واشنطن: تعهّد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون "إبقاء الضغوط" على كوريا الشمالية من أجل نزع سلاحها النووي، وذلك في افتتاحية نشرتها نيويورك تايمز الأربعاء واستعرض فيها ما قام به خلال عام من ترؤسه الدبلوماسية الاميركية.

وكتب تيلرسون "الى ان يتم نزع السلاح النووي فان الضغوط ستبقى" على بيونغ يانغ. ولفت في مقالة الوزير الاميركي عدم تكراره العرض الذي قدّمه مؤخرا لكوريا الشمالية لاجراء حوار غير مشروط حول برنامجها النووي.

وأضاف الوزير الاميركي غداة اجرائه مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تناولت الملف الكوري الشمالي "هناك باب للحوار ما زال مفتوحا ولكننا قلنا بوضوح انه يجب ان يكون النظام اهلا للعودة الى طاولة المفاوضات".

وبحسب وزارة الخارجية الروسية فان الوزيرين "اتفقا على ان برامج الصواريخ النووية في كوريا الشمالية تنتهك مطالب مجلس الامن الدولي"، مشيرة الى انه "تم التشديد على أنه من الضروري الانتقال من لغة العقوبات الى مسار تفاوضي في اقرب وقت ممكن".

وشددت موسكو في بيانها على ان ان لافروف "اكد مجددا انه من غير المقبول ان يتفاقم التوتر حول شبه الجزيرة الكورية بالخطاب العدائي لواشنطن تجاه بيونغ يانغ وبزيادة الاستعدادات العسكرية في المنطقة".

وفي مقالته أكد تيلرسون على اهمية دور الصين "التي فرضت عددا من العقوبات والقيود على استيراد (البضائع الكورية الشمالية) ولكن يمكنها ويجب عليها الاستمرار في فعل المزيد" على هذا الصعيد.

وأعرب الوزير الاميركي عن امله في ان "يضع العزل الدولي النظام (الكوري الشمالي) تحت الضغط للدخول في مفاوضات جدية تقوده الى التخلي عن برامجه النووية والبالستية".

ويأتي مقال تيلرسون بعد اسبوع من العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن الدولي على كوريا الشمالية بهدف الحد من الواردات النفطية الحيوية لبرنامجيها الصاروخي والنووي.

وحرمت العقوبات الجديدة كوريا الشمالية من عائدات صادراتها من الفحم الحجري والحديد والصيد البحري والنسيج. كما حدت من وارداتها من النفط وحظر تأسيس شركات مع كوريين شماليين.

وردت بيونغ يانغ باعتبار هذه العقوبات "عملا حربيا".

وعملت كوريا الشمالية في السنتين الاخيرتين على تسريع تطوير برامج محظورة، عبر مضاعفة التجارب النووية والبالستية.

وفي 29 نوفمبر 2017 اعلن الزعيم الكوري الشمالي ان بلاده اصبحت دولة نووية بعدما اختبرت بنجاح صاروخا قادرا على اصابة اي مكان في الولايات المتحدة.

دافع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن سجل بلاده في السياسة الخارجية مشيرا الى احراز تقدم في العام الفائت على مستوى ضبط طموحات كوريا الشمالية والتصدي "للتحديات الهائلة" التي تطرحها روسيا والصين وايران.

 

تابع تيلرسون في المقال "الى ان يتم نزع السلاح النووي فان الضغوط ستبقى" على بيونغ يانغ، لافتا في آن الى ان "هناك باب للحوار ما زال مفتوحا ولكننا قلنا بوضوح انه يجب ان يكون النظام اهلا للعودة الى طاولة المفاوضات".

كما ناشد الصين، حليفة الشمال الكبرى الوحيدة، "بذل المزيد" من الضغوط على بيونغ يانغ.

في ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، وسط اتهامات بتواطؤ فريق حملة ترامب معها في سبيل فوزه في الانتخابات الرئاسية في 2016، اكد تيلرسون ان الادارة الاميركية الحالية "لا اوهام لديها بشأن النظام الذي نتعامل معه" مؤكدا انها "متيقظة تحسبا لعدوان روسي".

لكنه اضاف ان على واشنطن "الاعتراف بالحاجة الى العمل مع روسيا حيث تتقاطع المصالح المشتركة"، مشيرا الى الحرب في سوريا حيث دعم البلدان طرفين متخاصمين مع الدفع الى محادثات سلام.

في المقابل اعتمد تيلرسون نبرة اكثر قسوة بشأن ايران.

وقال محذرا ان "الاتفاق النووي الناقص لم يعد وجهة التركيز الاساسية لسياستنا ازاء ايران"، موضحا "اننا الان نواجه كامل التهديدات الايرانية".

داخليا دافع تيلرسون عن قراره الاقتطاع من ميزانية وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) وبرره بانه مصمم "لمعالجة مشاكل جذرية تؤدي الى انعدام الفعالية والاحباط".

ويقول المنتقدون ان العام الاول لتيلرسون في منصبه شهد شغور الكثير من المناصب الدبلوماسية الحيوية وعرقلة عمل السفارات بسبب اقتطاعات مالية وسط مغادرة الكثير من الموظفين المخضرمين في جهاز الخارجية برمته.