دبي: يُعدُّ البحث أمراً أساسياً عندما ينظر المستشار الفني في إمكانية اقتناء عمل فني، فالمستشارون يتحلّون بالمعرفة وبشبكة علاقات تتيح لهم اتخاذ قرارات مستنيرة. ويُعتبر هذا الأمر شائعاً عند البحث في اقتناء القطع الفنية بهدف زيادة رأس المال على المدى الطويل. وفي هذا الإطار، تقدم سلمى شاهيم بعض الأفكار والآراء حول سوق الفن في العام 2017. وتمثلت الفكرة الأولى في اعتماد الفن كوسيلة فعالة لتنويع محفظة الأعمال حيث تعد الفنون أصولا حقيقية، وتتسم بارتباطها العكسي مع الأصول التقليدية. وبما أن الفنون بمثابة مستودع للحفاظ على القيمة والثروات، يمكنها أن تعمل أيضاً كوسيلة للحد من عدم الاستقرار في المناخ الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط. وتقدم الفنون للمستثمرين في هذه المنطقة أيضاً نوعاً من الحماية ضد التضخم على المدى الطويل، وذلك لكونها أصولاً مادية يمكن نقلها جغرافياً وبيعها بأي عملة.

نمو سوق الفن

أما الفكرة الثانية بحسب شاهيم فهي تتمثل في النمو المستمر لسوق الفن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي شهد الكثير من الجذب على مدى السنوات الـ7 إلى 10 الماضية. ولقد أصبح مجالاً مثيراً للاهتمام، وبشكل خاص مع النمو الملحوظ لدولة الإمارات والاعتراف الدولي بالأعمال الفنية والفنانين في هذه المنطقة. من ناحية أخرى، تختبر كافة الأسواق الناشئة جهوداً ومشاق متزايدة، إلا أن بنيتها التحتية القوية واقتصادها السليم يساعدانها في الحفاظ على ثباتها. وكخبراء في هذا المجال، نحن نركز على المحافظة على النمو المتزايد والمطرد. وقدمت شاهيم مثالا على ذلك وهو ما شهدته الامارات العربية المتحدة في السنوات الاخيرة حيث أصبحت مركزاً تمثيلياً للفن في المنطقة، وتُعد المبادرات المتنوعة مثل بينالي الشارقة، وآرت دبي، ومشاريع المتاحف في أبوظبي دليلاً على ذلك.

الثقة بالسوق

وركزت شاهيم في الفكرة الثالثة على استعادة الثقة بالسوق بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر 2016، حيث أنه لم تقلل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية من الاستثمار في سوق الفن، وقد بدا ذلك واضحاً في النتائج القوية التي تحققت في المزاد العلني في نيويورك لبيع القطع الفنية الحديثة والانطباعية وفنون ما بعد الحرب والفن المعاصر، وسجل خمس فنانين في مزاد دار كريستيز العلني لفنون ما بعد الحرب والفن المعاصر أرقاماً قياسية، مع خمس قطع تجاوزت الـ10 مليون دولار، بما في ذلك الفنان وليم دو كونينغ الذي تمكن من تحقيق مبيعات بقيمة 66 مليون دولار. وعلى الرغم من أن مجمل المبيعات التي بلغت 276,972,500 دولار، تراجعت عن العام الماضي حيث سجّلت 333.11 مليون دولار، إلا أن النتائج تُعد مبهرة، بعد ذلك بيومين، خفّت حدة القلق بشأن ضعف السوق، عندما حققت دار سوثبي للمزادات مبيعات بقيمة 276,560,750 دولار، و في الأسبوع التالي للانتخابات الرئاسية، حققت دار كريستيز ودار سوثبي للمزادات وفيليبس مجتمعة مبيعات بقيمة 664,772,750 دولار خلال أمسية مبيعات الفن المعاصر، في حين بلغت مبيعات أمسيتي الفن الانطباعي والحديث في دار كريستيز وسوثبي 404,059,250 دولار، مع الإشاره الى أن الأسعار تشمل سعر المزاد وعلاوة الشاري