واشنطن: أقرت القيادة المركزية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط في بيان الأربعاء بأن عملية لقواتها الخاصة ضد تنظيم القاعدة في اليمن الأحد أسفرت "على الأرجح" عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال.

وبعد العملية التي قتل فيها جندي أميركي، أشار مصدر يمني إلى مقتل 41 عنصرًا من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى ثماني نساء وثمانية أطفال.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه "يبدو أن الضحايا المدنيين المحتملين أصيبوا بطلقات" طائرات أو مروحيات دعم للجنود الأميركيين الذين كانوا يقاتلون على الأرض.

وكان هؤلاء يقاتلون "ضد عدو عنيد، بينهم نساء"، بحسب البيان.

وأضاف أن القوات الخاصة الأميركية "استهدفت من كل الجهات، بما في ذلك من منازل أو مبانٍ".

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الكولونيل جون توماس إن "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب لديها تقليد راسخ ومرعب عبر إخفاء نساء وأطفال في مناطق عملياتها ومعسكراتها، تظهر باستمرار تجاهلها لأرواح الأبرياء".

وهذه العملية كانت الأولى في إطار مكافحة الإرهاب، منذ تسلم ترامب الرئاسة في 20 يناير.

لكن البنتاغون أكد أن الإعداد للعملية يتم منذ فترة طويلة بموافقة البيت الأبيض خلال عهد باراك أوباما.

إلى ذلك، حذرت مجموعة الأزمات الدولية الخميس بأن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة "أقوى من أي وقت مضى"، لافتة إلى أنه قد يستفيد من عمليات عسكرية شبيهة بأول عملية أميركية أمرت بها إدارة ترامب.

وفي تقرير بعنوان "القاعدة في اليمن: قاعدة في طور التوسع"، أوضحت مجموعة "انترناشونال كرايزيس غروب" المستقلة التي تحلل النزاعات حول العالم كيف استفاد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومنافسه تنظيم داعش من الفوضى والحرب في اليمن منذ العام 2014.

ورغم الانتكاسات التي لحقت به، فإن تنظيم القاعدة في اليمن "يزدهر وسط بيئة انهيار للدولة، وطائفية (دينية) متنامية، وتغيير التحالفات، والفراغات الأمنية والحرب الاقتصادية المتفاقمة"، بحسب الدراسة.

وتؤكد مجموعة الأزمات الدولية أنه "من أجل قلب هذه التوجه، يجب إنهاء النزاع الأساسي"، وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية "بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية".

وفي هذا الصدد، أشار مركز الأبحاث، الذي يتخذ من بروكسل مقرا، إلى أن "تلك الجهود ستقوض في حال أقدمت بلدان، كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم داعش على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين".

واستشهدت المجموعة الدولية بعملية الإنزال التي قامت بها القوات الأميركية بأمر من إدارة ترامب الأسبوع الماضي ضد تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء في وسط اليمن.

ويشير التقرير إلى أن ذلك "لا يبشر بالخير أبدا" في الجهود المبذولة من أجل "مواجهة القاعدة في جزيرة العرب بذكاء وفعالية"، لافتا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل "العديد من المدنيين، بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال"، بالإضافة إلى رجال قبائل محليين، ما يعزز حجة التنظيم الذي يؤكد أنه "يدافع عن المسلمين ضد الغرب".


&