عكست تغطية عدد من الصحف العربية الأجواء "الحزينة" التي تسود احتفالات عيد الميلاد هذا العام في ظل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكانت الطوائف المسيحية ومحافظة بيت لحم قد قررت إلغاء مظاهر الاحتفال في ساحة كنيسة المهد احتجاجاً علي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلي القدس.

ونبدأ من صحيفة الدستور الأردنية التي كتب فيها عمر كلاب يقول "نبارك للأشقاء في الوطن والروح والمستقبل ميلاد المسيح، ونعلن أنه ميلاد مقاومة أيضا، نخرج من رماد اللحظة مثل طائر الفينيق، ونرسم واقعنا ومستقبلنا على إيقاع الشوارع المستنفرة وعلى هدير حناجر الشباب الممسك على وعده وعهده بالحرية والاستقلال".

وقالت القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: "تحتفل فلسطين اليوم بعيد الميلاد المجيد وسط مرحلة دقيقة وحرجة تمر بها القضية الفلسطينية عموماً ومستقبل المدينة المقدسة تحديدا بعد الإعلان المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، ووسط اجراءات قمعية إسرائيلية لم يسبق لها مثيل في مواجهة الرفض الشعبي والرسمي الفلسطيني للقرار الأمريكي بخصوص القدس".

وتشير الصحيفة إلي أن "اقتصار الاحتفالات على المراسم الرسمية والدينية ينسجم تماما مع الظروف الحالية التي يمر بها شعبنا، القابض على الجمر، المدافع عن حقه في العيش بحرية وكرامة والمدافع عن مقدساته وترابه الوطني".

كذلك أشارت الأخبار المصرية إلي أن "التوتر يخيم علي احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم بسبب القرار الجائر".

وتقول الأيام الفلسطينية إن احتفالات أعياد الميلاد تأتي "وسط أجواء ميلادية حزينة بنكهة القدس المحاصرة".

وترى صحيفة الخليج الإماراتية أن مظاهر الاحتفال كشفت "تصميم الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم الدينية على عروبة القدس ورفض الإعلان الأمريكي الذي يعترف بها عاصمة للاحتلال".

"كفاح" مسيحي-فلسطيني

وفي صحيفة الأيام الفلسطينية، يسرد عبدالغني سلامة قائمة طويلة لقادة ومناضلين، ومفكرين، وشعراء، وإعلاميين، وأدباء وفنانين، واقتصاديين عرب ولدوا لعائلات مسيحية "برزوا وأبدعوا في شتى المجالات، منهم من كان من رواد النهضة العربية، أو من مؤسسي القومية العربية، ومن قادة الفصائل الوطنية الفلسطينية، ومن قادة الأحزاب السياسية في الأردن ومصر ولبنان وسورية... ومن شاركوا في الكفاح ضد الاستعمار وضد الاحتلال الصهيوني، ومن أثروا الثقافة العربية بالفكر التنويري والتقدمي والعروبي، وأغنوها بالأدب، والشعر، والرواية، والمسرح، والسينما، والغناء، والتمثيل، والرسم.. وحتى الرياضة والأزياء".

ويشدد منير الخطيب، في الحياة اللندنية، على ضرورة "فصل قضية القدس عن العقيدة سواء كانت قومية أو دينية، لأن إسرائيل أقدر من العرب على استثمار تلك القضية هويّاتياً، ومن مصلحتها وهي تسعى لتحقيق مبدأ يهودية الدولة، ربط قضية القدس بصراع إسلامي- يهودي، أو بصراع عربي- صهيوني في المقابل".

ويضيف: "إن مصلحة الفلسطينيين والعرب تقوم على ربط تلك القضية بمسار حرية الشعب الفلسطيني وخياراته الذاتية، وبمستقبله السياسي، سواء تمثل هذا المستقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الأراضي التي احتُلت عام 1967، أو تمثل (إذا سمح التاريخ بذلك) بإقامة دولة علمانية ديموقراطية ثنائية القومية على أرض فلسطين التاريخية".