«إيلاف» من لندن: دعا يمنيون في لندن حكومة بلادهم الى إعادة هيكلة رجال الشرعية وتطهيرها من الأيادي المشبوهة التي تساهم في تأخير الحسم، وتحاول إفشال عاصفة الحزم، وطالبوا بالتعامل بقوة وحزم مع جميع قيادات وأفراد الجيش اليمني، الذي أنشأه صالح على عقيدة فاسدة في الولاء والمحسوبية.

وقال رئيس حركة "معًا من أجل يمن أفضل" همدان الهمداني، في تصريح لـ «إيلاف»، حول مقتل اللواء احمد سيف اليافعي، نائب رئيس أركان الجيش اليمني، إن الأخبار الواردة من ساحات المعارك في اليمن تتوالى كل يوم بحوادث غير متوقعة ضد قيادات معينة أو كتائب محددة، خاصة أن هذه القيادات والكتائب هي دائماً من أكفأ وافضل القوات المشاركة في المعارك، وهذا يبعث على الشك والريبة بوجود أيادٍ خفية ذات مستوى عالٍ من المسؤولية،&لها اطلاع مباشر بسير العمليات ومواقع الأفراد والقوات، وتملك قوة إتصالات في تمرير المعلومات والإحداثيات للعدو بشكل سريع وبدقة عالية، وما حدث &من إصابة مباشرة للواء اليافعي يؤكد بما لا يجعل مجالاً للشك أن الحكومة الشرعية اليمنية تتعرض لضربات وطعنات من داخلها أقوى من ضربات وطعنات العدو الحوثي العفاشي.&

مطلوب تحقيق عسكري

واشار الى انه من المؤسف أن هذه الحوادث تمر مرور الكرام دون أن يتم تكوين لجنة تحقيق عسكرية لكشف ملابسات هذه الحوادث لوضع حد لها ولغياب الإستخبارات العسكرية، وهو أحد أسباب الخيانات التي تضرب الجيش الوطني في مقتل.&

وطالب الحكومة اليمنية بإعادة هيكلة رجال الشرعية وتطهيرها من الأيادي المشبوهة، التي تساهم في تأخير الحسم، بل المحاولة في إفشال عاصفة الحزم. وعبر عن الاسف لتواجد ولاءات حزبية و لرجال الدولة العميقة لعلي صالح داخل الحكومة الشرعية، ينتشرون بشكل خطير في المراكز الحساسة، ويعملون لإفشال الشرعية وعاصفة الحزم خدمة لعلي عبدالله صالح، ومنهم من يعمل لأجل أجندته الحزبية وإطالة أمد الحرب للارتزاق المادي وإنهاك الجميع ليتسنى لهم السيطرة على اليمن في نهاية المطاف.

تعامل حازم

واكد ضرورة التعامل بقوة وحزم مع الجميع، قيادات وأفراد الجيش اليمني، الذي كان أنشئ على عقيدة فاسدة في الولاء والمحسوبية، مما أوجد لديهم عدم إحترام البدلة العسكرية وإفتقاد الحزم والقوة في الأجهزة الأمنية والعسكرية،&اضافة الى عدم الحزم مع الضباط والقادة الذين يتسببون في إحداث خسائر عسكرية وبشرية بسبب أخطاء يُتوقع انها مقصودة، أو ضد من &يرفضون اوامر القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس عبده ربه منصور هادي، حيث لا توجد هناك ضوابط قوية حازمة للتعامل مع من تثبت خيانتهم وتورطهم بالتعاون مع الانقلابيين من داخل الشرعية. &

واشار الى ان اليمن يمر حالياً بحالة حرب داخلية وتتغيّر الولاءات بشكل واسع، مما يسبب بشكلٍ رئيسي في إطالة الحرب وخسارة بعض المكاسب التي يحرزها جيش الشرعية الوطني وخسائر في جانب قوات التحالف، مما يؤخر الحسم للمعركة ضد الانقلابيين والإرهابيين وسقوط بعض المواقع والمدن في أيدي الإرهابيين، كما حدث مؤخراً في أبين.&

دعوة لإنشاء استخبارات عسكرية

وشدد على ضرورة التحرك السريع "لاعتقال الخونة المرتدين وتقديمهم لمحاكمات عسكرية علانية لتقوية الحكومة اليمنية الشرعية وسرعة حسم معركة إستعادة الدولة للحفاظ على دماء الشعب اليمني وأبطال القوات الشرعية الوطنية وابطال قوات التحالف.

وحذر من ان عدم وجود مخابرات عسكرية للرقابة على كل الضباط والقادة والكتائب المسلحة يساهم في تغلغل المندسين والخونة ولهذا يجب سرعة تكوين جهاز الاستخبارات العسكرية كما هو معمول به في كثير &جيوش العالم، خاصة وان الجيش الوطني اليمني يخوض حربًا هو الأقوى فيها بقوات التحالف وإمكانياتها ورغم هذا لم يحقق الهدف المنشود بسبب الفساد المتخلخل في بعض القيادات وبيع وشراء لذمم الضباط والقادة العسكريين.&

التعامل مع ضباط الشرعية وخارجها

وحول كيفية التعامل مع الضباط والقادة في الجيش اليمني، اشار الهمداني الى ضرورة ان يكون للضباط مع الحكومة اليمنية مند بداية الانقلاب الحق في امتيازات عالية مع التحفظ من تحركاتهم (تحت رقابة المخابرات العسكرية).&

اما الضباط الذين رجعوا الى حاضنة الوطن بعد ان كانوا في صفوف الانقلابيين فيمنع عملهم في الجيش اليمني للقتال ويستخدمون كمستشارين لجمع المعلومات لحسم المعارك في اليمن مع التأكد من صدق معلوماتهم والتحفظ من تحركاتهم &تحت رقابة المخابرات العسكرية .&

واشار الى ان الضباط خارج الشرعية وما زالوا مع الانقلابيين، فيجب تخييرهم بين خيارين: إما التخلي عن الانقلاب خلال مدة زمنية معينة أو وضعهم في خانة المستهدفين والمحاكمة العسكرية العلنية لمن يتم القبض عليه، اضافة الى محاكمة من تلوثت أيديهم بالدم اليمني ولا تسقط من عدالة الشعب اليمني من تجرم بدماء الشعب اليمني.&

واكد الهمداني ان ابناء اليمن في حركة "معاً من أجل يمن أفضل" سيستمرون في دعم الحكومة الشرعية في حربها ضد الانقلابيين والارهابيين مع مواصلتهم في عدم السكوت عن أي فساد أو خيانات في داخل الحكومة الشرعية وقيادتها وفضح المتحزبين واصحاب الأجندات الشخصية الحزبية والعقائدية الفاسدة.

لجنة تحقيق مستقلة

ومن جهتها، دعت حركة "معًا من اجل يمن افضل" الى سرعة تشكيل لجنة تحقيق نزيهة ومستقلة بمشاركة محققين من قوات التحالف العربي حول عملية استهداف اللواء اليافعي وتقديم كل من يثبت تورطه فيها الى محاكمة عسكرية عاجلة وكشف ملابسات الحادث ومن يقف وراءه من قيادات سياسية وعسكرية مهما كان مركزها وقوتها في الحكومة الشرعية.

واشارت الحركة في بيان صحافي تسلمت «إيلاف» نسخة منه اليوم، الى ان معلوماتها من داخل اليمن تشير الى وجود مؤامرة استهدفت اللواء اليافعي وانه لم يقتل بصاروخ حراري موجه، كما تم الاعلان، وذلك نظرًا لعدم وجود أي اجزاء لصاروخ في مكان الحادث ما يؤكد انه تعرض لعملية تفجير داخلي.&

وشددت الحركة في الختام على انه من اجل الحفاظ على دماء ابناء الشعب اليمني وقواتهم المسلحة، فإنها ترفض أي تجاوز أو خيانات في داخل الحكومة الشرعية وستقف ضدها بكل قوة.

اليافعي من ابرز القيادات العسكرية في الجيش اليمني

ونعى اليمنيون امس الاربعاء&نائب رئيس أركان قواتهم اللواء الركن احمد سيف اليافعي، الذي قتل&الأربعاء في قصف صاروخي استهدفه بأطراف مدينة المخا اليمنية الساحلية. وأحدث نبأ مقتل اليافعي حالة من الصدمة والحزن بين اليمنيين خصوصًا الجنوبيين، الذين وصفوا الراحل بالشهيد البطل. لكنّ كثيرًا من المعلقين اليمنيين أشاروا إلى أن مقتل اليافعي يشير إلى وجود "عملاء" بالمنطقة يعملون لصالح الحوثيين وقوات صالح ويزودونهم بالمعلومات عن تحرك القيادات والإحداثيات الضرورية لشن مثل هذه الهجمات الصاروخية.

ويعد اللواء أحمد سيف اليافعي من أبرز القيادات العسكرية في الجيش اليمني، وقد شغل مناصب عديدة آخرها قائد المنطقة العسكرية الرابعة قبل تعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان. واليافعي من&مواليد 1950 مديرية "رصد يافع" وحاصل على&بكالوريوس العلوم الاجتماعية من جامعة عدن في العام 1969.

وحصل أيضاً على بكالوريوس علوم عسكرية من كلية "الطلقة" في روسيا في العام 1974، إضافة إلى حصوله على&ماجستير العلوم العسكرية من أكاديمية "فرونزا" في روسيا الاتحادية في العام 1984.

وتقلد اليافعي العديد من المناصب خلال حياته كان أبرزها مدير دائرة الاستخبارات وقائد المحور الأوسط في الفترة ما بين العامين 1984-1988.

وشغل اللواء اليافعي منصب مدير دائرة التدريب القتالي ما بين العامين 1988-1990، كما كان&مديراً لدائرة العلاقات ما بين العامين 1990-1994. وكان اليافعي مساعداً لقائد المنطقة العسكرية الشرقية لمدة 10 أعوام استمرت من العام 2000&حتى العام 2010، كما شغل منصب رئيس الأركان بالمنطقة العسكرية الشرقية في الفترة ما بين العامين 2010-2012.