات عناصره عن أسباب هذه الهزائم المتتالية فهي تطالبهم بأن لا ينشغلوا "كثيرًا بالتفاصيل".

ولفت المرصد أن التنظيم الإرهابي يسعى بكل جهد إلى لجم أي حديث بين أعضائه عن جدوى الاستمرار في التنظيم بعد هذه الهزائم، ففي سطور لافتة في نهاية الافتتاحية لمحت الصحيفة إلى مصير من يحاول السؤال أو المراجعة إذ تقول: "فرب نصر عاجل يبقي في صف المسلمين من ليس منهم من المنافقين وغيرهم فلا يتمحص الصف ويبقى فيه من الكدر ما يكون فيه هلاكه وشتاته وهلاكه". فمن يسأل ويراجع فهو في نظر التنظيم "منافق" على أقل تقدير وقد يدخل في"غيرهم"؛ أي الكفار على حسب زعم التنظيم، والعقاب واحد وهو القتل.

وفي السياق ذاته، قال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، محمد الرفاعي، إن التنظيم في أضعف حالاته الآن، مشيرًا إلى أنه ترنح التنظيم الأساسي يؤثر على باقي التنظيمات التابعة أو تلك التي أعلنت مبايعته في العام الماضي عندما كان قويًا.

وأضاف لـ"إيلاف" أن التنظيم خسر أكبر معاقله في العراق وخسر عاصمته الرقة في سوريا، ولم يعد يتواجد إلا في جيوب صغيرة بالقرب من مدينة دمشق في سوريا، ومنها الحجر الأسود ومخيم اليرموك.

ولفت إلى أن المعلومات القادمة من هناك تشير إلى أن تسعة قياديين بالتنظيم فروا هاربين منذ عدة أيام، وانقلبوا على قائدهم أبو هاشم الخابوري، وفي الأسبوع الماضي فر نحو 29 مسلحًا من عناصر التنظيم، ما يؤكد أن الصراعات والانشقاقات تضرب التنظيم حقًا.

وأشار إلى أن التنظيم سينتهي فعليًا بحلول منتصف العام المقبل، متوقعًا ألا تنتهي فكرته التي قام على أساسها، وأن يحاول بعض قياداته إنشاء تنظيم جديد باسم آخر، لاسيما أن البيئة السياسية في العراق وسوريا وليبيا مازالت مهيئة لنشأة مثل هذه التنظيمات المسلحة، بسبب الفراغ الأمني وانتشار السلاح بأيدي مليشيات أخرى ذات صبغة طائفية أو مذهبية، بالإضافة إلى الصراعات السياسية والخلافات بين المناطق.

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن في 22 نوفمبر الماضي، القضاء على تنظيم "داعش" في العراق عسكريًا.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي إنه "تم القضاء على "داعش" في العراق من الناحية العسكرية"، مشيرًا إلى أنه "خلال المرحلة القصيرة المقبلة ستتم عمليات التطهير النهائية لـ "داعش" في صحراء الأنبار، وبعد إكمال عمليات التطهير ستعلن هزيمة "داعش" نهائياً في العراق".