جوبا: اعلن منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في جنوب السودان الاربعاء ان ستة عاملين في مجال الاغاثة فقدوا قبل اربعة ايام في شمال غرب البلاد قد "عادوا سالمين".

وكان الموظفون الستة الذين يعملون في منظمتين اجنبيتين واخرى محلية قد فقدوا خلال اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين في منطقة بحر الغزال، وحمل كل طرف مسؤولية اختفائهم للطرف الآخر.

وقال مسؤولون حكوميون ان متمردين موالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار هم من خطفوا عمال الاغاثة، فيما ادعى المتمردون انهم قاموا "بانقاذهم" من قبضة القوات الحكومية.

وذكر بيان لمتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان انهم قاموا بالاتصال بوكالة الامم المتحدة الانسانية وسلموها الموظفين الستة، متهمين القوات الحكومية بمحاولة الهجوم الثلاثاء على القاعدة التي تم احتجازهم بها.

واعلنت منظمة التضامن الدولي ومركزها فرنسا ان موظفيها الثلاثة تمت "استعادتهم الاربعاء" وهم بأمان، من دون ان تعطي تفاصيل اضافية. ورحب الان نوديهو منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في بيان بعودة "العاملين الستة في المجال الاغاثي سالمين"، شاكرا بشكل خاص جهود برنامج الاغذية العالمي.

وتعمل المنظمات التي ينتمي اليها العاملون على قضايا متعلقة بالامن الغذائي في جنوب السودان الذي يواجه ازمة انسانية كبيرة بعد اربع سنوات من الحرب. وتعد المنطقة التي اختفى فيها العاملون ساحة اقتتال شرس بين القوات الحكومية والمتمردين منذ عام 2016.

وفي ابريل الماضي قتل ثلاثة اشخاص بشكل وحشي كانوا يوزعون مساعدات غذائية في مدينة واو ثاني اكبر مدن البلاد، في اشارة الى الصعوبات التي يواجهها العاملون في المجال الانساني في جنوب السودان.

واضطر ايضا في الشهر نفسه 60 عاملا الى الهرب من منطقة شرق جونغلي جراء القتال. ونال جنوب السودان استقلاله عام 2011 بعد 22 عاما من الحرب الاهلية التي ادت الى مقتل مئات آلاف الاشخاص. 

وفي ديسمبر 2013، وبعد اتهام الرئيس سالفا كير لنائبه مشار بالتخطيط لانقلاب، غرقت الدولة الفتية في حرب اهلية اوقعت عشرات آلاف القتلى ودفعت اربعة ملايين شخص للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى البلدان المجاورة. واسفرت الحرب عن وقوع نحو نصف السكان (12 مليون نسمة) تحت رحمة المساعدات الانسانية.