نصر المجالي: بعد كشف منظمة العفو الدولية (أمنيستي) عن تأييد المحكمة العليا في إيران لحكم الإعدام الصادر ضده، بث التلفزيون الرسمي الإيراني مقابلة مع الطبيب والأكاديمي الذي يعمل في السويد أحمد رضا جلالي، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

ويأتي بث هذا المقابلة التلفزيونية مع جلالي بعد خمسة أيام فقط من نشر بيان لمنظمة العفو الدولية، يدين تأكيد المحكمة الإيرانية العليا الحكم بالإعدام "بعد محاكمة سرية ومتسرعة لم تسمح بعرض أي من حجج الدفاع".

ودعت أمنيستي التي كانت كشفت عن الحكم الأول على جلالي بالإعدام في أكتوبر الأول الماضي، سلطات طهران إلى "إلغاء" الحكم "فورا"، والاعتراف للطبيب "بالحق في الاعتراض على الحكم الصادر بحقه عبر إجراءات قانونية جدية".

وأضافت المنظمة أن جلالي بعث برسالة من السجن قال فيها إنه سجن انتقاما منه لرفضه استخدام علاقاته في أوروبا للتجسس لصالح إيران.

وقالت نائبة مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ماغدالينا مغربي، في بيان: "هذا ليس تعديا صادما فحسب على حق المحاكمة العادلة.. بل يعتبر أيضا استخفافا بحق أحمد رضا جلالي في الحياة".

ودانت السويد حكم الإعدام بحق جلالي، وطالب 75 حائزا على جائزة نوبل السلطات الإيرانية الشهر الماضي بإطلاق سراحه كي يتمكن من "مواصلة عمله العلمي لصالح البشرية".

 

جلالي وزوجته وطفلتيه

 

زيارة عمل

وكان جلالي اعتقل في أبريل 2016 عندما كان في زيارة عمل لإيران. وتقول منظمة العفو الدولية إنه احتجز بدون السماح لمحاميه بالاتصال به لمدة سبعة أشهر، قضى ثلاثة منها في الحبس الانفرادي.

وبث التلفزيون الإيراني ما وصفه باعترافات الباحث الإيراني حكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، للمساعدة في اغتيال عدد من كبار علماء الذرة.

ويقول جلالي في التقرير إنه قدم معلومات لجهاز الموساد عن علماء ذرة إيرانيين بارزين، وقد ربط التقرير جلالي باغتيال أربعة علماء إيرانيين في الفترة من 2010 إلى 2012.

ويظهر التسجيل، الذي تبلغ مدته 17 دقيقة، جلالي (46 عاما) وهو يعترف بالتجسس على البرنامج النووي الإيراني لصالح إسرائيل.

واغتيل أربعة علماء نوويين إيرانيين على الأقل في طهران ما بين 2009 و2012، ويشير البرنامج الوثائقي الذي بثه التلفزيون إلى أن جلالي كان مسؤولا عن تحديد هويات عالمين على الأقل من ضمن العلماء الأربعة. وتقول إيران إنهم اغتيلوا على يد عملاء لأجهزة استخبارات إسرائيلية وغربية.

اعتراف بالإكراه

وكان جلالي قال إنه أرغم عندما كان في الحبس الانفرادي مرتين على الاعتراف أمام كاميرا من خلال قراءة بيانات كتبها محققون.

وأضاف أن ضغوطا هائلة مورست عليه من ضمنها التعذيب النفسي وتلقي التهديدات بتنفيذ الإعدام واعتقال أطفاله للاعتراف بأنه جاسوس لصالح "حكومة معادية". وقال إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وتم تلفيقها.

ومن جهتها، أكدت فيدا مهرانيا زوجة جلالي عبر الهاتف من ستوكهولم لوكالة (رويترز)، أنه أجبر على الإدلاء باعتراف تم الاتفاق عليه مسبقا أمام الكاميرا.

وقالت "بعد ثلاثة أشهر من الحبس الانفرادي أبلغه المحققون أنه لن يفرج عنه إلا إذا قرأ من نص أمام الكاميرا". وأضافت مهرانيا أن زوجها أبلغها أنهم صرخوا في وجهه في كل مرة كان يقول فيها شيئا مختلفا عن النص، وأوقفوا التصوير.

ونفت مهرانيا ما جاء في التقرير من أن جلالي وافق على التعاون مع إسرائيل مقابل المال والإقامة في دولة أوروبية، مؤكدة أنهم لا يملكون منزلا ولا سيارة، وأن إقامتهم في السويد حصلوا عليها بعد الدراسة.