لندن: قد يكون بابا نويل أو سانتا كلوز موجوداً في مخيلة ملايين الأطفال في الغرب والعالم المسيحي عموماً. ولكنه لا يوجد حتى بنسخته الاسطورية في كوريا الشمالية حيث تحرص الحكومة على منع وصول أي معلومات عن المناسبات الدينية من العالم الخارجي. 

وبالتالي فان مواطنيها لا يعرفون شيئاً عن طقوس الكريسماس في الغرب وبيوت المسيحيين اينما وجدوا. ولكن في كوريا الشمالية يمكن ان يتعرض الشخص الى السجن أو التعذيب لاحتفاله بالكريسماس. 

وقال كانغ جيمين الهارب من كوريا الشمالية انه ظل جاهلا بمناسبة الكريسماس طيلة سنوات نشأته في العاصمة بيونغيانغ. 

وأضاف كانغ البالغ من العمر 31 عاما في حديث لصحيفة الاندبندنت أن "لا وجود للكريسماس في كوريا الشمالية. فالكريسماس احتفال بميلاد عيسى اليسوع ولكن الناس في كوريا الشمالية لا يعرفون من هو عيسى اليسوع بل لا يعرفون الله لأن عائلة كيم جونغ اون هي إلههم". 

ولكن في حين ان الكريسماس ممنوع في كوريا الشمالية فانها تحتفل بعيد ميلاد كيم جونغ سوك جدة الزعيم كيم الراحلة الذي يُصادف عيد ميلادها عشية الكريسماس وتخرج مواكب لزيارة مسقط رأسها في شمال شرق البلاد. 

وقال كانغ إن عيد ميلاد كيم جونغ ايل ونجله كيم جون أون مناسبة أهم ولكن الاحتفال بعيد ميلاد جدتهما يجري بلقاءات تدور فيها أقداح الخمرة "واحياناً تدور معها الرؤوس". 

وبحسب كانغ فانه لم يسمع بالكريسماس حين كان في كوريا الشمالية ولم يعرف أي مسيحيين أو احداً يعلن ايمانه بالله. وقال "ان الحكومة الكورية الشمالية تسيطر على كل وسائل الاعلام والانترنت، والذين كنتُ التقيهم لا يعرفون من هو المسيح". 

ويتذكر كانغ يوم كانت كوريا الشمالية مسيحية قبل 60 سنة. وقال انها اصبحت تعرف المسيحية بصورة متزايدة منذ عام 1996 بسبب الأعداد المتزايدة من الكوريين الشماليين الذين يسافرون ويحتكون بقساوسة ورهبان في الصين ثم يعودون لنشر الديانة المسيحية في السر. 

وأكد كانغ انه لم يعرف مسيحيين يمارسون ديانتهم في الخفاء لأنه كان يعيش في منطقة بعيدة عن الحدود الصينية ولكنه يعرف العقوبات القاسية التي تنتظر من يجرؤ على ممارسة الدين في الدولة الملحدة رسمياً. 

وقال كانغ إن المرء لا يستطيع أن يقول إنه مسيحي وإذا فعل يرسلونه الى أحد معسكرات العمل. واضاف لصحيفة الاندبندنت ان صديقه كان يعمل في الشرطة السرية واخبره انها اعتقلت عائلة مسيحية كانت تحاول هداية آخرين لاعتناق المسيحية. "وأرادوا ان يتنزعوا منها معلومات مثل اين علم افراد العائلة بوجود الله وكيف حصلوا على نسخ من الكتاب المقدس". 

ويُلاحظ أن هناك كنائس مرخصاً بها من الدولة وتخضع لرقابتها في كوريا الشمالية ولكنها تختلف اختلافاً كبيراً عن الكنائس المتعارف عليها. ويقدر مركز القاعدة البيانية لحقوق الانسان في كوريا الشمالية ان هناك 121 دار عبادة في كوريا الشمالية بينها 64 معبداً بوذياً و52 معبداً لمعتنقي الديانة التشوندوية وخمس كنائس خاضعة لسيطرة الدولة. 

وقال كانغ انه لا يعرف إلا كنيسة واحدة ومن المتعذر تقريباً التردد عليها. واشار الى ان المواطنين الاعتياديين لا يستطيعون دخولها وهي خاضعة للرقابة ومفتوحة للزوار الاجانب. 

واستطاع كانغ الهروب من كوريا الشمالية عام 2007 حين كان في العشرين من العمر. وحاول الهروب ست مرات مع شقيقته قبل ان يتمكن اخيراً من الوصول الى الصين. وفي كل مرة كان يدفع رشوة. وكان يدخر المال من بيع اجهزة الكترونية في السوق السوداء التي اصبحت ظاهرة كبيرة لم تتمكن الحكومة من تطويقها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.independent.co.uk/news/world/asia/christmas-north-korea-celebrate-secret-know-religion-christians-a8118931.html