مانيلا: قرر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي مساء السبت انهاء محادثات السلام مع المتمردين الماويين، بعدما اعلن كلا الطرفين انتهاء وقف اطلاق النار، الذي التزما به بشكل احادي الجانب، في محاولة منهما لحل نزاع مستمر منذ نصف قرن.

دوتيرتي الذي يعتبر نفسه اشتراكيا، والذي سبق وان اطلق سراح مسؤولين كبارا في حركة التمرد الماوية في مبادرة لدفع مفاوضات السلام قدما، ندد بشدة باعلان المتمردين استئناف القتال، مؤكدا استعداده للحرب، ولو استمرت نصف قرن آخر.

وقال الرئيس الشعبوي "لقد طلبت من الجنود ان يستعدوا لحرب طويلة. لقد قلت ان (السلام) لن يحل خلال جيلنا". وكانت الحكومة الفيليبينية وحركة التمرد الماوية "جيش الشعب الجديد" اعلنتا، كل على حدة، في اغسطس وقفا لاطلاق النار أحادي الجانب، في هدنة غير رسمية صمدت خمسة اشهر، بينما كانت المفاوضات بينهما تتواصل في روما.

لكن دوتيرتي اعلن مساء السبت انه امر مفاوضي الحكومة الموجودين في العاصمة الايطالية "بأن يحزموا حقائبهم وان يعودوا الى الوطن" من المفاوضات التي يجرونها في الخارج مع قادة المتمردين. واضاف "لست مهتمًا بالتفاوض معهم (قادة التمرد). سارفض الحديث في هذا الامر مجددا".

وخاطب دوتيرتي المتمردين متوعدا اياهم بالقول "نحن نقاتل منذ 50 عاما، واذا اردتم ان تمددوها لخمسين عاما اخرى فليكن، سيسرنا ان نلبي طلبكم".

اتى قرار الرئيس الفلبيني بعدما اعلن المتمردون في الاسبوع الماضي انتهاء هدنة احادية الجانب صمدت لخمسة اشهر، متهمين الحكومة بالغدر وانتهاك حقوق الانسان. وردت الحكومة بالمثل، مؤكدة انتهاء وقف اطلاق النار الذي اعلنته من جانبها مع المتمردين.

وندد دوتيرتي في تصريحه مساء السبت ايضا باقدام "جيش الشعب الجديد" الذي يبلغ عدد مقاتليه حوالى اربعة الاف متمرد على قتل اربعة جنود في هجمات شنها في الاسبوع الماضي، مؤكدا ان المتمردين امطروا احد الجنود بـ76 رصاصة.

وبدأت حركة التمرد الشيوعية في هذه الدولة الفقيرة في 1968 وقد حصد هذا التمرد المسلح الذي يعتبر احد اطول النزاعات في العالم، حوالى 30 الف قتيل، بحسب الجيش.