أكد محللون أن تتويج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بميدالية "جورج تينيت"، التي تقدمها الاستخبارات الأميركية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، هو بمثابة بادرة أميركية لاستعادة زخم علاقاتها مع السعودية مرة أخرى في عهد دونالد ترامب.

إيلاف من الرياض: أكد المحللون أن الميدالية رد بليغ وقاطع لمن يتهم السعودية بأنها تدعم الإرهاب، فالرسالة واضحة، حيث إن السعودية هي من تحارب الإرهاب، في حين أن هناك دولاً أخرى تدعمه.

وكان الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي، قد تسلّم &ميدالية "جورج تينيت" من مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، مايكل بومبيو، أثناء لقائهما في العاصمة السعودية الرياض.&

وأعرب الأمير محمد بن نايف عقب استلامه الميدالية عن تقديره تكريمه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مؤكدًا أن هذه الميدالية ثمرة لجهود وتوجيهات قادة المملكة، وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان، وشجاعة رجال الأمن وتعاون المجتمع بأطيافه كافة.

رؤية جديدة
الدكتور سلطان المهدي، المحلل السياسي، أوضح أن ميدالية "جورج تينيت" إحدى أقوى الإشارات إلى رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في استعادة زخم علاقتها من جديد مع السعودية.&

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الاتصال الهاتفي بين الملك سلمان والرئيس ترامب، ودفاع وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي عن السعودية لعدم إدراجها ضمن الدول المحظورة، واختيار مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، مايكل بومبيو، السعودية لتكون المحطة الثانية لزياراته الخارجية... كل هذه مؤشرات تدل على أن هناك ثمة توجهات جديدة للسياسة الأميركية في المنطقة، وأن هناك قراءة أميركية مختلفة عمّا كانت عليها إبان عهد أوباما.
&
وأوضح المهدي، أن السعودية تشارك الولايات المتحدة هذه المؤشرات، فتصريحات الأمير محمد بن نايف، عقب استلامه ميدالية "جورج تينيت" تصبّ في هذا الأمر، حيث أكد أن العلاقة مع أميركا علاقة تاريخية إستراتيجية، و"لن ينجح من يحاول أن يزرع إسفينًا بين السعودية وأميركا"، وهذه رسالة تؤكد حرص الرياض على تثبيت علاقتها مع واشنطن، وأنه من غير المنطقي أن يفرّط الجانب السعودي في علاقة استمرت أكثر من 7 عقود، وبالتالي أراد الأمير محمد بن نايف أن يقطع الطريق على من يحاول أن يصطاد في الماء العكر.
&
وحول تاريخ ترامب وتصريحاته العدائية للإسلام، وتأثير ذلك على العلاقات السعودية الأميركية، قال المهدي إن تصريحات الحملات الانتخابية لا يعوّل عليها كثيرًا، فكل مرشح عندما يدخل إلى البيت البيض، تتغير بوصلته، ويبحث عن مصلحة دولته، والتي سيجدها قطعًا وبحكم المعطيات على الأرض، مع دول معينة من ضمنها السعودية.&

وأكد أن تتويج السعودية في شخص الأمير محمد بن نايف، والمملكة تعتبر قائدة العالم الإسلامي، هي رسالة تفيد بأن الإدارة الأميركية لا تعادي الإسلام، وإنما تعادي الأفكار المتطرفة أيًا كان دينها، وهي توجهات تتطابق مع الرؤية السعودية.&

انطلاقة جديدة للعلاقات
من جهته، قال الباحث السياسي ياسر العامر، إن تتويج الأمير محمد بن نايف بميدالية تينيت، تكشف عن رغبة أميركية في إعطاء علاقتها مع السعودية انطلاقة جديدة، لاسيما في ما يتعلق بأمن المنطقة ومحاربة الإرهاب.&

أكد في حديثه لـ"إيلاف" أن هذه الخطوة وغيرها من الخطوات التي سبقتها، تشير إلى أن هناك ثمة مراجعة للأخطاء الأميركية في المنطقة، عكس ما فعله أوباما، المتهم بمغازلة طهران، والصمت على تدخلاتها، وهو ما عزز دورها الإقليمي على حساب السعودية ودول الخليج، رغم أن دول الخليج كانت عبر عقود من الزمن، الحليف الاستراتيجي، وبالتالي هناك عودة إلى الاهتمام بالمصالح المشتركة، وتجاوز كل الاعتبارات الضيقة، وإعطاء الأولية إليها كما يبدو.
&&
وقال العامر إن ميدالية تينيت رد بليغ وقاطع على من يتهم السعودية بأنها تدعم الإرهاب، حيث إنها توصل رسالة واضحة بأن السعودية هي من تحارب الإرهاب، في حين أن هناك دولاً أخرى تدعمه، والمقصود غالبًا إيران، وهذا يؤكد أن إدارة ترامب تنظر بجدية إلى التهديدات الإيرانية في المنطقة، وتسعى إلى التحرك في هذا الصدد، فتعيين ترامب لمجموعة من المسؤولين ممن لديهم تاريخ عدائي مع إيران ما هو إلا دليل على هذا التوجه، وأنه ليس مجرد أحاديث للاستهلاك الإعلامي، حيث من الواضح أن إدارة &ترامب سوف تتخذ إجراءات قوية وخطوات واضحة في هذا الصدد، وهو ما يتطابق مع الرؤية السعودية.
&
&
&