إيلاف من نيويورك: قبل أسابيع قليلة تساءلت عدة وسائل إعلامية أميركية عن أسباب عدم استدعاء فريق التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لستيفن بانون، كبير المساعدين السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتناولت وسائل الاعلام موضوع عدم ادلاء بانون بشهادته امام المحقق الخاص روبرت مولر، وذلك رغم أهمية المناصب التي شغلها سواء في الحملة الانتخابية لترمب أو في الإدارة الأميركية الجديدة، علما بأن فريق التحقيق استمع الى معظم مساعدي الرئيس السابقين والحاليين.

شهادة في وقت حساس

وبظل عدم توصل وسائل الاعلام الى فك أحجية ستيفن بانون وتحقيق مولر، يسري اعتقاد بأن كبير المساعدين الاستراتيجيين الذي عاد الى قواعده في موقع بريبتارت سيستدعى للشهادة في وقت حساس ومصيري.

بانون خرج يوم الخميس بمقابلة صاعقة مع فانيتي فير قد ترسم ملامح المرحلة القادمة، في ما يتعلق بالتحقيقات ولعل أهم ما تضمنته المقابلة النارية لبانون تصريحاته حيال جاريد كوشنر الذي يعاني أصلا من تحقيقات مولر والاضواء المسلطة عليه في الأشهر الأخيرة.

نقطتان مهمتان

كبير المساعدين السابق تحدث عن ملفات عديدة، كرئاسة ترمب وصراع الاجنحة داخل البيت الأبيض، وطريقة رحيله في النصف الثاني من شهر اغسطس، بعد تسلم جون كيلي مسؤولية قيادة اركان موظفي البيت الأبيض، وكذلك ردة فعله بعد نشر فضيحة التسجيل الصوتي لترمب قبل شهر من الانتخابات، ولكن أهم ما تضمنته المقابلة كان حديثه عن جاريد كوشنر في نقطتين يعمل عليهما فريق مولر بشكل حثيث، أولهما طرد جيمس كومي، والثاني لقاءات حملة ترمب مع الروس.

طرد كومي

على طبق من فضة قدم بانون لمولر ما يُريد كاشفًا خفايا طرد جيمس كومي من منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالية، حيث نشر محاور بانون في متن المقابلة معه ما يلي: رافق جاريد كوشنر وايفانكا ترمب وستيفن ميلر الرئيس دونالد ترمب يومي السادس والسابع من مايو الى نادي بدمسنتر في نيوجرسي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بينما كان بانون في واشنطن، وهناك تم اتخاذ القرار النهائي بطرد جيمس كومي، واعلن البيت الأبيض في التاسع من مايو عن القرار "، وكان بانون أشار في تصريح سابق "الى ان طرد كومي يعتبر اكبر خطأ في التاريخ السياسي الحديث".

الضربة القاضية

الخدمة الأكبر التي أسداها مدير موقع بريتبارت حاليًا للمحقق الخاص كانت في حديثه عن التدخل الروسي، حيث أراد بانون ضرب عصفورين بحجر واحد، نفي أي علاقة للرئيس من جهة وتوريط صهره من جهة ثانية بطريقة تُظهره وكأنه لا يمتلك أي خبرة سياسية، وفي هذا السياق إعتبر بانون، ان قضية التدخل الروسي والتواطؤ لا قيمة لها، ثم ادار صوب كوشنر كاشفا عن اجتماعات عقدها مع الروس خلال الحملة الانتخابية للحصول على ملفات تتعلق بهيلاري كلينتون. بفعلة كوشنر ظهر وكأن حملة ترمب تستجدي دعم بوتين، وأكمل عليه في موضوع نقص الخبرة قائلاً،" للتدليل على مستوى نضجه كانوا ينتظرون الحصول على صور لهيلاري كلينتون وهي تأخذ المال من فلاديمير بوتين".

القضية الحساسة دفعت بمحامي كوشنر ابي لويل الى التعليق على كلام بانون قائلا،" يمكن انه نادم لعدم وجوده في البيت الأبيض ولكن هذا لا يخوله اطلاق الأكاذيب بحق كوشنر او أي شخص آخر"، وفي موضوع طرد كومي قال لويل،" ما ذكرت سابقا، تم ابلاغ جاريد كوشنر بقرار طرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالية وابدى تأييده لهذه الخطوة".

لقاء عاصف

وتحدث بانون عن العلاقة المتوترة التي جمعته بجاريد وايفانكا ترمب، وتحدث عن اللقاء العاصف في المكتب البيضاوي بحضور الرئيس، عندما توجه الى ايفانكا بالقول، انت ملكة التسريبات فردت عليه، أنت كذاب سخيف.

وبلا أدنى شك، فإن بانون قدم فرصة ذهبية لمولر من أجل تضييق الخناق اكثر فأكثر على صهر الرئيس الذي قد يلتحق بركب بول مانافورت ومايكل فلين وجورج بابادوبولوس، الذين وُجهت اليهم لائحة إتهامات متنوعة.

ملفات اخرى

خلال المقابلة تحدث بانون عن إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2020 بحال عدم رغبة ترمب بالترشح لولاية ثانية، وعقب على موضوع خسارة مرشحه روي مور في الانتخابات وكيفية ادارته للمعركة بعد الادعاءات بتحرضه جنسيًا بالقاصرات، وحمل ميتش ماكونيل مسؤولية هزيمة مور، متوعدا بالحرب مجدداً في الانتخابات النصفية، والزج بمرشحين سيتم فحص ملفاتهم بدقة تفاديًا للوقوع في مأزق مشابه لما حدث مع روي مور.