نصر المجالي: في أولى خطوات ردع خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات جديدة ضد إيران بسبب نشاطاتها الصاروخية الباليستية والإرهابية.&

&وتشمل العقوبات الأميركية 25 كيانا إيرانيا ضمن قائمتين منفصلتين هما: 8 كيانات بسبب "أنشطة تتعلق بالإرهاب"، و17 كيانا بسبب أنشطة متعلقة بالصواريخ الباليستية.

وتأتي العقوبات الجديدة، غداة تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت مبكر يوم الجمعة قال فيها إن "إيران تلعب بالنار" و"إنهم لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيبا معهم. لست هكذا!".

وكان ترامب قال يوم الخميس إن كل الخيارات "مطروحة على الطاولة" في ما يخص التعامل مع إيران في أعقاب إجرائها تجربة لإطلاق صاروخ باليستي وقال جمهوريون في الكونغرس إنهم سيدعمونه إذا قرر فرض عقوبات جديدة عليها.

رد أميركي&

وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق من الخميس أن الإدارة الأميركية سترد على تجربة الصاروخ الباليستي، التي أجرتها إيران، وعلى غيرها من "الأعمال العدائية"، وذلك بعد يوم من إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين أنه حذر طهران، دون أن يقدم تفاصيل.

وكانت إيران أكدت أنها أجرت الأحد الماضي تجربة ناجحة لصاروخ باليستي، فيما ذكرت مصادر غربية أن هذا الصاروخ يمكن تزويده برأس نووي. وشددت يوم الخميس على أنها لن تخضع لتهديدات أميركية "جوفاء من شخص عديم الخبرة" بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.

معركة تغريدات

&ودخل وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف معركة التغريدات على تويتر، ورد على الرئيس الأميركي في تغريدة على تويتر يوم الجمعة إن إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية لها بعد تجربتها الصاروخية مؤكدا أن طهران لن تبادر بإشعال حرب.

وقال ظريف في التغريدة "إيران لا تعبأ بالتهديدات لأننا نستمد الأمن من شعبنا. لن نبادر بالحرب لكن يمكننا دوما الاعتماد على وسائلنا في الدفاع."، وأضاف ظريف أن طهران لن تستخدم أبدا قوتها العسكرية ضد أي دولة إلا في حالة الدفاع عن نفسها.

وقال "لن نستخدم أسلحتنا ضد أي أحد أبدا عدا الدفاع عن النفس. دعونا نرَ ما إذا كان أي طرف ممن يشتكون يمكنهم التصريح بالمثل."

شريط مصور

ونشر ظريف في التغريدة نفسها شريطا مصورا يتحدث فيه عن ذكرياته حول الحرب العراقية الإيرانية، ويؤكد حق إيران في تطوير برنامجها الصاروخي.

وفي هذا الشريط الذي لم يذكر الوزير متى وأين التقط، يتذكر ظريف كيف كانت طهران "تتوسل" إلى دولة بعد أخرى، لكي تحصل ولو على صاروخ واحد لتحمي نفسها من "وابل الصواريخ" العراقية المزودة بالرؤوس الكيميائية.

وتوجه ظريف إلى الدول الكبرى، قائلا: "هل تريدون منا أن نتخلى عن الدفاع عن شعبنا مقابل بضعة دولارات؟".

مبلغ صغير

وقال ظريف إن طهران تتطلع حقا إلى اليوم الذي ستتوقف الدول عن إنفاق أموالها على الأسلحة، مشددا على أن ما تنفقه طهران يعد مبلغا صغيرا بالمقارنة مع ما تنفقه دول أخرى.&

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن لبلاده الحق في الدفاع الأساسي، لكي "تمنع صداما آخر يقف قاب قوسين أو أدنى، من مهاجمتنا بأسلحة كيميائية".

واعتبر أن المجتمع الدولي فشل تماما في توفير الحماية للإيرانيين، معيدا إلى الأذهان أن صدام تحول إلى أكبر عدو للبشرية ليس بعد الحرب العراقية الإيرانية، بل بعد توغله في الكويت فقط، وبقي 8 سنوت قبل حرب الكويت "حبيب القلب" بالنسبة للمجتمع الدولي، حسب تعبير ظريف.