«إيلاف» من بيروت: ذكرت معلومات صحافية أن المرشح اليميني للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون يصل إلى بيروت قريبًا، حيث يلتقي رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والبطريرك بشارة الراعي والجالية الفرنسية في لبنان، قبل أن ينتقل إلى العراق ويعود بعدها إلى باريس عن طريق بيروت.

والسؤال الذي يطرح ما الذي يحمله فيون من ملفات إلى لبنان؟&

يعتبر النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ «إيلاف» أن الملف الأرجح والأهم يبقى ملف النازحين السوريين في لبنان، وكيفية إستمرار العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا، لهذا لا شك أن لبنان يبقى الأقرب بين الدول إلى فرنسا بخصوص أمور كثيرة، وتبقى زيارة فيون طبيعية ومنطقية إلى لبنان.

ملف الهجرة

وردًا على سؤال بأن أهم ملفات فيون الرئاسية يبقى ملف الهجرة، وهو شائك، كيف سيتباحث فيون مع لبنان بهذا الخصوص ومن أي زاوية؟ يؤكد علوش أن الأمر سيحصل على الأرجح، أما بأي اتجاه فالأمر مرتبط أيضًا بالأمور المنتظرة في سوريا خلال الأشهر المقبلة، بخاصة مع وجود مشاريع كثيرة يتم التباحث فيها ومشاريع لمناطق آمنة، وإذا كانت للمرشح الفرنسي مواضيع معينة سيطرحها في لبنان، فربما هو سيأخذ رأي لبنان للبدء بهذه المشاريع بسرعة إذا انتخب رئيسًا للجمهورية الفرنسية.

وردًا على سؤال إذا ما كان سيأتي إلى لبنان للتباحث بضرورة تطبيق بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، خاصة وأنه يطرح في برنامجه الانتخابي حول الهجرة تعديلاً دستوريًا سيقوم به في حال انتخب رئيسًا من خلال ربط استقبال ودمج المهاجرين بالطاقة الإستيعابية لفرنسا، من خلال تحديد عدد المهاجرين الذين يسمح لهم بدخول فرنسا، يجيب علوش أن بقاء اللاجئين في لبنان غير منطقي مع المعطيات الحالية، وفيون يدرك أن بقاءهم قد يعني توطينهم أو لجوءهم، المشكلة الفلسطينية منذ العام 1948 في لبنان ولم تصل إلى نتيجة، ولكن أحدثت أعباء هائلة على اللاجئين بشكل أساسي من خلال حياتهم الإجتماعية والإقتصادية وعلى لبنان بالتأكيد بهواجسه السياسية والأمنية.

ويلفت علوش إلى أن ربع سكان لبنان اليوم هو من اللاجئين، وكيف سنطرح المسألة يبقى الأهم في خصوص اللاجئين السوريين.

فرنسا ولبنان

وردًا على سؤال في حال وصول فيون إلى سدة الرئاسة، أي سياسة ستنتهجها فرنسا في عهده تجاه لبنان والشرق الأوسط؟ يجيب علوش أن الواضح لدى فيون هو أن توجهاته أقرب إلى اليمين من الليبرالية بخصوص الهجرة والتعامل مع الأجانب ويأتي في وقت هناك إستعداد نفسي لدى الفرنسيين لتقبل بعض الإغراءات غير الليبرالية، وسيكون بموقع وسطي بين اليمين المتطرّف وبين اليمين التقليدي الفرنسي.

وفي ما خص الغرض الفعلي من الزيارات الخارجية للبنان، وأي مواضيع يمكن أن يستفيد منها لبنان من خلال هذه الزيارات، يجيب علوش أن أهم المواضيع تبقى المسألة السورية، واللجوء السوري والحل المتوقع له، ولبنان يجب أن يستفيد من خلال تأمين الإستقرار وتأمين الدعم المالي بانتظار الحلول.

عن اعتبار البعض أن الزيارات الخارجية للوفود إلى لبنان تبقى من أجل إقناع لبنان بتوطين اللاجئين السوريين فيه، كيف يمكن أن يتصدى لبنان لهذا الموضوع؟ يلفت علوش إلى أنه لا يمكن أن تكون الحلول على هذا النحو، والجميع يعرف أن التوطين شبه مستحيل مع المعطيات الحالية، لأن الدستور لا يسمح بذلك وكذلك الواقع السكاني للبنان، وعلى دول العالم أن تسعى إلى رد السوريين إلى بلادهم، في وقت لبنان لديه اكتظاظ سكاني ومشاكله وحساسيته التي لها علاقة بالطوائف.

والتوطين الذي يتم الحديث عنه بحسب علوش، مرتكز على بعض الأوهام والمخاوف أكثر مما هو أمر مطروح في الحقيقة.

&