خاص بـ «إيلاف» من باريس: أكدت مصادر في حزب الجبهة الوطنية لـ "إيلاف" أن زعيمة الجبهة الوطنية، اليمين المتطرف، مارين لوبين ستتوجه إلى لبنان الأسبوع القادم في زيارة تسعى من خلالها إلى إجراء لقاءات مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وممثلي الطوائف اللبنانية.

تسعى مارين لوبين في زيارتها بيروت إلى إعطاء زخم خارجي لحملتها الانتخابية حيث تؤكد جميع استطلاعات الرأي على تأهل مارين لوبين الحتمي إلى الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية.

مدافعة عن مسيحيي الشرق

وتزور مارين لوبين لبنان في رسالة تأكيد على استقلالية وسيادة الدولة اللبنانية وحماية مسيحيي الشرق من خطر التطرف الإسلامي والتأكيد على موقفها من النزاع في سوريا، ألا وهو ضرورة التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للقضاء على تنظيم داعش كتجسيد لسياسة واقعية. وتعتبر زعيمة الجبهة الوطنية أن حماية مسيحيي الشرق باتت ضرورة ملحة في خضم حالة من اللااستقرار التي تعيشها المنطقة العربية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، حيث لم يؤد دعم الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي للفصائل المتشددة في سوريا سوى إلى تعميق واطفاء الشرعية على بربرية تتجذر في كل انحاء العالم.

ويعتبر لبنان البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي ترأسه شخصية مسيحية، وفيه العدد الأكبر من مسيحيي الشرق إلى جانب سوريا وتسعى مارين لوبين في زيارتها إلى بيروت لتسويق نفسها فرنسيًا على انها المدافعة عن مسيحيي الشرق، وتدخل مسألة الدفاع عن مسيحيي الشرق دائما في اعتبارات السياسيين الفرنسيين، وهنا تتلاقى مع مرشح اليمين فرانسوا فيون في المدافعة عن مسيحيي الشرق والتقارب مع روسيا وهي لا تريد أن تترك لمرشح اليمين إمكانية الإستفادة من هذه الورقة الفرنسية الداخلية.

يجسد الوحدة والسلم الأهلي

تلتقي مارين لوبين بالعديد من مسؤولي الدولة اللبنانية، منهم الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي تربطه علاقات صداقة مع العديد من قياديي الجبهة الوطنية منهم مؤسس الحزب جان ماري لوبين الذي دأب على زيارته في منفاه الباريسي.

وكانت مارين لوبين من أوائل السياسيين في فرنسا الذين هنأوا العماد ميشال عون بانتخابه رئيسًا في 31 من أكتوبر 2016 ودعت إلى أن يساهم انتخابه في إرساء استقرار ضروري في مناخ مضطرب على وقع الأزمة في سوريا.

وأثنت على شخصية الرئيس اللبناني ميشال عون واعتبرت أنه يجسد الوحدة والسلم الأهلي رغم الانشقاقات الداخلية التي تعاني منها البلاد.

مع الإشارة الى أنه يقيم في لبنان 23 الف فرنسي منهم من أصول لبنانية، بينهم 17 ألفًا ترد أسماءهم على اللوائح الانتخابية وفقا للإحصاءات الرسمية، فيما تفيد الإحصاءات بان 68.3 بالمئة من الناخبين الفرنسيين من أصول لبنانية صوتوا عام 2012 لمرشح اليمين، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مقابل 31 بالمئة لمرشح اليسار، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. يتراوح عدد الفرنسيين من اصول لبنانية المقيمن في فرنسا بين 300 و400 الفًا.