رانغون: طالب الاتحاد الاوروبي الثلاثاء باطلاق سراح صحفيين من بورما يعملان لحساب وكالة رويترز العالمية للأنباء بشكل فوري، وذلك بعد انقطاع الاتصال بهما منذ اعتقالهما الاسبوع الماضي.

واثار الاعتقال المفاجىء للصحفيين وا لون (31 عاما) وكياو سو او (27) الذين يعملان لحساب رويترز المخاوف حول حرية الصحافة الآخذة بالتناقص في بورما، حيث تتعرض حكومة اونغ سان سو تشي المدنية لضغوط دولية بشأن انتهاكات حقوق الانسان في بلادها.

والصحافيان معزولان عن العالم الخارجي منذ اعتقالهما في 12 كانون الاول/ديسمبر، وهما متهمان بموجب قانون الاسرار الرسمية الذي يعود الى الحقبة الاستعمارية بحيازة وثائق متعلقة بالقوات الامنية في ولاية راخين، حيث الجيش البورمي متهم بارتكاب اعمال وحشية بحق اقلية الروهينغا.

ولم يسمح لعائلتي الصحافيين او وكلاء الدفاع عنهما او زملائهما بمعرفة مكانهما او الاتصال بهما. 

وقال الاتحاد الاوروبي في بيان الثلاثاء "نتوقع من السلطات ضمان الحماية الكاملة لحقوقهما واطلاق سراح الصحفيين في اسرع وقت ممكن"، ليضم صوته الى مطالبات الولايات المتحدة والامم المتحدة بهذا الشأن. 

وعمل الصحافيان على تغطية ازمة الروهينغا لصالح وكالة رويترز في شمال راخين، حيث ادت حملة قمع وحشية للجيش البورمي الى نزوح 650 الف شخص من الروهينغا الى بنغلادش.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت في واشنطن "نحن قلقون بشدة بشأن اعتقالهما. لا نعرف مكان تواجدهما وهذا ما يثير القلق ايضا".

واضافت "اليوم اريد ان اقول بوضوح اننا ندعو الى اطلاق سراحهما فورا(...) وآمل من حكومة بورما ان تعطينا وتعطي عائلتيهما معلومات عن احوالهما".

وقال المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين لفرانس برس الاثنين ان حملة الجيش البورمي قد ترقى الى "ابادة جماعية".

وتنفي السلطات هناك ارتكاب اي اساءات، كما انها منعت الدخول الى منطقة النزاع.

وتم القبض على الصحفيين بعد قبولهما دعوة على العشاء من قبل ضباط شرطة عند اطراف يانغون.

وشمل الاعتقال ايضا شرطيين اثنين كانا قد عادا من خدمتهما في شمال راخين.

ويواجه الجميع عقوبات قد تصل الى السجن مدة 14 عاما.

ولم تجب الحكومة البورمية على طلبات بالتعليق على القضية.

وافادت رويترز الثلاثاء انها لم تتمكن من الاتصال بالصحفيين منذ اختفائهما.

وقال رئيس التحرير في رويترز ستيفان جاي. آدلر "ما زلنا نحن وعائلتيهما ممنوعين من الاتصال بهما او الحصول على ابسط المعلومات عن احوالهما ومكان وجودهما". 

وتم اعتقال ما لا يقل عن 11 صحافيا في بورما هذا العام، بالرغم من الآمال التي كانت معقودة على حكومة اونغ سان سو تشي ببدء حقبة جديدة من الحرية في البلاد التي كان يحكمها سابقا مجلس عسكري.

وقال سوي وين الصحفي الذي تعرض بدوره للاعتقال بداية العام ان حملة الاعتقالات ارعبت الصحافيين في البلاد "ونتيجة ذلك باتت الرقابة الذاتية الشديدة هي القاعدة عندما يتعلق الامر بالقوات الامنية".