بودابست: وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الى بودابست حيث يلتقي بعد الظهر رئيس الوزراء فيكتور اوربان احد ابرز حلفاء موسكو الاوروبيين، في وقت يسعى الكرملين للاستفادة من اختلاف المواقف بين دول الاتحاد الاوروبي بشأن العقوبات على موسكو. 

وتحاط الزيارة بتدابير امنية مشددة وهي الاولى لبوتين إلى اوروبا منذ ان احدث انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة اهتزازا في اوساط الاتحاد الاوروبي. وزار بوتين سلوفينيا في يوليو 2016.

ويأمل الكرملين بان يؤدي وصول ترامب للبيت الابيض إلى تخفيف الضغوط على روسيا بعدما تراجعت العلاقات مع الغرب إلى ادنى مستوى لها منذ الحرب الباردة اثر اتهام موسكو بالتدخل في اوكرانيا.

وكان اوربان الذي دعا الى الغاء الاجراءات العقابية ضد روسيا من القادة القلائل في دول الاتحاد الذين اعربوا عن دعمهم لترامب.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر جيارتو ان الزيارة ستتيح "الاستماع الى وجهة نظر روسيا بشأن امكانات التقارب بين روسيا والولايات المتحدة".

ويؤيد رئيس الوزراء المقرب من بوتين رفع العقوبات عن موسكو والتي اضرت بالاقتصاد الروسي منذ فرضها عام 2014. 

ويرى محللون ان تولي ترامب السلطة وموجة الشعبوية التي تجتاح اوروبا هما عاملان قد يدفعان الزعيمين للدفع قدما في هذا الاتجاه. 

وقال أندراس دياك، من معهد اقتصاد العالم في اكاديمية العلوم المجرية ان "المجر انتقدت العقوبات ضد موسكو الا انها لم يسبق ان صوتت رسميا ضدها". الا ان "ذلك قد يتغير، سيتقرب اوربان خطوة اضافية من بوتين في خطابه نتيجة التغير في السياق الدولي،" بحسب المحلل.

وفي ديسمبر، تم تمديد هذه العقوبات التي تستهدف قطاعات اساسية في الاقتصاد الروسي حتى آخر يوليو 2017 رغم تنامي تساؤلات بعض الدول بشأن فعاليتها. 

واعتبر موقع "444 هو" المجري الاخباري الخميس ان بوتين يريد استخدام اوربان "لاحداث تصدعات من الداخل" في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

علاقات شخصية

ولكن الحفاظ على موقف اوروبي موحد بخصوص العقوبات ضد روسيا لن يكون حاليا ضمن اولويات بروكسل في ظل تنامي المخاوف من التهديد الذي تشكله سياسات ترامب للاتحاد الاوروبي مع استعداد الاحزاب القومية لخوض الانتخابات في هولندا وفرنسا والمانيا. 

اما الكرملين، فوصف الزيارة بانها "شاهد للعلاقات الشخصية والثقة" بين اوربان وبوتين. 

ولقاء بوتين وترامب هو السابع منذ عودة اوربان الى الحكم في 2010، بعد ان دأبا على الالتقاء مرة واحدة على الاقل سنويا فيما كان اوربان اول زعيم اوروبي يستقبل بوتين منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في اوكرانيا عام 2014.

ويرى المحلل السياسي المقيم في موسكو، فيودور لوكيانوف، ان الرئيس الروسي يرغب بابداء "دعمه لدولة كانت تسعى لتحسين العلاقات مع رفع العقوبات".

وقال وزير الخارجية المجري ان "العقوبات فشلت سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية والاستمرار فيها سيكون ضارا ليس بروسيا فحسب بل بأوروبا".

وقبيل الزيارة، أعلن كبير مستشاري الكرملين يوري يوشاكوف ان المحادثات ستركز على "تطوير العلاقات الاقتصادية" بين البلدين بعدما تأثرت سلبا بالعقوبات، مع تسجيل تراجع كبير في المبادلات التجارية بينهما خلال ثلاث سنوات وحركة سلبية في الاستثمارات "تثير قلق بودابست وموسكو".

وقال جيارتو ان العقوبات كبدت المجر خسائر بنحو 6,5 مليارات دولار من عائدات الصادرات.

وقال يوشاكوف ان موسكو وبودابست ترغبان في تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة مذكرا باهمية بناء شركة روساتوم مفاعلين جديدين في محطة باكس النووية القريبة من بودابست مقابل 12 مليار يورو، بينها 10 مليارات قروضا من موسكو.

وسيناقش بوتين مشروع بناء المفاعلين اضافة إلى مواضيع اخرى في مجال الطاقة، في وقت تعتمد بودابست في شكل كبير على امدادات الغاز الروسي. 

وفيما يرى اوربان في بناء المفاعلين اللذين تبلغ قوة كل منهما 1200 ميغاواط مشروعا استراتيجيا، تنظر اليه المعارضة والاتحاد الاوروبي بعين الريبة. 

وأعلنت بروكسل في 2015 انها ستحقق في ما اذا كان بناء المفاعلين له تبريرات اقتصادية والتأكد من عدم وجود مساعدات حكومية غير قانونية.