الرباط: بحضور عدد كبير من الطلبة من مختلف الكليات والمعاهد الوطنية، نظم طلبة اللغة الكورية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط الجمعة يوما ثقافيا كوريا، انطلق في الواحدة بعد الزوال إلى حدود السابعة مساء، واحتضنته قاعة المحاضرات بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي.

وقالت كيم تورون، قنصل جمهورية كوريا الجنوبية في تصريح لـ"إيلاف المغرب" إن اليوم الثقافي الكوري يهدف إلى التعريف بالثقافة الكورية بالنسبة للمواطنين المغاربة الذين يجهلونها، وتقريبهم بشكل أكبر من مختلف المظاهر التي تميز هذا البلد الآسيوي الغني بتراثه وتقاليده العريقة.

وأثنت تورون على العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية كوريا الجنوبية في مختلف المستويات، باعتبارها شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة خاصة منذ تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس الملك .

واشادت قنصل كوريا الجنوبية بالمجهودات الكبيرة التي بذلها طلاب اللغة الكورية بالرباط من أجل التحضير للعديد من الفعاليات في ظرف زمني قياسي.

أهمية اليوم الثقافي الكوري

من جهتها، أشارت باكيومي، أستاذة بقسم اللغة الكورية بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى أهمية اليوم الثقافي الكوري الذي دأب قسم اللغة الكورية على إعداده كل سنة، لكونه يعمل على التعريف باللغة والثقافة للمغاربة، إضافة إلى توظيف مختلف الدروس النظرية التي تلقاها الطلبة خلال فترة تكوينهم، من أجل معرفة مدى استيعابهم وفهمهم.

ولم تفوت باكيومي الفرصة من أجل تقديم شكرها وامتنانها للطلبة المثابرين الذين عبروا عن انضباطهم ومثابرتهم رغم صعوبة تعلم ونطق اللغة الكورية.

وأضافت المتحدثة قائلة"أقدر الجهد المبذول من طرف الطلبة المجدين من أجل إنجاح هذه التظاهرة المتميزة رغم ضيق الوقت المخصص لذلك، ولا يفوتني أن أشكر السفارة الكورية بالمغرب على دورها المادي والمعنوي".

أرض الألوان والتقدم الصناعي

وتميز اليوم الثقافي الكوري بتنظيم برنامج حافل بالأنشطة التي نظمها الطلبة للتعريف بثقافة البلد وتقاليده، حيث تم عرض شريط فيديوقصير، يبين مدى التنوع الطبيعي الذي تزخر به كوريا الجنوبية، مما يجعلها أرضا للألوان ومكانا خصبا لتلاقح الثقافات.

وعرض الشريط نبذة موجزة عن فناني البلد الذين ساهموا بالتعريف بالموسيقى الكورية التي أضحت تغزوالعالم، وأشار الى قدرة البلد على استيعاب مختلف الطاقات الشابة، من خلال تشجيعها على التكوين العلمي والأكاديمي والرياضي، لتتحول إلى قطب جاذب للعديد من المحبين والمعجبين بتقدمها وقدرتها على تطوير نفسها.

وتعتبر كوريا الجنوبية اليوم من أقوى الاقتصادات العالمية ولها تأثير كبير في القطاعات المختلفة مثل: بناء السفن والأجهزة الالكترونية والسيارات والمنسوجات والحديد والصلب، وهوما أهلها لاحتلال المركز العاشر لأكبر اقتصاد في العالم لسنة 2006، من حيث إجمالى الناتج القومى والحجم التجاري، وظل الاقتصاد الكوري في نمومستمر حتى بلغ متوسط دخل الفرد فيها 20 الف دولار سنوياً خلال 2010.

أنشطة متنوعة

وشهدت الاحتفالية مشاركة عدد كبير من الطلبة الذين قاموا بأداء أغاني كورية تراثية، وتقديم رقصات ولوحات فنية تعكس عمق التقاليد العريقة، ودبلجة رسوم متحركة، إضافة إلى استعراضات راقصة لطالبات من مختلف المستويات الدراسية، لاقت تشجيعا كبيرا من طرف الحاضرين الذين واكبوها بالتصفيق والمشاركة بحركاتهم في الرقص تشجيعا للمواهب الشابة.

وتميز اليوم الثقافي الكوري بتقديم عرض للطبل وآخر للتايكواندو، فضلا عن عرض الفيلم الكوري"أوكجا" والذي يتناول قصة فتاة ريفية "ميجا"رفقة خنزير ضخم يدعى أوكجا، يسقط ضحية أحد المختبرات الأميركية المختصة في التعديل الجيني لهذا النوع من الحيوانات، من أجل استغلالها لاحقا عن طريق قتلها وبيع لحومها للمستهلكين الذين يجهلون الطريقة البشعة التي تتم من خلالها عملية التعديل، لتتمكن"ميجا" من إنقاذ الخنزير الضخم وإعادته لمحيطه الطبيعي، بمساعدة جمعية تنشط في مجال حماية الحيوانات.

واختتم اليوم بسحب قرعة خاصة بالحضور وتقديم هدايا رمزية، إضافة إلى تذوق الطعام الكوري من طرف المشاركين في اليوم الثقافي.