بروكسل: أكد نائب الرئيس الاميركي مايك بنس خلال زيارته الرسمية الاولى لبروكسل الاثنين، ان الولايات المتحدة مصممة على "متابعة التعاون والشراكة مع الاتحاد الاوروبي".

وقال بنس في مؤتمر صحافي مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "يشرفني اليوم ان اعبر باسم الرئيس ترامب عن الالتزام القوي للولايات المتحدة بمتابعة التعاون والشراكة مع الاتحاد الاوروبي".

وفي ختام محادثاتهما، تحدث توسك عن الانتقادات الاخيرة لدونالد ترامب حيال الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي الذي اعتبر الرئيس الاميركي ان "الزمن عفا عنه". وصرح رئيس الوزراء البولندي السابق "يتعين علينا كما اعتقد ان نتفاهم على امر: فكرة حلف اطلسي لم يعف عليها الزمن"، واصفا نفسه بأنه "موال للاميركيين".

وكشف توسك أن "امورا كثيرة حصلت الشهر الماضي... للايحاء ان كل شيء يجري كالمعتاد". واوضح انه ناقش ثلاثة "مواضيع اساسية" مع نائب الرئيس الاميركي: النظام الدولي والامن وموقف الادارة الاميركية الجديدة من الاتحاد الاروبي.

وبالنسبة الى كل من هذه المواضيع، تعهد بنس احترام الارادات الاوروبية، معبرا عن امله بان يعول الاتحاد الاوروبي على "دعم ثابت" من الولايات المتحدة.

وأعلن نائب الرئيس الاميركي أن ترامب يرغب بتحقيق "تقدم فعلي بحلول نهاية العام 2017" بشأن عدم تقيد عدد من دول الحلف الاطلسي بنسبة النفقات العسكرية البالغة 2% من اجمالي ناتجها الداخلي.

وكانت دول الحلف الاطلسي ال28 اتفقت على هذه النسبة عام 2014 على ان يتم التقيد بها من قبل الجميع بحلول العام 2024. الا ان خمس دول فقط حتى الان، وبينها الولايات المتحدة، توصلت الى هذه النسبة، الامر الذي انتقده ترامب مرارا خلال الاشهر القليلة الماضية. 

وتشكل بروكسل حيث استقبل بنس الى عشاء مساء الاحد مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، المحطة الاخيرة من جولته الرسمية الاولى في اوروبا بعد المانيا نهاية الاسبوع الفائت.

وتظاهر مناهضون لبنس منذ لقائه الاول صباح الاثنين في السفارة الاميركية في بروكسل مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني.

وعلى مقربة من المؤسسات الاوروبية حيث احتشد مئات الاشخاص في الصباح، استهدفت الشعارات السياسات التي تعتبر مقلقة حول الهجرة وحقوق النساء والصحة، كما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس.

وقالت ايرين دوناديو من الاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة لفرانس برس "نحتج على زيارة بنس لاننا ضد قرارات الادارة الاميركية التي تهاجم حقوق النساء في جميع انحاء العالم".

"ترويض" أوروبا

وكانت فيديريكا موغيريني التي تشدد على الاهمية التي توليها اوروبا لقضايا مثل مكافحة ارتفاع حرارة الارض وعمل الامم المتحدة بفاعلية في قضايا عدة بينها النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، خرجت مرات عدة عن تحفظها منذ تولي ترامب الرئاسة.

وحذرت موغيريني في مقابلة مع عدد من الصحف الاوروبية في 15 شباط/فبراير من ان العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يمكن ان تصبح "اقل تلقائية".

وقالت "ندخل مرحلة سيكون علينا فيها مراجعة كل ملف على حدة، بالاستناد الى قيمنا الخاصة ومصالحنا واولوياتنا".

وعلى الضفة الاوروبية من الاطلسي، يفكر الجميع بتصريحات ترامب حول الاتحاد الاوروبي بعدما اعتبر انه مرهون بالمصالح الالمانية وتوقع ان يزيد تفككه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

وشعر عدد كبير من الاوروبيين بالاستياء في شباط/فبراير من تصريحات تيد مالوش الذي قيل انه سيكون السفير المقبل للولايات المتحدة لدى الاتحاد الاوروبي. فقد اكد ضرورة "ترويض اوروبا" على غرار الاتحاد السوفياتي من قبل.

واكد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الذي استقبل بنس على العشاء مساء الاحد، للصحافيين ان "السماح بتفتت الاتحاد الاوروبي امر غير وارد". واضاف ان "هذه الرسالة وجهت واشعر بانه سمعها".

من جانبه، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر ان "الولايات المتحدة تحتاج الى اتحاد اوروبي قوي وموحد حول كل المواضيع"، مشيرا في المقام الاول الى الشأن الدفاعي.

وسيلتقي بنس بعد ظهر الاثنين الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ.