آبا: تعكس التوقيفات التي ينفذها جيش الكونغو الديموقراطية وسط تشديد الضوابط الحدودية لهذا البلد إرادته السعي إلى منع المتمردين من جنوب السودان اتخاذ ملاذات في اراضيه.

وفر مئات المدنيين من جنوب السودان الى جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد سيطرة القوات الحكومية الاسبوع الفائت على معقل لاسو للتمرد في منطقة الاستوائية.

واعتقلت السلطات الكونغولية 18 منهم بشبهة الانتماء الى التمرد (الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة) التي تقاتل الحكومة منذ اربع سنوات في حرب أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الالاف.

وافرجت السلطات لاحقا عن 15 من المعتقلين.

وصرح الكسيس كبامبي الذي يدير اللجنة الوطنية للاجئين في آبا شمال شرق الكونغو الديموقراطية لوكالة فرانس برس ان "الذين اعتقلوا لاجئون عادوا الى جنوب السودان من دون السماح لهم. وما زال ثلاثة قيد التوقيف للاشتباه في انتمائهم الى التمرد".

وبعدما كان اعضاء التمرد يتنقلون بحرية نسبيا الى آبا التي يحتاجون اليها للتزود بالمؤن ومعالجة جرحاهم، بدات السلطات تحد من توافد الافراد عبر الحدود إثر زيارة مشتركة لسفير جنوب السودان في كينشاسا ووزير الدفاع الكونغولي الى آبا، بحسب احد الاعيان من جنوب السودان ومسؤول في التمرد في هذا البلد رفضا الكشف عن اسميهما.

ويشكل تشديد المراقبة الحدودية ضربة قاسية للذين يعودون الى جنوب السودان اثناء موسم الحصاد لجني مبلغ يضاف الى مساعدة مالية يتلقونها بصفتهم لاجئين ولا تكفي لاطعام عائلاتهم.

ولا تستحسن السلطات الامنية الكونغولية التحركات المكوكية عبر الحدود وتعتبر ان العلاقات بين التمرد واللاجئين وثيقة. 

وصرح شرطي اثناء تجمع للاجئين في آبا "نعلم ان النساء والاطفال في المخيم فيما الرجال من ضمن التمرد"، داعيا المقاتلين السابقين إلى التقدم للتصريح عن انفسهم امام السلطات الكونغولية "لحمايتهم الخاصة".

ووقعت حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة اتفاقا لوقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ الاحد، سرعان ما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه.