تحدث دبلوماسي روسي كبير عن الأجواء التي جرت فيها المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب بعد تسلم الأخير مهامه. بينما قالت الخارجية الروسية إنها مستعدة للاتصال مع وزي الخارجية الأميركي الجديد.
وقال غيورغي بوريسينكو، مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، إن المكالمة الهاتفية التي جرت يوم 28 يناير/كانون الثاني، شملت نطاقا واسعا من المواضيع، واعتبر أن الشيء الأهم هو "أن الحديث جرى في جو ودي وبناء".
ونقل موقع (روسيا اليوم ـRT) عن بوريسينكو قوله: "نشعر بأن ترامب مصمم على العمل المشترك بأسلوب عملي من أجل تحقيق المصالح المشتركة، دون أي هلع". وأضاف أن الجانب الروسي يلاحظ نفس الرغبة لدى أعضاء فريق ترامب.
وتابع: "خلال السنوات الأخيرة لفترة رئاسة باراك أوياما، نسينا هذا الإحساس تقريبا. وعلينا أن نقر بأن إدارة أوباما بدأت في عام 2012 بتدمير أسس التعاون الروسي الأميركي".
لقاء لافروف ـ تيلرسون
من جانب آخر، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة للاتصال مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أي لحظة. وكان الكونغرس الأميركي قد وافق الأربعاء على تعيين تيلرسون في هذا المنصب.
وقال المصدر إنه من الصعب التنبؤ بموعد اللقاء الأول بين الوزيرين لافروف وتيلرسون، مضيفا أن هناك عددا من الخيارات بما في ذلك ميونيخ وبون، في إشارة إلى اللقاء الوزاري لمجموعة العشرين المقرر في بون في 16-17 فبراير/ شباط، ومؤتمر ميونيخ للأمن المقرر في 17-19 فبراير/ شباط الحالي.
بيان الكرملين
ويشار إلى أن بيانا صدر عن الكرملين في أعقاب المكالمة الهاتفية، يوم السبت 28 يناير/كانون الثاني، قال إن "الطرفين أظهرا عزمهما القيام بالعمل النشيط المشترك على إحلال الاستقرار في التعاون الروسي الأمريكي وتطويره على أساس بناء ومتساو ذي منفعة متبادلة".
وأشار الرئيسان إلى أن توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب الدولي يمثل مهمة ذات أولوية، وشددا على "أهمية استعادة الروابط الاقتصادية التجارية ذات المنفعة المتبادلة بين دوائر الأعمال في البلدين، باعتبار أن ذلك سيشجع تطور العلاقات الثنائية على نحو مستدام"، بحسب البيان.
وقال البيان: اتفق الرئيسان بوتين وترامب على إجراء لقاء خاص بينهما مستقبلا، فضلا عن مواصلة الاتصالات الشخصية المنتظمة بينهما.
قضايا مهمة&
وأضاف الكرملين أن الرئيسين بحثا بصورة مفصلة القضايا الدولية الهامة، من بينها مسائل محاربة الإرهاب، والوضع في الشرق الأوسط، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبرنامج إيران النووي، والاستقرار الاستراتيجي، وحظر انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى الوضع حول شبه الجزيرة الكورية، والجوانب الرئيسة للأزمة الأوكرانية. واتفقا على إقامة التعاون على أساس الشراكة في الاتجاهات المذكورة وأخرى.
وذكر البيان أن الرئيس بوتين هنأ نظيره الأميركي بتولي مهام رئيس الولايات المتحدة رسميا وتمنى لترامب النجاح في نشاطه في المستقبل. وذكر بوتين بأن روسيا كانت، طوال أكثر من مئتي سنة الماضية، تدعم الولايات المتحدة، وكانت حليفا لها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، مؤكدا أن موسكو تعد واشنطن "أهم شركائها في مكافحة الإرهاب".