لندن: أعلنت بريطانيا أنها تواصل الضغط على النظام السوري وداعميه من أجل السماح لإدخال مساعدات إنسانية دون عراقيل لمنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، في حين يزور وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا يوم 21 الجاري في زيارة رسمية هامة، سيكون الملف السوري على أجندتها.

وسادت العلاقات البريطانية الروسية أجواء من البرودة لسنوات على خلفية عدة ملفات دولية، لذلك تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر أيضا أنها الزيارة الأولى لوزير بريطاني الى موسكو منذ خمس سنوات.

وتولي لندن الملف الإنساني في سوريا الكثير من الاهتمام، حيث أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط والتنمية أليستر بيرتً بحسب تغريدات نشرتها وزارة الخارجية البريطانية على (تويتر) أنه "هناك ما يقدّر بنحو 400 الف إنسان محاصرون في الغوطة ويتعرضون لقصف جوي عشوائي وقصف بالمدفعية، وهذا القصف تسبب في تدمير بيوتهم إلى جانب إصابة المدارس والمرافق الطبية".

واضاف: "بعد مرور عام منذ سقوط حلب، من المروع أن نرى أن تكتيكات الاستسلام أو التجويع القاسية التي يتبعها النظام السوري مازالت متبعة في أنحاء سوريا ،وهذا الأمر يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".

وأكد الوزير البريطاني أن بلاده مستعدة "لتقديم المساعدات التي تنقذ الأرواح".

ومنطقة الغوطة الشرقية مشمولة ضمن مناطق خفض التوتر بموجب اتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماع استانة في سبتمبر الماضي.

الى ذلك بحث نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل أمس السبت تطورات الوضع في سوريا ونتائج مباحثات جنيف الأخيرة .

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن "الطرفين تبادلا الآراء بشكل مفصل حول تطورات الوضع في سوريا وحولها في ضوء اختتام الجولة الثامنة من مباحثات جنيف برعاية الأمم المتحدة، والتحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا في بداية 2018".

وانتهت يوم الخميس 14 ديسمبر، جولة ثامنة من مفاوضات جنيف، وكانت بدأت في 28 نوفمبر، ثم علقت لثلاثة أيام، قبل أن تستأنف الأمم المتحدة لقاءاتها الأسبوع الماضي مع وفد المعارضة، فيما تأخر وفد النظام عن الالتحاق حتى الأحد الماضي بعد ضغوطات من المعارضة ومطالبات أميركية فرنسية بضرورة إلزام روسيا وفد النظام حضور المفاوضات والالتزام بالعملية التفاوضية.

ووصف المبعوث الدولي الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن جولة محادثات السلام السورية كانت "فرصة ضائعة"، لكن ربما تجرى جولة جديدة من المفاوضات في يناير إذا أمكن التوصل لأفكار لتشجيع الحكومة السورية على التحاور.

ومن المخطط أن تستضيف مدينة سوتشي الروسية، في العام المقبل، مؤتمرًا للحوار الوطني السوري، بناء على مبادرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ودعي للمشاركة في المؤتمر ممثلو جميع المكونات العرقية والدينية للمجتمع السوري، والسلطة والمعارضة بشطريها داخل البلاد وخارجها، إلى جانب مراقبين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في وقت سابق أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون الدستور السوري المستقبلي والإعداد لإجراء انتخابات برلمانية وإعادة إعمار البلاد.