إيلاف - متابعة: ايّد خمسون عضوا في مجلس الشيوخ تعيين ديفوس، في حين عارضه خمسون آخرون. ولم تتمكن من حيازة الغالبية الا بفضل صوت نائب الرئيس مايك بنس. وهي المرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يصوّت فيها نائب الرئيس لتأكيد تعيين وزير علما بان الدستور يجيز له ذلك في حال تعادل الاصوات.

اثار تعيين ترامب لديفوس (59 عاما) في نوفمبر الفائت غضب نقابات المعلمين والديموقراطيين الذين اجمعوا على رفض تعيينها الثلاثاء.

وانضم عضوان جمهوريان هما سوزان كولينز (ماين) وليزا موركوفسكي (الاسكا) الى المعارضة انطلاقا من خشيتهما من ان تضعف ديفوس المدارس العامة، عبر تسهيل تمويل المدارس الخاصة. ولو صوت سناتور جمهوري اضافي واحد ضد تعيين ديفوس لما تمت الموافقة عليها، وهو امر لم يحصل منذ 1989.

وديفوس هي فقط الوزيرة الخامسة من اصل 15 عضوا في الفريق الحكومي يتم تاكيد تعيينها من جانب مجلس الشيوخ. اضافة الى مدير سي آي ايه والسفيرة لدى الامم المتحدة. والتعيين المقبل على جدول اعمال المجلس هو لوزير العدل جيف سيشونز السناتور عن الاباما والمقرب من ترامب.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عيّن على رأس وزارة التربية جمهورية ثرية، هي بيتسي ديفوس، قامت طوال العقد المنصرم بتمويل قضية هي تطوير المدارس الخاصة.

&واستدعى تاكيد تعيينها من جانب مجلس الشيوخ تدخلا شخصيا من نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الذي توجه الى مبنى الكابيتول للتصويت كما ينص الدستور في حال تعادلت الاصوات.

فقد وافق خمسون عضوا على تعيين ديفوس في حين اعترض عليه خمسون اخرون، علما بان عضوين جمهوريين من اصل 52 انضما الى الديموقراطيين في محاولة لتعطيل التعيين. والمرة الاخيرة التي رفض فيها مجلس الشيوخ تعيين مسؤول في الادارة تعود الى العام 1989.

تفتقد الكفاءة
وقال بنس ان "تصويت اليوم سيساعد كل طفل على الحصول على افضل تعليم ممكن". وكان زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر اعتبر في وقت سابق "إنها الأقل كفاءة في حكومة قليلة الكفاءة إلى حد تاريخي"، متحدثا خلال جلسة سعى فيها الديموقراطيون الى عرقلة تعيينها بالقاء خطابات متواصلة استمرت 24 ساعة.

أما أنصارها، فاكدوا أن وصول هذه الوزيرة الدخيلة على المسؤوليات الإدارية هو أفضل فرصة لإصلاح نظام تربوي يعاني من قصور ومتأخر على أصعدة عدة عن أنظمة دول متطورة أخرى. والوزيرة المعينة هي زوجة الملياردير ديك ديفوس الذي أسس والده عام 1959 شركة "أمواي" للبيع المباشر، والتي أصبحت لاحقا شركة متعددة الجنسيات.

وهي ابنة إدغار برينس، الذي أسس منظمة "فاميلي ريسيرتش كاونسيل" (مجلس الأبحاث العائلية) الدينية المحافظة عام 1983، وشقيقها إريك أنشأ شركة "بلاكووتر" الأمنية الخاصة التي استعان الجيش الأمريكي سابقا بخدماتها في العراق.

ممولان للجمهوري
بيتسي ديفوس وزوجها من البروتستانت الملتزمين، وهما يتمتعان بنفوذ سياسي كبير في ولايتهما ميشيغان. ترشح زوجها لمنصب حاكم الولاية عام 2006 من غير أن يحالفه الحظ. وأصبحا لاحقا من كبار مقدمي الأموال الى الحزب الجمهوري في ميشيغان، فمولا الكثير من المرشحين ودفعا في الوقت نفسه مشروعهما لإصلاح النظام المدرسي. وتولت بيتسي ديفوس رئاسة الفرع المحلي للحزب الجمهوري.

تشكل ولاية ميشيغان مختبرا لإنشاء المدارس المعروفة بـ"مدارس التشارتر"، وهي مدارس خاصة مدعومة جزئيا من الدولة، تقدم للتلاميذ بحسب مؤيديها "خيارا" بديلا من المدارس العامة التي يحاربها المحافظون بسبب نفوذ النقابات فيها وعدم إمكانية تسريح المعلمين الذين يعتبرون سيئين.

على المستوى الوطني، أسست بيتسي ديفوس عام 2010 "جمعية الطفل الأميركية" بهدف مواكبة هذه الحركة من أجل "مدارس التشارتر"، وهي تحظى بتأييد قسم من اليسار أيضا.

دعم التعليم المنزلي
اثناء استجوابها في مجلس الشيوخ، رفضت الوزيرة المعينة ردا على سؤال ديموقراطية عضو في مجلس الشيوخ أن تتعهد بشكل واضح بـ"عدم خصخصة المدارس العامة ولا اقتطاع فلس واحد من ميزانية التربية العامة".

وردت "ليست كل المدارس مفيدة للتلاميذ الذين يتم توجيههم إليها"، مشددة على عزمها إعطاء "خيار" للأهل، في تعبير يشير إلى المدارس الخاصة والدينية.

كما تدعم ديفوس الحركة المطالبة بالتعليم المنزلي، وهو خيار يفضله العديد من المحافظين المسيحيين على المدارس العلمانية. وقالت بهذا الصدد "إنني على قناعة راسخة بأنه يفترض أن يمتلك الاهل إمكانية اختيار افضل بيئة تربوية لأولادهم".

وركز منتقدوها أسئلتهم عليها بشكل يهدف إلى رصد أي قصور في مؤهلاتها، وهي لم تكلف من قبل أي وظيفة تربوية، وقد نجحوا في إحراجها.

مسدس حماية
ووزارة التربية الأميركية ليست بقوة ما هي عليه في الدول ذات المركزية الشديدة مثل فرنسا. ويبقى التعليم من صلاحيات الولايات والمدن، سواء بالنسبة للبرامج او لتوظيف المعلمين. غير أن وزير التربية يشرف على ميزانية سنوية قدرها 68 مليار دولار، وهو يسهر على تطبيق القوانين الفدرالية.

تلعثمت ديفوس عند الرد على سؤال حول مجال تطبيق قانون صدر عام 1990 حول حقوق الأطفال المعوقين، فقالت إنها "لم تفهم" السؤال. وحين سئلت عن الأسلحة في المدارس، ذكرت مثل مدرسة ريفية قالت انها تحتفظ بمسدس "لحماية نفسها من أي دببة قد يدخلونها"، مثيرة بذلك حيرة الديموقراطيين. وهذه الهفوات جعلت ديفوس تخسر تاييد جمهوريتين اثنتين من اعضاء مجلس الشيوخ عن ولايتي ألاسكا وماين.

&

&