نيويورك: اتصل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تسلمه السلطة بالقطب الجمهوري المتمرس في السياسة الخارجية إليوت ابرامز، طالبًا مساعدته في بناء إدارة جديدة، فأرسل ابرامز قوائم بالمرشحين المحتملين لتولي المناصب في مجال الأمن القومي.&

لكن الردود جاءت من فريق ترامب برفضهم المرشح تلو الآخر. وكان السبب واحدًا: فهذا قال أشياء مهينة عن ترامب، وذاك وقع رسالة ضده. وفي النهاية، طلب البيت الأبيض من ابرامز نفسه أن يقابل الرئيس في شأن تعيينه نائبًا لوزير الخارجية، لكن الشيء نفسه حدث مع ابرامز الذي رُفض تعيينه بسبب انتقادات وجهها سابقًا إلى ترامب. &

صار ما حدث مع ابرامز أنموذجًا للتحديات التي يواجهها ترامب في ملء مناصب حساسة بعد شهر من رئاسته. فهو ما زال مهجوسًا بالحملة الانتخابية حين يُخضع بعض المرشحين لاختبار الولاء. وابدى كثير من الجمهوريين امتعاضهم من الرفض الذي لقيه ابرامز متوجسين من الانضمام إلى ادارة لا تستطيع أن تتجاوز الماضي.&

إدارة الشواغر

وعلى الرغم من تعيين الجنرال هربرت ماكماستر مستشارًا للأمن القومي، فإن ترامب يقود إدارة تعج بالشواغر على مستويات عليا. وما زال ستة وزراء من أصل 15 وزيرًا ينتظرون مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينهم بسبب معارضة الديمقراطيين لكل من يرشحهم ترامب تقريبًا. وحتى بعض الوزراء الذين تسلموا مهام عملهم، ربما يشعرون بأنهم وحيدون في وزاراتهم. &

وكما لاحظت نيويورك تايمز، فإن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ليس الوحيد الذي ليس لديه نائب حتى الآن، بل ينسحب ذلك على وزارة الخزانة أو التربية أو أي وزارة أخرى. ولم يُعين إلا 3 من أصل 15 مرشحًا لمنصب نائب وزير في وزارات الادارة الجديدة. وسبب وجود نائب لوزير الدفاع جيمس ماتيس هو احتفاظه بنائب الوزير الذي ورثه من إدارة باراك اوباما.&

ما هذا إلا عدد ضئيل مما يربو على 4000 مسؤول، يقرر الرئيس الجديد تعيينهم عادة في الولايات المتحدة، بل إن إدارة ترامب أخذت تعود القهقرى. فإن مسؤولًا رفيعًا باشر مهام عمله في وزارة الإسكان أُقيل أخيرًا حين اتضح انه اطلق في السابق تصريحات انتقد فيها ترامب.&

وعد تحطيم المؤسسة

على الغرار نفسه، أُقيل مسؤول قسم أميركا اللاتينية في مجلس الأمن القومي بعد أسابيع على تعيينه بسبب شكواه من تعثر العمل داخل المجلس من خلال ندوة داخلية ليست للنشر، نظمتها مؤسسة بحوث في واشنطن، كما أفاد مسؤولون مؤكدين ما نشرته مجلة بوليتيكو. وأقالت وزارة الخارجية ستة مسؤولين مهنيين خلال الايام الماضية بسبب شكوك في ولائهم لترامب.&

وقال ابرامز الذي عمل نائب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش لصحيفة نيويورك تايمز، إنه كان يأمل بأن يتوجه ترامب إلى تعيين الأعلى كفاءة لمساعدته في الحكم وليس العودة إلى ما قيل خلال الحملة الانتخابية.&

وتعكس الصعوبة التي يواجهها ترامب في تشكيل إدارته الخلاف الأعمق بينه وبين مؤسسة الحكم التقليدية في واشنطن، سواء أكانت بيد الجمهوريين أو الديمقراطيين. فترامب، وهو رجل أعمال كان يقدم برنامجًا في تلفزيون الواقع بلا خبرة في الادارة الحكومية، وصل إلى البيت الأبيض على أساس وعد بتحطيم هذه المؤسسة تحديدًا. وحتى بعد فوزه بترشيح الحزب الجمهوري لم يفعل شيئًا ليكسب من وقفوا ضده، فيما واصل منتقدوه داخل الحزب هجومهم على مؤهلاته وطباعه.&
&
بلا كادر

يواجه ترامب عقبات أخرى. فهو إذ يجد نفسه بلا كادر جاهز بدأ من الصفر. وكان فريقه بطيئًا في التدقيق في سيرة المرشحين للمناصب المختلفة وخياراته تصطدم أحيانًا بما لديهم من مصالح اقتصادية أو قضايا أخرى. وأقام الديمقراطيون جدارًا بوجه تعييناته متسببين بمزيد من التأخير في بناء ادارته.&

وتعمل الجفوة بين ترامب والعديد من القيادات التاريخية للحزب الجمهوري بالاتجاهين. ففي حين أن كثيرًا من الجمهوريين الذين ربما كانوا مستعدين للعمل في إدارته عزفوا عن ذلك بسبب سلوكه الذي يرونه غير متزن أحيانًا، وبسبب وجود مراكز قوى متصارعة في البيت الأبيض. &

وقال المسؤول الجمهوري السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية حاليًا ريتشارد هاس، إن ترامب استبعد الكثير من أفراد جيل كامل من الجمهوريين العاملين في مجال السياسة العامة، وأثار قلق آخرين بتعيينه ستيفن بانون كبير مخططيه الاستراتيجيين وتمكينه من تحديد سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة.&

ليس عميقًا

لاحظ ستيوارت هوليداي الذي عمل سفيرًا في إدارة بوش أن العديد من الجمهوريين يريدون العمل مع تيلرسون أو ماتيس، لكن الكادر الجمهوري لإدارة السياسة الخارجية ليس عميقًا على المستويات العليا، ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار المسؤولين الذين قرروا الانسحاب من العمل. &

ما يزيد استكمال بناء الادارة صعوبة يكمن في أن ترامب ومستشاريه يشعرون أنهم لا يستطيعون الثقة ببعض المهنيين المسلكيين الكبار الذين ما زالوا يعملون في البيت الأبيض أو الوزارات. واقتنع مسؤولو البيت الأبيض، بعد التسريبات عن محادثات مستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين وترامب مع قادة أجانب، بأنهم يواجهون معارضة من الداخل.&

حمَّل ترامب الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ مسؤولية تأخير تعييناته للمناصب المختلفة. وقال إن الديمقراطيين يجعلون الأمر غاية في الصعوبة، بسبب تكتيكاتهم التأخيرية.&

أعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط الآتي:

https://www.nytimes.com/2017/02/18/us/politics/trump-candidates-top-posts.html?smprod=nytcore-iphone&smid=nytcore-iphone-share&_r=0

&

&


&