إيلاف من لندن: فجّر مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، الذي استخدمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فضلاً عن مطالبتها لأنقرة باحترام الحريات، توتراً ملحوظاً مع مضيفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك يوم الخميس.&

وقالت المستشارة الألمانية إنه "يجب مكافحة سبل مكافحة الإرهاب الإسلامي الذي تأثرنا به جميعاً، لاسيما تركيا التي تعرضت لهجوم في ليلة رأس السنة في إسطنبول"، وذلك في إشارة منها إلى الجماعات المتشددة، الأمر الذي أثار اعتراض أردوغان على الفور.

ورد الرئيس التركي على ميركل: "انظروا، إن مصطلح الإرهاب الإسلامي يزعجنا نحن المسلمين، إن عبارة كهذه لا يمكن استخدامها، لا يمكن الربط بين الاسلام والارهاب أرجو عدم استخدام هذا المصطلح، لأنه ما دام الامر على هذا النحو سنكون مختلفين بالضرورة".

لا أقبل

وأضاف أردوغان، وهو متجهم الوجه، أنه إذا التزمنا الصمت حيال عبارة الإرهاب الإسلامي، فهذا يعني إننا نقبل بالأمر، "لكنني كمسلم وكرئيس مسلم لا استطيع القبول به".

وتطرقت ميركل إلى ما أسمته إرهاب حزب العمال الكردستاني أيضاً وسبل التصدي له.&

وفي المؤتمر الصحفي، شددت المستشارة الألمانية على ضرورة أن تضمن التعديلات الدستورية التي اقترحها الحزب الحاكم في تركيا حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام. إلا أن اردوغان قال إن تلك الحريات ليست عرضة للخطر.

وتعد هذه هي زيارة ميركل الأولى إلى تركيا منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها في يوليو الماضي. وانتقد البعض في ألمانيا زيارة ميركل لتركيا معربين عن قلقهم من أن تعمل على تقنين ما يصفونه بتنامي النزعة الاستبدادية للحكومة التركية.

منظمات إرهابية

إلى ذلك، قالت وكالة أنباء (الأناضول) إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب عن قلق بلاده حيال وجود أنشطة لمنظمات إرهابية في ألمانيا، وذلك خلال استقباله المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الخميس، في العاصمة أنقرة.

وأفادت مصادر في الرئاسة التركية، أن أردوغان تطرق إلى أنشطة منظمات "بي كا كا" و"فتح الله غولن"، و "ده ك ب –ج" في ألمانيا، خلال لقائه ميركل في المجمع الرئاسي، وأكد لها أن التغاضي عن أنشطة تلك المنظمات لا يتماشى مع علاقة التحالف بين البلدين.

كما تناول اللقاء الخطوات التي ستتخذ لاستمرار تعزيز العلاقات الاقتصادية التي اكتسبت زخمًا منذ منتصف العام الماضي، حسب المصادر ذاتها.

تصويت

وفي سياق آخر، نقل الرئيس التركي للمستشارة الألمانية طلب بلاده الخاص بتقديم التسهيلات اللازمة للأتراك المقيمين لديها، من أجل الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المزمع على التعديلات الدستورية للانتقال إلى النظام الرئاسي.

في موضوع آخر، ثمن أردوغان إسهامات ميركل في وضع حد لغرق اللاجئين في بحر إيجة، نتيجة الاتفاقية المبرمة في مارس الماضي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، المتعلقة بإعادة قبول المهاجرين المنطلقين من الأراضي التركية.

ملف الهجرة

وشدد الرئيس التركي على عدم إيفاء الاتحاد الأوروبي لمسؤولياته في هذا الملف. ويشار إلى انه في 18 مارس 2016، توصلت أنقرة والاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر؛ حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 أبريل 2016، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من الأراضي التركية.

ووفق الاتفاق ذاته، تتُخذ الإجراءات اللازمة لإعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما يجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لدى تركيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها.

وخلال مباحثاته من ميركل أيضاً، أكد أردوغان أن التصريحات الصادرة عن السلطات الألمانية بين الفينة والأخرى، حول حرية الصحافة في تركيا، إنما هي خاطئة ومنقوصة، وتستند إلى معطيات منحازة.
&