كابول: شن مسلحون الاثنين هجوما على مركز للتدريب العسكري تابع للاستخبارات الافغانية في غرب كابول نجم عنه معارك عنيفة مع الشرطة الافغانية وتبناه تنظيم داعش.

واشتبكت قوات الامن مع المسلحين الذين حوصروا في ورشة بناء في مركز تدريب تابع لادارة الامن الوطني (الاستخبارات) لساعات قبل ان تقتل مهاجمَين على الاقل.

وقال مصدر من ادارة الاستخبارات لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "كانوا يختبئون في مبان قيد الانشاء. قمنا بتفجير سيارتهم المفخخة وقتلنا اثنين او ثلاثة منهم" في اشارة الى سيارة مفخخة أحضرها المهاجمون الى المكان.

وقال المتحدث باسم شرطة كابول بصير مجاهد ان اثنين من رجال الشرطة جرحا، دون تسجيل اصابات بين المدنيين.

وخلال الهجوم تم تطويق الطرق المؤدية الى مركز التدريب وانتشر عشرات من رجال الشرطة والاستخبارات لمنع الناس من الاقتراب.

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس الذين ظلوا على مسافة أكثر من كيلومتر عن مكان الهجوم، سيارات اسعاف وتعزيزات متوجهة الى المكان.

وأكد ناويد الطالب الذي كان متوجها الى المدرسة لفرانس برس ان الهجوم كان مباغتا. وقال "سمعت اصوات مضادات دروع واسلحة نارية ووصلت الشرطة الى المكان بسرعة كبيرة واغلقت الشوارع". واضاف "لا احد يستطيع العودة الى بيته".

وتبنى تنظيم داعش الهجوم وقال في بيان نشره على وكالته الدعائية "اعماق": "انغماسيان من داعش يهاجمان مركزا للاستخبارات الافغانية في مدينة كابل".

واصبحت العاصمة الافغانية في الاشهر القليلة الماضية أحد اخطر الاماكن على المدنيين في الدولة التي تمزقها الحرب. وتكثف حركة طالبان وتنظيم داعش هجماتهما على المقار الامنية والمساجد.

وتم تشديد الاجراءات الامنية في كابول منذ 31 مايو عندما انفجرت شاحنة مفخخة في الحي الدبلوماسي في كابول مما أدى الى مقتل نحو 150 شخصا وجرح نحو 400 -- غالبيتهم من المدنيين.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن ذلك الهجوم لكن الحكومة قالت انه من تنفيذ شبكة حقاني المتحالفة مع طالبان.

ويسدد هجوم الاثنين ضربة اخرى الى الشرطة والجيش الافغانيين اللذين يواجهان صعوبات.

وشنت حركة طالبان في الاشهر الماضية هجمات استهدفت مواقع للجيش ومنها سلسلة هجمات في اكتوبر أدت الى مقتل حوالى 150 شخصا.

وتسجل القوات الافغانية التي تعاني اساسا من فرار عسكريين ومن الفساد، خسائر بشرية متزايدة في صفوفها الى حد قالت مجموعة مراقبة اميركية أنه بلغ مستويات "عالية تبعث على الصدمة" منذ انهاء الحلف الاطلسي مهمته القتالية رسميا في 2014 وبدئه مهمة تدريب ودعم.

وتراجعت معنويات القوات أكثر وسط مخاوف مستمرة من وجود مساعدة من الداخل للمسلحين -- بدءا بعملاء في الرتب العسكرية الى عناصر فاسدين يبيعون العتاد إلى طالبان.

وتنظيم داعش الذي عزز تواجده في افغانستان منذ ظهوره في المنطقة في 2015، يصعّد هجماته في كابول، منها هجمات تستهدف الاقلية الشيعية.

الشهر الماضي فجر انتحاري نفسه امام تجمع سياسي في كابول فقتل 14 شخصا على الاقل في هجوم تبناه تنظيم داعش.