هيلة المشوح كاتبة ومغردة سعودية أثارت جدلاً كبيرًا، تعترف بأنها تستفز المتشددين كي تكشف زيفهم وكذبهم، ترى أن زوجها الراحل السفير محمد الرشيد أكبر مؤثر في حياتها، تقول: "شاركت في حملة إسقاط الولاية لقناعة وتركتها عند استخدامها للتأليب ضد الوطن"، ترى أن تضخيم بعض القضايا من قبل البعض وتصوير الحياة الغربية بأنها مفروشة بالورود ساهما بهروب العديد من الفتيات.&

تنادي بمحاربة الحزبية والتطرف وتدعو للمواطنة، وترى أن أفراد جماعة الإخوان في كل مكان هدفهم الجماعة فقط.
&
في ما يلي حوار "ايلاف" مع الكاتبة هيلة المشوح:
&
من هي هيلة المشوح؟
&
هيلة بنت عبدالله المشوح من قرية البرود في منطقة السر، وهو إقليم لا يبعد عن الوشم، أم لأربعة اولاد، وأرملة السفير الراحل "محمد بن أحمد الرشيد"

نبدأ من قضية إسقاط الولاية، وما صاحبها من جدل كبير، خصوصًا انك انضممتِ ومن ثم تركتِ الحملة، ما الأسباب؟
&
شاركت لقناعتي بأن الولاية قيد مجحف على المرأة الراشدة، وتركتها عندما استخدمت للتأليب ضد الوطن، عندها أصبحت لا تناسبني ولا تتفق مع قناعاتي.
&
لا فائدة&

تقولين شئنا أم أبينا التغيير قادم سواء من ناحية قيادة المرأة أو إسقاط الولاية... ما الفائدة من الحملات هذه إذن؟
&
لا فائدة منها إلا اعتقاداً ممن يديرها بأنها تحرك بعض القضايا الراكدة، ولكن الواقع أن للمرأة منبراً رسمياً ومقاعد فاعلة في مجلس الشورى، وهناك من يعملن بصمت في المجلس، وسوف ننال حقوقنا عن طريقهن فقط.
&
ذكرتِ أن "المحصلة النهائية لتوغل الصحوة في أدق تفاصيل حياتنا، هي ما نعاني منه حالياً من عزلة عن العالم وتقوقع حول الذات"... تحميل الصحوة كل مشاكل المجتمع السعودي، ألا ترين أن هناك مبالغة في ذلك، وإذا كان حديثك صحيحاً ما دور الحكومة في كل ذلك؟

لو تصورنا الحياة قبل الصحوة لعرفنا سبب عزلتنا، فحياتنا قبل الصحوة كان محورها&التسامح والتعايش والتآلف والاستعداد للتحضر وإرهاصات لمواكبة العالم، جاءت الصحوة فطمست كل ذلك لنبدأ الآن حياتنا الاجتماعية "من الصفر"..

والحكومة - أي حكومة- لا تستطيع فرض ثقافة ما على مجتمع مؤدلج يرفضها، والتقبل يأتي بالتدرج، الا ترى كيف تتدرج الحكومة في إعادة الحياة الطبيعية، كاستحداث هيئة الترفية رغم ما يقابلها من رفض لمناشطها؟

ألم ترَ كيف نظمت الحكومة "هيئة الأمر بالمعروف"؟ أليس عندما بدأ المجتمع برفض تجاوزاتها؟

قيادة المرأة السعودية

قيادة المرأة ملف تم الحديث عنه كثيرًا،&وأشبع نقاشًا&ما بين المجتمع غير جاهز.. ما بين الحكومة لم تسمع... برأيكِ، كيف يمكن حسم هذا الملف؟

من خلال الدولة فقط، فالقيادة قرار سيادي بحت والمجتمع جاهز منذ سنين، ومن لم يجهز بعد فلا يقود وأظن الأمر قاب قوسين، لأن المرحلة تتطلب ذلك اقتصادياً واجتماعياً ودينياً أيضاً لمن احتكم لعقله فالسائق رجل أجنبي وغير محرم.. أليس كذلك؟

إضافةً إلى أنني كإمرأة تعاني في تنقلاتها، كما تعاني من مشاكل السائقين وتجاوزاتهم، فما دخلني بمن لم يجهز بعد من ذكور المجتمع، أنا من يواجه المشكلة يومياً وليس هم.

ومن لا يتحمل منظر امرأة تقود سيارة فهو من يجب أن يجلس في بيته!
&
الحزبية والتطرف

في مقالك "جامعة ( نورة) بين سندان التشدد ومطرقة الحزبية" ذكرتِ أنه كيف لموظف في أي قطاع أن يقود حملات ضد مؤسسته التي يعمل بها"، ما الذي أوصلنا لهذه الحالة... أن يقف الشخص ضد مؤسسته مع ولائه لحزبه إلخ...&
&
الحزبية يا سيدي، فتنظيم الإخوان في أي قطر آخر يعمل لصالح حزبه، وليس لوطنه أو إنجاحاً لمؤسساته، وقد قالها رمزهم الذي يستقون أدبياتهم من كتبه ونهجه - وأقصد سيد قطب حين قال "ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن"، فمن ينتهج نهجه لا يعترف بوطن ولا ينتمي له.
&
تصفين تويتر بأنه برلمان المغردين، هل هو برلمان واقعي يعكس ما يحدث للمجتمع فعلاً ؟
&
نعم تويتر اثبت أنه برلمان حقيقي، فكل قضية تطرح فيه تجد - في الغالب- تفاعلاً من قِبل الدولة&
&
ذكرتِ "الفنون يا سادة رسالات سامية تجمع لا تفرق.".... كيف يمكن تعزيز مثل هذه المفاهيم لدى المواطن؟
&
كما تفعل الدولة حالياً تماماً، التمهيد والتدرج ببعض النشاطات الترفيهية والملتقيات الثقافية التي تقام على هامشها بعض الجلسات الغنائية والتمثيلية أو الحفلات المباشرة، كما حدث في ملعب الجوهرة في جدة وسيحدث قريباً في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض
&
من أثر على هيلة المشوح، من هو&صاحب الأثر الكبير على فكر هيلة المشوح؟

زوجي "السفير محمد الرشيد" يرحمه الله، كان له أكبر الأثر في صقل وتوجيه فكري، كذلك سنوات من عمري قضيتها خارج الوطن، حين كانت الصحوة في أوجها، فضلاً عن انني نشأت في بيئة طبيعية بلا تشدد أو تطرف، وأظن لشخصيتي الصلبة دور أيضًا حيث لا أستسلم لأي أفكار تخالف قناعاتي إطلاقاً ومهما كان الثمن.&
&
المستفزة !

البعض يراك ويصفك بالمستفزة، سواء بآرائك أو أطروحاتك؟

نعم، نعم أتعمد استفزازهم لكشف زيفهم ودجلهم وأتفرج على ردات فعلهم بمتعة، وكل شخص يحمل توجهاً مغايراً في مجتمع تلقن ثقافته من رجل دين هو حتماً إنسان محارب وصلب، وصلابتي استمدها من إيماني بقضيتي!