لندن: ينصح خبراء مستخدمي الأجهزة الرياضية بالمشي 10 آلاف خطوة، لكن غياب الدراسات العلمية يعني أن مثل هذه التوصيات لا تقوم على أدلة حقيقية، وربما تكون ضارة، كما لفت البروفيسور غريغ هايجر، إستاذ علم الكومبيوتر في جامعة جونز هوبكنز، أمام مؤتمر الجمعية الاميركية لتقدم العلم.&

مثال الرجل الياباني

قال هايجر إن محاولة المشي 10 آلاف خطوة ربما تضر صحيًا بكبار السن، متسائلًا عن هذا الرقم تحديدًا ومبرراته. وأوضح أن الرقم ظهر في اليابان في عام 1960 على أساس أن الرجل الياباني الاعتيادي الذي يمشي 10 آلاف خطوة يحرق نحو 3000 سعرة حرارية، "لكن هل هذا هو الرقم المناسب لأي منكم في هذه القاعة؟ مَنْ يدري. فهو مجرد رقم أُدخل الآن في التطبيقات".

واشار هايجر إلى وجود عدد لا يُحصى من التطبيقات التي يقوم بتنزيلها أشخاص يفهمون أو لا يفهمون ما تقوله لهم، أو السياق الذي تعمل فيه.&

وشدد العالم الاميركي على أن الذين يحاولون المشي 10 آلاف خطوة من دون أن يكونوا قادرين جسديًا على ذلك يلحقون ضررًا بأنفسهم، داعيًا إلى عدم الأخذ بهذا الرقم "إلى أن تكون لدينا تطبيقات تقوم على أدلة ثابتة، وأنا واثق من أن هذه التطبيقات تسبب المشكلات".

وأوضح هايجر أن مثال الـ 10 آلاف خطوة يجسد المشكلة من نواحٍ عديدة. فالقاعدة المتبعة هي أنه كلما زادت التمارين كان ذلك أفضل، لكنها يمكن أن تضر بكبار السن أو بالضعفاء.&

10 آلاف خطوة

كان خبراء حذروا من أن إنجاز "10 آلاف خطوة" ربما يكون سهلًا على قصار القامة وصعبًا على ذوات السيقان الطويلة. كما يُعتقد أن الأطفال يجب أن يغطوا أكثر من 10 آلاف خطوة في اليوم.&

وبحسب الأرقام البريطانية، الشخص البالغ من العمر 45 سنة ووزنه 70 كلم يستطيع أن يحرق نحو 400 سعرة بالمشي السريع 10 آلاف خطوة.&

وأيّد الخبير البريطاني سايمون لي الذي له دراسات عدة عن أجهزة مراقبة اللياقة البدنية تحذير البروفيسور الاميركي. واستبعد أن يوصي طبيب عائلي أو اخصائي بأمراض الغدد الصماء والهرمونات أو مختص باللياقة بالمشي 10 آلاف خطوة لأغلبية الأشخاص.&

واشار لي إلى أن المصابين بمرض السكري من النوع الأول مثلًا إذا بذلوا هذا المجهود في التمرين يمكن أن يتسببوا في انخفاض مستوى السكر في الدم فترة طويلة بعد التمرين.&

شدد علماء آخرون على ضرورة أن تستند أجهزة مراقبة اللياقة إلى أدلة علمية في عملها. وقال ستيف فلات مدير وحدة العلاج النفسي في لندن إن عالم التطبيقات اليوم يمر بمرحلة تعادل مرحلة الغرب المتوحش في ستينيات القرن التاسع عشر في أميركا، حيث كان الجميع يتسابقون على ابتكارات من دون وجود أدلة تؤكد فائدتها، معتقدين بأنها فرصة لتحقيق ارباح كبيرة.&

أعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ميل اونلاين". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.dailymail.co.uk/health/article-4244044/Why-fitness-apps-doing-harm-good.html