عبدالإله مجيد من لندن: كانت الفوضى هي المبدأ الناظم لرئاسة ترامب الوليدة. ويبين ما عُرف حتى الآن عما يجري داخل البيت الأبيض، أن هذه الفوضى تسري على الكادر بقدر ما تسري على صنع السياسة.

وفي حين ان رحيل مسؤولين وتعيين آخرين ليس بالأمر الغريب في أي ادارة جديدة فان استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين فريدة من نوعها إذا علمنا ان عمر ادارة ترامب أقل من شهر ناهيكم عن اسباب هذه الاستقالة. إذ اعترف فلين في استقالته بأنه قدم معلومات ناقصة عن اتصالاته الهاتفية مع السفير الروسي في واشنطن.

وعموما هناك على الأقل 50 طريقة في الولايات المتحدة للاستقالة أو الاقالة من الادارة.

واستقالة فلين واحدة منها. وإقالة القائمة بأعمال المدعي العام سالي ييتس طريقة اخرى بعد ان رفضت الدفاع عن قرار ترامب منع اللاجئين السوريين ومواطني سبعة بلدان مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون إن ييتس هي التي حذرت ترامب من ان فلين قدم الى الادارة معلومات مضللة عن اتصالاته بالروس وقالت انه معرض للابتزاز الروسي. ولكنها أُقيلت وبقي فلين الى ان أُجبر هو ايضاً على تقديم استقالته.

ادناه طرق أخرى بيد الرئيس الاميركي لاستبعاد من لا يريدهم معه في ضوء إقالات شهيرة كما استعرضتها شبكة "سي ان ان" التلفزيونية.

السخرية من نزيل البيت الأبيض ومعارضة استراتيجيته الحربية

أُقيل الجنرال ستانلي ماكريستال الذي كان قائد القوات الاميركية في افغانستان عام 2010 بعد ان سخر علناً من القادة المدنيين وسياسة الادارة تجاه طالبان في مقالة شهيرة نشرتها مجلة "رولنغ ستون".

وكما فعل الرئيس هاري ترومان مع الجنرال دوغلاس ماكارثر عام 1951 فان الرئيس باراك اوباما أقال الجنرال ماكريستال وعين بدلا منه الجنرال ديفيد بترايوس الذي كان وقتذاك قائد القوات الاميركية في المنطقة الوسطى. &

استغلال المنصب وإهمال الواجب

كانت دسيري روجرز صديقة عائلة اوباما وأسهمت في جمع التبرعات لتمويل حملته.

وحين انتقل الرئيس الجديد الى البيت الأبيض عام 2009 اصبحت روجرز سكرتيرة البيت الأبيض للشؤون الاجتماعية.

ولكنها تمادت في استغلال منصبها. وفي فترة الركود اثار ظهورها على أغلفة مجلات شهيرة استياء مسؤولين كبار في الادارة ناهيكم عن تذمر السيدة الأولى ميشيل اوباما وربما غيرتها.

وكانت القشة التي قصمت ظهر الجمل في 24 نوفمبر عندما حضر نجمان تلفزيونيان مأدبة عشاء دون ان يكونا على قائمة المدعوين. إذ تمكن الزوجان طارق وميشيل صلاحي من دخول البيت الأبيض بعد المرور عبر مستويات متعددة من الاجراءات الأمنية وصولا الى القاعة الزرقاء لمصافحة الرئيس.
بعد اشهر قليلة على تلك الواقعة أُقيلت روجرز. &

تولي وزارة الخزانة في زمن الركود الاقتصادي

طُلب من بول اونيل وزير الخزانة الأول في ادارة جورج بوش ان يقدم استقالته في اواخر 2002 حين كان الاقتصاد يمر بفترة من الركود، واصطدم اونيل مع البيت الأبيض حين اعرب عن قلقه من تزايد عجز الميزانية الفيدرالية.

ولكن الادارة لم تستجب ومضت قدماً بتخفيض الضرائب. &وأُقيل اونيل بعد فترة وجيزة على نشر تقرير اظهر ارتفاع معدلات البطالة الى أعلى مستوياتها منذ ثمانية اعوام.

التعرض لحملة&تشهير على موقع برايتبارت واستدراج الادارة الى تصديقها

كانت شيرلي شيروود مسؤولة في وزارة الزراعة حين اقالتها ادارة اوباما عام 2010.

وأُقيلت شيروود بعد نشر فيلم فيديو محرَّف بطريقة خادعة اوحت ان شيروود الاميركية السوداء امتنعت عن مساعدة مزارع ابيض على حل مصاعبه.

نُشر شريط الفيديو على موقع برايتبارت اليميني وتلقفته قناة فوكس نيوز اليمينية. وبعد ذلك صدر قرار اقالة شيروود.

المشكلة ان شريط الفيديو لم ينقل ما قالته شيروود كاملا وهو انها بعد شكوك ساورتها في البداية ساعدت المزارع الأبيض الذي انبرى بالفعل للدفاع عنها. &وبعد كشف الخديعة عرضت عليها وزارة الزراعة العودة الى وظيفتها لكنها رفضت واعتذرت قناة فوكس نيوز لأنها لم تنقل الحقيقة كاملة.

إطلاق تصريحات جنسية في منتصف التسعينات

قال ليون بانيتا رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد بيل كلنتون للصحافيين انه لو لم تستقل الدكتورة جوسلين ايلدرو من منصبها على رأس ادارة الصحة العامة "لجرت تصفيتها".

وكانت ايلدرو مسؤولة مثيرة للجدل اصلا حين دعت في مؤتمر حول مرض الايدز الى تعليم الشباب طرق الاستمناء في اطار الجهود الرامية الى مكافحة المرض.

وأوضحت ايلدرز لاحقاً ان ما كانت تعنيه هو تطوير التربية الجنسية في المدارس. ولكن ايضاحها جاء بعد فوات الأوان.&

الاصطدام مع الادارة ووزارة العدل

في 9 يوليو 1993 أصبح بيل كلنتون اول رئيس اميركي يقيل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وأُقيل مدير المكتب وقتذاك وليامز سيشينز "لأسباب متعددة"، كما قال كلينتون لأحد الصحافيين.

وكانت التفاصيل ضبابية بينها انتهاكات اخلاقية مفترضة اكتشفتها وزارة العدل. ولكن منتقدين لإقالة سيشينز الذي عُين في عهد رونالد ريغان قالوا ان الاقالة قرار سياسي اتخذه الرئيس.&

الترخيص ببيع السلاح الى إيران واستخدام العائد لتمويل متمردين

أُقيل الضابط في مجلس الأمن القومي اوليفر نورث عام 1986 ، في عهد الرئيس رونالد ريغان، بعد ان اتضح ان الولايات المتحدة كانت تبيع السلاح الى ايران وتستخدم الأرباح لمساعدة متمردين مدعومين من الادارة في نيكاراغوا انتهاكا للقانون.

وحوكم نورث بتهم جنائية ولكن ادانته فقدت مفعولها بعد استئنافات متعددة.

ونشر نورث في عام 1991 كتاباً عن فضيحة ايران ـ كونترا اكد فيه ان ريغان رغم نفيه المتكرر "كان يعرف كل شيء".

النجاح في التحقيق ضد رئيس خالف القانون

باشر ارتشيبولد كوكس عمله محققاً خاصاً في فضيحة ووترغيت في 18 مايو 1973.

وبعد أقل من خمسة أشهر أُقيل بقرار من الرئيس ريتشارد نيكسون.

سبب الاقالة ان كوكس قام بتوسيع التحقيق وطلب الاطلاع على تسجيلات نيكسون الخاصة.

وحين رفض الرئيس طلب كوكس مدعوماً بأوامر احد القضاة نشأت ازمة دستورية حاول نيكسون ان يحلها بإصدار أمر الى المدعي العام اليوت ريتشاردسون باقالته.

ولكن المدعي العام رفض. وفي النهاية أنهى نيكسون مهمة كوكس واغلق مكتبه قبل ان يستقيل هو نفسه في العام التالي.

المطالبة بقصف الصين وانتقاد الرئيس لأنه رفض المطلب

كان الجنرال دوغلاس ماكاثر من ابطال الحرب العالمية الثانية وخاض حملة عسكرية ناجحة في كوريا.

ولكن طموحاته الجامحة تسببت في سقوطه حين رفض الرئيس هاري ترومان طلبه قصف الصين لتمكين القوات الاميركية من التوغل في كوريا الشمالية.

وكان ترومان يصر على ابقاء كوريا "حرباً محدودة" وتمكن من ضمان بقائها محدودة بإقالة ماكارثر. &

معارضة دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية

كان وزير الحرب هاري وودرينغ انعزالياً رغم لقبه. &وفي عام 1936 تولى وودرينغ الذي قاتل في الحرب العالمية الأولى ما اصبحت الآن وزارة الدفاع.

وبحلول عام 1940، بعد صعود النازية في المانيا، عارض وودرينغ جهود الرئيس فرانكلين روزفلت لمد بريطانيا بالسلاح ومساعدات اخرى.

وطلب من الرئيس في رسالة ان يقدم وودرينغ استقالته من منصبه في 19 يونيو 1940. &

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "سي ان ان". الأصل منشور على الرابط التالي

http://edition.cnn.com/2017/02/13/politics/how-to-get-fired-by-president/index.html

.