«إيلاف» من واشنطن:&نشر الجنرال باري ماكافري مذكرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحثه فيها على الاصغاء. وماكافري أحد أكثر الجنرالات الاميركيين احترامًا، أمضى اكثر من 32 عامًا في الجيش وعمل مستشارًا لعدة رؤساء اميركيين. ونصيحته لترامب تستحق القراءة، إذ قال: "بموجب الدستور، رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة، وفي يده سلطة توجيهية على أجهزة إنفاذ القانون، وأجهزة جمع المعلومات الخارجية. ولسوء الحظ، رئيس جمهوريتنا يطلق التصريحات ويتخذ الاجراءات التي تُضعف أمن الولايات المتحدة. فالأمن القومي الاميركي وقوة اقتصادنا ليسا بتلك الصورة القاتمة التي رسمها في خطاب تنصيبه".&

أضاف: "يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع الدفاع عن اميركا من دون تعاون وثيق مع الاتحاد الاوروبي، ولا نستطيع أن ننتهك القيم الاميركية بالدعوة إلى تعذيب المعتقلين، ولا ازدراء 122 مليون مكسيكي يؤدون دورًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى اقتصادنا وثقافتنا. وعلينا تنفيذ استراتيجيتنا للأمن القومي تنفيذًا مدروسًا ومخططًا بمشاركة الأجهزة التنفيذية ذات العلاقة (كوزارات الدفاع والخارجية والخزانة والأمن الداخلي والطاقة والعدل ووكالة الاستخبارات المركزية)، ويجب احترام سلطة الكونغرس بموجب المادة الأولى في الدستور".&

وتابع ماكافري: "على الرغم مما قاله الرئيس دونالد ترامب، فإن الولايات المتحدة لم تكن آمنة في تاريخنا كما هي اليوم، من نواحٍ عديدة. فنحن لا نعيش على حافة معركة هرمغدون نووية مع الاتحاد السوفياتي السابق، ولا يواجه مليونا رجل وامرأة من قواتنا المسلحة الأميركية المنتشرة عالميًا والمتمرسة قتاليًا تهديدًا جديًا موجهًا إلى مصالح أمننا القومي. ووجودنا الوطني ليس مهددًا بصورة أساسية خلال العقد المقبل، بفضل القوة الساحقة لجيشنا... وهذا كله يعني أن على الرئيس أن يتأنى ويقوّم المخاطر قبل التحرك في شأن قضايا الأمن القومي. فنحن نحتاج إلى تقديره الحذر والحصيف".

أضاف: "أمننا مرتبط بوحدتنا كشعب أميركي، وبقوة حلف شمال الأطلسي وعلاقاتنا القوية باليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وقوتنا قائمة على مكانتنا الاقتصادية، وعلى ديمقراطيتنا الراسخة، وحكم القضاء، وعلى ثقافتنا التعددية وحرية التعبير المصونة عندنا".

ولفت إلى أن إيران نووية وكوريا شمالية مارقة هما الخطران الداهمان، "ولسوء الحظ، شهدنا عودة القوة الروسية في عهد فلاديمير بوتين، لتشكل تهديدًا لأوروبا، وعلينا أن نواجه الغطرسة البحرية والجوية الصينية، فهي تهديد لنا ولحلفائنا".