قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربي المكلف، وأمين عام حزب العدالة والتنمية، إن التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة إشكاله الأساسي هو "ما هي القيمة الحقيقية للصوت المغربي وما قيمة المواطن المغربي؟"، مجددًا تأكيده أنه "ليس ممكنًا، ولن نقبل بإهانة صوت المواطن المغربي". 

إيلاف من الرباط: أضاف ابن كيران، في كلمة ألقاها صباح اليوم في مدينة سلا المجاورة للرباط، في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لنقابة الاتحاد الوطني للشغل في المغرب، المقربة من الحزب: "في بعض الأحيان تكون الأمور واضحة، وفي أحيان أخرى تصبح الرؤية ضبابية"، مؤكدًا أن المطلوب هو "أن نحسن التصرف، لأن النتائج لا تكون فورية".

لا تفريط
وشدد رئيس الحكومة المكلف على القول إنه سيستمر في العمل وفق المنهج نفسه الذي اشتغل فيه في السنوات الخمس الماضية ، مسجلًا أنه لم يفرط في صلاحياته الدستورية كما يروّج البعض. وقال: "نحن لم نفرّط في شيء من صلاحياتنا الدستورية. كنا نمارس عملنا في إطار التعاون والتوافق مع جلالة الملك".

زاد ابن كيران موضحًا "أمضينا خمس سنوات من أفضل ما قضاها المغرب منذ الاستقلال، وسنستمر في الاشتغال بهذه الروح مع جلالة الملك".

وأفاد ابن كيران أن "حديثًا جرى بينه وبين رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، ومحند العنصر أمين عام حزب الحركة الشعبية حول تشكيل الحكومة"، مؤكدا أنه لا يزال ينتظر ردهما عليه، حيث جدد التعبير عن موقفه الرافض لمشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المزمع تشكيلها.

حكم الشعب
وأشار رئيس الحكومة المكلف إلى أن حزبه ليس في حاجة إلى تزكية أحد: "لسنا في حاجة إلى من يزكينا، لأن الشعب هو الحكم الذي صوّت لنا وأعطانا ثقته"، موضحًا أنه "لا يمكن أن يقوم ملكنا بتفريج كربات بعض الشعوب الأفريقية، ونحن نهين الشعب المغربي في اختياراته، هذا غير مقبول".

واعتبر ابن كيران، في الكلمة نفسها، أن المسار الديمقراطي لا يزال طويلًا في المغرب، متوقعًا أن يكون الآتي أصعب. وقال "ربما القادم أصعب، وسنظل نسير على نهجنا الذي اخترنا همنذ أربعين عامًا"، وذلك في تأكيد منه على أن المرحلة السياسية التي يمر منها حزب العدالة والتنمية دقيقة، لكنه جدد تأكيده على الاستمرار في مواجهة من "يريدون أن يلهفوا البلد". وقال "لا بد أن نستمر في مقاومتهم والصمود في وجههم"، ملوّحًا بأنه لا بد "أن نقول الحقيقة للشعب".

وزاد ابن كيران قائلًا: "يمكن أن ندفع الثمن غاليًا، والوطن الذي عشنا فيه عشرات السنين إذا اقتضى أن نؤدي الثمن من أجل أن يبقى رأسه عاليًا ليس عيبًا"، وأضاف موجّهًا كلامه إلى أعضاء النقابة الحليفة لحزبه: "المسار مازال طويلًا، والمهم أن تسير قافلة التقدم والاستقامة في الاتجاه الصحيح".