الرباط: ما زالت التحليلات والقراءات تتناسل حول عودة المغرب بشكل رسمي لمنظمة الاتحاد الأفريقي، والترحيب الواسع في الشارع المغربي بالخطوة المهمة التي أقدمت عليها المملكة بقيادة الملك محمد السادس، الذي ألقى خطابًا الثلاثاء، أمام رؤساء الدول الأعضاء المشاركين في القمة، التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وصفه مراقبون بـ"التاريخي والقوي".

وفي تصريح &لـ"إيلاف المغرب"، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن الخطاب الذي قدمه الملك محمد السادس أمام رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي "ركز على الجانب الاقتصادي وتعداد الحسنات التي حققها في العلاقات والاتفاقيات الثنائية مع الدول الافريقية التي ناهزت 2000 اتفاقية خلال السنوات الماضية".

وأشار الشيات، في التصريح ذاته، إلى أن تركيز الملك في خطابه التاريخي على الجانب الاقتصادي في المجالين الفلاحي والطاقي يؤكد أن المغرب يريد أن يشتغل مستقبلاً على التعاون الاقتصادي مع دول الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية والاكتفاء الذاتي لشعوب القارة السمراء.

خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية

وبخصوص الجانب السياسي، قال المحلل السياسي المغربي إن الخطاب ابتعد عنه وتفادى الخوض فيه "لم يشر للأعداء المحتملين للمغرب في المنظمة ولم يذكر الجانب والعداوة السياسية"، مسجلاً أنه عبر عن استعداده للتعاون مع الجميع خدمة للقارة وشعوبها.&

لكن الشيات عاد وأكد بأن المغرب سيسعى لضمان حيادية الاتحاد الافريقي في ملف الصحراء لأنه "كان يعاني من الزخم الذي يعطيه الاتحاد الأفريقي لقضية الصحراء من خلال دعواته لتوسيع مهام بعثة الامم المتحدة في الصحراء " مينورسو" أو دعمه لمقترح تقرير المصير للشعب الصحراوي".

من جهته، اعتبر المحلل السياسي والخبير في نزاع الصحراء، أحمد نور الدين، أن انضمام المغرب بشكل رسمي إلى الاتحاد الأفريقي يشكل "تحولاً واضحاً في ميزان القوى على الصعيد الأفريقي"، مسجلاً أن "المحاولات والمناورات التي قادتها كلّ من الجزائر وجنوب أفريقيا لتعطيل هذا الانضمام أو على الأقل تأخيره، لم تفلح في إيقاف 39 من أصل 54 دولة ايدت &عودة المغرب".

وأضاف نور الدين، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، طلب المغرب تعرض لخروقات قانونية ومسطرية وعرقلة واضحة من طرف المُفوّضية الافريقية التي تَرْأسها الجنوب أفريقية، دلاميني زوما".&

وأكد المحلل المغربي أن الترويج لمقولة انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي "اعتراف ضمني بالجمهورية العربية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد سنة 1974"، تقف وراءها "الدبلوماسية الجزائرية"، إذ اعتبر الأمر محاولة للتغطية على "هزيمتها".

أحمد نور الدين محلل سياسي وخبير في ملف الصحراء

وزاد نور الدين موضحًا، أن من يعتبر انضمام المغرب اعترافًا بـ"البوليساريو" أمر مردود عليه من جهتين، مبرزًا أن الدول العربية "تجلس في الأمم المتحدة إلى جانب "الكيان الإسرائيلي" من دون أن يشكل ذلك اعترافاً به. ثانيًا لو كان الأمر كذلك فلماذا كلّ تلك الحملات الهستيرية التي قادتها الجزائر للحيلولة دون عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي".&

واشار نور الدين الى انه "أمر محزن أن نرى هذه الشراسة في العدوانية من بلد جار وشقيق ضدّ المغرب ووحدته الوطنية والترابية، إلى درجة أصبح فيها البلدان الشقيقان محط سخرية في أروقة المنظمة الافريقية".

ولفت نور الدين إلى أن انضمام المغرب للاتحاد الافريقي "سيبقى خطوة أولى، والأهمّ هو الوصول إلى طرد أو على الأقل تجميد الكيان المزعوم في الصحراء، والذي يوجد فوق منطقة تندوف الخاضعة للإدارة الجزائرية"، مشددًا على أن ما يسمى "الجمهورية الصحراوية" تفتقد لأبسط مقومات "سيادة الدول مثل وثائق الهوية والجوازات، حيث يتحرك زعماؤه بجوازات سفر جزائرية".