بهية مارديني: حاولت قوات النظام السوري السبت التقدم في عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالتزامن مع قصف أحياءها السكنية.

وتناقل ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي ما يفيد بأنّ حشوداً عسكرية للنظام جرى رصدها على جبهات النشابية والزريقية وحوش الضواهرة وحزرما، في محاولة لاقتحام تلك المناطق، مع تقدم آليات النظام من عدة محاور بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف.

كما شهدت "إدارة المركبات" في حرستا شرق دمشق اشتباكات أمس بعد هدوء نسبي شهدته على مدى الأيام الماضية.

ورفضت "حركة أحرار الشام" وهي من فصائل المعارضة التصريح حول مجريات المعارك في المنطقة، فيما قال ناشطون من الغوطة إن سيارة مفخخة فجرها مقاتل يدعى "أبو دجانة الجزراوي"، المنتمي إلى "هيئة تحرير الشام" وسط تكتم حول مجريات الأوضاع في المنطقة وتفاصيلها.

وقالت مصادر المعارضة إن فصائلها تصدت للهجمات وفجرت النفق الذي كانت تعده قوات النظام للاقتحام، وفجرت بناء كانت تتمركز به قوات النظام والذي يعتبر نقطة انطلاق للهجوم.

وذكرت مصادر متطابقة أن المعارضة تتصدى لمحاولات اقتحام قوات الأسد المستمرة ضمن أبنية حي العجمي في حرستا وإدارة المركبات.

وأكدت ذات المصادر أنّ التصدي بدأ بتفجير نفق كانت تعده القوات النظامية للاقتحام، وتردد أن التفجير استهدف أيضا بناء كانت تتمركز به قوات الأسد في المنطقة وأوقع قتلى للنظام.

من جانبها، نشرت صحيفة الوطن المقربة من النظام، أن مصدرا ميدانيا قال إن "الميليشيات الإرهابية في حرستا شنت هجومًا جديدًا على إدارة المركبات بدأته بتفجير سيارة مفخخة "وتزامنت الاشتباكات مع قصف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، طال بلدة حرستا ومدن وبلدات دوما وحمورية وغيرها من البلدات في ريف دمشق.

الا أن الإعلام الحربي المركزي، التابع لقوات الأسد، ذكر رواية مختلفة عن رواية جريدة الوطن، وقال إن “الجيش فجر نفقًا لحركة أحرار الشام عند الجهة الشمالية لمحور إدارة المركبات في حرستا وأوقع إصابات في صفوفها”.

كما أن مراسل الحرس الجمهوري التابع للنظام وسيم عيسى، قال إن قوات الأسد أفشلت “هجومًا إرهابيًا جديدًا على إدارة المركبات”، واعترف بأن المعارضة فجرت مفخخة ولكنه قال إن "المفخخة انفجرت بعيدًا عن المقاتلين".

وواصلت قوات النظام محاولات التقدم، أمس ضمن أبنية حي العجمي في مدينة حرستا وإدارة المركبات العسكرية بالغوطة الشرقية، وذلك بهدف استعادة ما خسرته ضمن معركة "بأنهم ظلموا" في تشرين الثاني الماضي، بينما بقي المعهد الفني تحت سيطرة قوات النظام، واستقدم النظام تعزيزات من “الحرس الجمهوري” إلى منطقة الإدارة، ونشر إعلاميون عسكريون صورًا لانتشار قوات النظام في المنطقة.

وتعتبر إدارة المركبات في حرستا أكبر ثكنة عسكرية لقوات النظام في الغوطة الشرقية، وتمتد بين مدن حرستا وعربين ومديرا.

ويعد حي العجمي، هو الحي الذي يربط إدارة المركبات بمناطق سيطرة قوات النظام وبمجرد السيطرة عليه، تصبح الإدارة محاصرة من كل الجهات.

هذا وأعلن فصيل جيش الإسلام المعارض استهداف النظام مواقع مقاتليه على جبهة أوتوستراد "دمشق-حمص" الدولي، حيث ردت مدفعية جيش الإسلام على مصادر النيران.

وتعرضت الغوطة دمشق الشرقية أمس لقصف جوي ومدفعي، من قبل النظام، ما أدى لمقتل وجرح مدنيين.

تزامن القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، عقب خروج الدفعة الثالثة والأخيرة من الغوطة الشرقية بموجب الاتفاق المبرم بين جيش الإسلام والجانب الروسي، القاضي بخروج 29 حالة طارئة للعلاج في مشافي العاصمة دمشق مقابل خروج 29 أسيراً من النظام من سجون جيش الإسلام.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حسابها على "التويتر" أنها "استكملت عملية إجلاء 29 مريضا من الغوطة الشرقية إلى مشافي دمشق، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري".

وأكدت لجنة الصليب الأحمر أن معظم المرضى من الأطفال، بالإضافة إلى مرافقيهم، مشيرة إلى أن العدد الكلي لمن تم إجلاؤهم من الغوطة وصل إلى 85 شخصا.

وبدأ الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، مساء الثلاثاء الماضي ، بإجلاء عدة حالات إنسانية من غوطة دمشق الشرقية إلى مشافي في دمشق، وذلك عقب موافقة النظام على الإجلاء إثر مطالبات عديدة.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت ان النظام السوري وافق على إجلاء 7 أطفال مصابين بالسرطان من منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق, ونقل ناشطون أن الاف الاطفال يعانون من امراض مستعصية.