قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية يسعى مرشح اليمين فرنسوا فيون الثلاثاء إلى إعادة إطلاق حملته بعد اتهامه بتأمين وظائف وهمية لأفراد عائلته، لكنه يواجه معلومات جديدة تم كشفها.

إيلاف - متابعة: اسبوعية "لو كانار انشينيه" الساخرة التي كانت اثارت القضية قبل اسبوعين، ستنشر معلومات جديدة في عددها الاربعاء مفادها ان بينيلوب فيون زوجة رئيس الوزراء السابق تقاضت 16 الف يورو في 2002 هي بمثابة تعويضات صرف من الخدمة فضلا عن 29 الف يورو من المكافات سددتها الجمعية الوطنية في 2013.

أخطاء وأكاذيب؟
واوردت الاسبوعية "يومها، لم تكن القوانين تنص على تعويضات صرف مماثلة لمساعدة برلمانية". ونفى فيون في بيان "اكاذيب لو كانار اشينيه"، مؤكدا ان "العناصر (الجديدة) المنشورة لا تشكل في اي حال من الاحوال معلومة جديدة، وتنطوي على اخطاء واضحة".

واوضح في هذا السياق ان "الارقام التي نشرتها الاثنين تشمل بالتاكيد كل المبالغ التي تقاضتها زوجتي بما فيها مختلف تعويضات نهاية العقد"، رافضا خصوصا مبلغ الـ29 الف يورو العائد الى نوفمبر 2013 ومؤكدا ان زوجته تلقت يومها 7754 يورو "تشمل الاجازات المدفوعة".

واوضح ان الصحيفة "تخلط بالتاكيد مع مبلغ قدره 29 الفا و565,43 يورو هي كامل كشف الراتب العائد الى اغسطس 2007 في ختام خمسة اعوام من التعاون مع مارك جولو" الذي حل محل فيون في الجمعية الوطنية.

لا خطة بديلة
وفي وقت سابق، عقد فيون اجتماعا مع نواب يمينيين قبل ان يتوجه الى شمال شرق فرنسا. وقال امام هؤلاء "ليست هناك خطة بديلة، بل فقط خطة اصيلة تقضي بالهجوم". وسيواصل فيون حملته مع نشر "رسالة الى الفرنسيين" الاربعاء في الصحافة الاقليمية.

وكان دافع الاثنين عن "قانونية" وظائف زوجته بينيلوب واثنين من ابنائهما في مؤتمر صحافي طويل تابعه مباشرة اكثر من مليوني مشاهد.

لكنه اقر بان هذه الممارسات تصدم الراي العام اليوم، وقدم للمرة الاولى "اعتذاراته" الى الفرنسيين لكونه وظف افرادا في عائلته كمساعدين برلمانيين.

الثالث في الاستطلاعات
بدا القضاء الفرنسي تحقيقا اوليا لتحديد حقيقة عمل هؤلاء. واوردت لو كانار انشينيه ان المحققين لم يعثروا حتى الان على دليل يثبت وظيفة بينيلوب فيون. وفي حين بدأ القلق يتسرب الى انصاره من امكان خروجه من الدورة الاولى، حرص اقرب المقربين منه على تبديد هذه الاجواء.

وقال كريستيان جاكوب رئيس كتلة نواب حزب "الجمهوريين" "لقد عاودنا اطلاق الحملة" فيما صرح برونو روتايو منسق حملة فيون ان الاخير "اثبت فعلا موقعه القيادي" وان "لا خطة بديلة". وتعلو اصوات منذ ايام مطالبة بمرشح بديل على غرار رئيس الوزراء السابق الان جوبيه، لكن الاخير كرر رفضه لذلك.

واظهر استطلاع للراي نشر الثلاثاء ان 65 في المئة من الفرنسيين غير مقتنعين بالحجج التي عرضها فيون لتبرير الوظائف التي تولاها افراد من اسرته، في حين اعتبر 35 في المئة ان عليه ان يواصل معركته كمرشح.

من جهتها، قالت النائبة ناتالي كوشويكو-موريزيه التي هزمت في الانتخابات التمهيدية لليمين في نوفمبر "كل شيء سيحسم في 23 ابريل. ليس المهم معرفة مدى اقتناع السياسيين، بل الشعب الفرنسي".

وبعدما كانت استطلاعات الراي ترجح فوزه بالرئاسة، تدهورت نوايا التصويت لصالح فيون بشكل كبير اثر كشف فضيحة "الوظائف الوهمية". &وفي استطلاع لـ"اوبينيون واي" نشر الثلاثاء حل فيون في المركز الثالث مع عشرين في المئة خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (25 في المئة) والوسطي ايمانويل ماكرون (23 في المئة)، ما يعني انه لن يصل الى الدورة الثانية.

أكاذيب لا توضيحات
والثلاثاء اعتبرت لوبن رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" ان توضيحات فيون "اكذوبة". وقالت "اكد لنا انه لا يريد الخضوع لمحكمة الاعلام فعقد مؤتمرا صحافيا كبيرا لطلب الصفح بشأن امر اكد انه قانوني تماما ولا مشكلة فيه على الاطلاق".

وراى امين السر الاول في الحزب الاشتراكي جان كريستوف كمباديليس ان فيون "جعل معسكر مؤيديه رهينة له". وكرس الاشتراكيون بونوا آمون مرشحا لهم اثر انتخابات تمهيدية.

لكن ما زالت هناك نقاط ملتبسة. فالمرشح اليميني لم يتطرق اثناء مؤتمره الصحافي الى عمل زوجته لحساب مجلة ادبية علما بان القضية تهم ايضا القضاء الفرنسي الذي فتح تحقيقا في اختلاس اموال عامة وغش وتدليس.