لندن: حذر رئيس تحرير صندي تايمز السابق السير هارولد ايفنز من أن صعود الأخبار الكاذبة وتهجمات الرئيس دونالد ترامب على الاعلام وتصرف أقسام من الصحافة، كلها أوجدت حقبة خطيرة بصورة فريدة على الصحافة. 

وقال السير هارولد ايفنز الذي كان يتحدث في فعالية أقامها مكتب الصحافة الاستقصائية عن العمل الصحافي في عالم ما بعد الحقيقة ان هذا العالم يجسده تصرف ترامب والمحيطين به. 

وأعلن ايفنز في كلمته "ان الصحافة تعيش في زمن خطير جدا. فنحن لدينا اولئك الذين لا يملكون عقولا لتمييز الحقائق عن الأكاذيب ثم لدينا من يسيئون التصرف في الصحافة وهم كثر بصفة خاصة في بريطانيا... ثم لدينا الهجوم على الاعلام". 

وأضاف ايفنز أن تضافر هذه العوامل يعني ان الاعلام "لم يعرف وضعاً أسوأ من هذا الوضع" وان زيادة تركيز المنافذ الاعلامية بين اقطاب مثل روبرت مردوخ يجعل من الأصعب مواجهة التهديد الجديد. 
وقال ايفنز ان ترامب "كذاب بالفطرة" يكذب حتى عندما لا يكون هناك مكسب من الكذب. وهو كذاب "فريد من نوعه، يكذب في غالب الأحيان وبكثافة إلى حد يثير الدهشة". 

وبحسب رئيس تحرير صندي تايمز السابق فان الهدف من محاولات ستيف بانون كبير مستشاري ترامب وصف الصحافة بأنها "حزب المعارضة" هو الايحاء بأنها لكونها معارضة "لا بد ان تكذب وبالتالي ينبغي تجاهل الحقيقة". 

تولى ايفنز رئاسة تحرير صندي تايمز لمدة 14 عاماً انشأ خلالها فريق الصحافة الاستقصائية في الجريدة وحققت الصحيفة في عهده العديد من السباقات الصحافية بينها الكشف عن التشوهات الخلقية الناجمة عن دواء ثاليدومايد. 

وحين استملك مردوخ صحيفتي التايمز وصندي تايمز عيّن ايفنز رئيس تحرير التايمز اليومية لكنه استقال بعد فترة قصيرة بسبب ما قال انها خلافات سياسية مع المالك الجديد. 

وقال ايفنز في كلمته ان مردوخ الذي اقام علاقة قوية مع ترامب لن يخضع لسيطرته معتبرا "ان مردوخ أذكى من ان يكون أسير ترامب ولكنه قد يفضل ترامب على أي آخر سواه. وان مردوخ مفكر استراتيجي وأذكى في الشؤون العامة بكثير من ترامب". 

ولكن ايفنز أوضح انه يقف ضد سيطرة مردوخ على شبكة سكاي التلفزيونية سيطرة كاملة من خلال استملاك شركة فوكس القرن الحادي والعشرين للشبكة. 

وقال ايفنز "ان وجهة نظري العامة هي ان من الأرجح ان تزدهر الحرية أو الحقيقة حين تكون في حلبة تنافسية". وأضاف ايفنز ان سوء تصرف اقسام من الاعلام وخاصة في بريطانيا يزعزع الثقة بالاعلام كله. 

وأكد ايفنز أنه في بيئة تتسم بصعود الأخبار الكاذبة والتضليل الاعلامي والفضائح على اختلاف صنوفها تكون "الصحافة الاستقصائية الشفافة أكثر أهمية من أي وقت مضى". 

وأشار ايفنز إلى أنّ فضيحة تنصت صحف يملكها مردوخ على المواطنين كشف عنها في النهاية عمل من أعمال الصحافة الاستقصائية. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/media/2017/feb/27/post-truth-era-perilous-for-media-sunday-times-editor-harold-evans