غزة: قتل فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون الجمعة برصاص الجنود الاسرائيليين في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي اندلعت إثر مسيرات نظمت بعد صلاة الجمعة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجا على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي قطاع غزة، قال اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في بيان ان "حصيلة مواجهات جمعة الغضب الثالثة هي شهيدان و94 إصابة بينهم 3 في حالة خطرة بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي". ونقل المصابون الى مستشفيات القطاع.

وقال القدرة ان "أصيب عشرات آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وعولج غالبيتهم ميدانيا". وبين المصابين بالغاز أربعة مسعفين.

واضاف القدرة إن "الشهيدين هما: زكريا الكفارنة (24 عاما) إثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا" في شمال القطاع و"محمد نبيل محيسن (29 عاما) وهو من سكان حي الشجاعية وقد أصيب برصاصة في القلب" قرب نقطة نحال عوز العسكرية الاسرائيلية شرق مدينة غزة.

وشُيِّع الكفارنة في جنازة شارك فيها الآلاف في بيت حانون شمال القطاع بعد ظهر الجمعة.

من بين المصابين الناشط الفلسطيني محمد ابو حجر وهو في العشرينات من عمره وكان يرتدي زي سانتا كلوز (بابا نويل) حيث أصيب برصاصة في القدم اليسرى نقل على اثرها إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس في جنوب قطاع غزة وحالته "متوسطة".

وذكر شهود عيان ان ابو حجر كان يقف على بعد عشرات الامتار من السياج الحدودي الفاصل وكان يرتدي لباس سانتا كلوز ويعتمر الكوفية ويرفع شارة النصر بيد والعلم الفلسطيني بيد أخرى عندما تعرض لاطلاق النار من جندي اسرائيلي.

واضاف شاهد عيان ان ابو حجر كان يردد "فداك يا قدس" عندما اصيب بالرصاص.

وقال القدرة ان من بين المصابين مصور صحفي أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع وحالته "طفيفة".

وبحسب شهود قام عدد من المتظاهرين بفتح ثغرة في السياج الحدودي شرق مدينة غزة.

خرجت التظاهرات التي ضمت الآلاف بعد الصلاة تلبية لدعوة من حركتي حماس والجهاد الاسلامي في يوم "جمعة الغضب" الثالثة رفضا لقرار الرئيس الامريكي بشان القدس.

وردد المتظاهرون هتافات ضد الولايات المتحدة واسرائيل.

ودعا القيادي في حماس سهيل الهندي في كلمة خلال تظاهرة في جباليا الادارة الأميركية للتراجع عن قرارها، مشددا على "مواصلة الانتفاضة لاسقاط القرار".

وفي رام الله، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار لفرانس برس ان طبيعة الاصابات التي رصدت الجمعة، تشير الى ان رقعة المواجهات والاحتجاجات توسعت جغرافيا وامتدت لتشمل عددا كبيرا من قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة بشكل خاص.

وتركزت المواجهات بشكل خاص في شمال رام الله، وعند حاجز قلنديا شمال القدس، وفي بلدة سعير القريبة من الخليل، وبالقرب من نابلس. وشهدت القدس القديمة تظاهرة بعد صلاة الجمعة.

وقال الهلال الاحمر الفلسطيني انه تعامل في الضفة الغربية مع عشرات الاصابات معظمها بالرصاص المطاطي وبعضها بالرصاص الحي أو الرصاص من العيار الصغير "التوتو"، خلال مواجهات بين شبان والجيش الاسرائيلي عند نقاط الاحتكاك الساخنة وقرب الحواجز العسكرية عقب صلاة الجمعة.

وأوضح الهلال الأحمر انه تم كذلك تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.

ودعت منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي الى الامتناع عن استخدام الرصاص الحي ورصاص "التوتو" ضد المتظاهرين راشقي الحجارة أو المدنيين العزل. وهذا الرصاص وإن كان أقل خطورة من الرصاص الحي ذي العيار الأكبر، غير أنه يمكن أن يؤدي الى الموت أو يوقع إصابات خطرة.

اندلعت الاحتجاجات في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة منذ 6 كانون الأول/ديسمبر عندما اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب من طرف واحد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للقرارات الدولية. ولقي القرار ادانة دولية.