الصادق المهدي

شدد المهدي على أنه لن يتقلد أي منصب ما لم يأت بالانتخاب في ظل دستور ديمقراطي

قال رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، إن حكومة الرئيس عمر البشير قد "قضت نحبها" بعد فشلها في إيقاف الحرب الدائرة في البلاد وتردي الوضع الاقتصادي، مشددا على أنها "فشلت حتى في تحقيق الشعارات التي رفعتها".

وطالب المهدي، خلال مقابلة مع بي بي سي، الرئيس البشير بضرورة الدخول في حوار جاد وشامل ينطلق من خارطة الطريق التي اقترحتها الوساطة الافريقية لتجنيب البلاد خطر الانهيار.

وأضاف "نحن في انتظار الوسيط الأفريقي، ثامبو مبيكي، الذي سيصل إلى الخرطوم مطلع الشهر المقبل لنقول له إننا لن ندخل في أي حوار لا ينطلق من خارطة الطريق التي طرحها".

ونفي المهدي التقارير التي اشارت إلى عزمه المشاركة في الحكومة المرتقبة في منصب رئيس الوزراء بعد أن وصفها بأنها "حكومة مضروبة" على حد تعبيره، ووصف رئيس الوزراء فيها بأنه مجرد "باش كاتب كبير لدى رئاسة الجمهورية".

وشدد على أنه لن يتقلد أي منصب ما لم يأت بالانتخاب في ظل دستور ديمقراطي.

كل الأطراف المشاركة في الحرب باليمن يشعرون بأنهم متورطون وعلينا أن نساعد في إخراجهم من الورطة لا أن نشترك فيها.

رئيس حزب الامة القومي في السودان

وشكك رئيس حزب الأمة في إعلان الرئيس البشير عن عزمه التخلي عن السلطة بحلول العام 2020 وعدم الترشح لدورة رئاسية جديدة، قائلا إن البشير أكد أكثر من مرة أنه لن يترشح لكنه يعود وينقض وعوده، مضيفا "الأهم بالنسبة لي هو أن نتفق على دستور دائم لنحدد كيفية حكم البلاد على نهج ديمقراطي".

وكان الرئيس البشير، الذي يتربع على سدة الحكم في البلاد منذ العام 1989 ، أكد لبي بي سي خلال حوار سابق أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه سيمنح الفرصة لرئيس اخر.

وقلل رئيس الوزراء الأسبق من الخلافات الموجودة داخل تحالف نداء السودان المعارض والمكون من احزاب سياسية وفصائل مسلحة، موكدا ان هذه الفصائل قد تخلت عن فكرة اسقاط الحكومة السودانية عبر العمل المسلح.

وأوضح "اتفقنا في نداء السودان على التخلي عن اسقاط الحكومة بالقوة وقال (أعضاء) الفصائل المسلحة إنهم سيحتفظون بسلاحهم من أجل الدفاع عن أنفسهم وهم مستعدون لتسليمه متى ما وقعوا اتفاقا عادلا وشاملا للسلام".

"المشاركة في حرب اليمن خطأ كبير"

ودعا المهدي الحكومة السودانية إلى سحب قواتها المشاركة في الحرب التي تدور حاليا باليمن، واصفا مشاركة السودان فيها بالخطأ الكبير.

وقال إن "السودان وبحكم علاقاته المتينة مع طرفي النزاع في اليمن يمكنه التوسط من أجل ايقاف الحرب التي وصفها بالطائفية والتي لن تؤدي الى شيء غير تدمير اليمن وشعبه".

وعبر المهدي عن اعتقاده بأن كل الأطراف المشاركة في الحرب باليمن "يشعرون بأنهم متورطون وعلينا أن نساعد في إخراجهم من الورطة لا أن نشترك فيها".

ويشارك السودان بقوات في الحرب التي تدور حاليا في اليمن إلى جانب قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.

وردا على سؤال عن موقف بعض الأحزاب المعارضة من رفع العقوبات الأمريكية على المفروضة على السودان، الذي سبق أن رحب به، قال المهدي، إن رفع العقوبات كان جزئيا وليس مطلقا، وهو مشروط بأشياء تجعل الولايات المتحدة مراقبة لأداء الحكومة السودانية في 11 بندا بينها حقوق الإنسان والإغاثة ونشاط المجتمع المدني.

وأضاف أن النظام سعيد بما حققه في هذا الاتفاق، لكن غاب عنه أن فيه واجبات كبيرة جدا، فما عملته أمريكا فيه استحقاقات من الممكن أن تنفع الكثيرين : مثل المستثمرين والتجار السودانيين، وفي الوقت نفسه فيه واجبات إذا روعيت ستنفع كثيرا الرأي الآخر في السودان.

وكان الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أصدر أمرا تنفيذيا قضى برفع العقوبات الإقتصادية والتجارية المفروضة على السودان.

كما شمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين واستئناف التبادل التجاري بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية.

وقد حددت الإدارة الأمريكية فترة ستة أشهر يجب أن يفي السودان فيها بالالتزامات التي ينص عليها الاتفاق قبل أن يفعّل قرار رفع العقوبات الاقتصادية.

وقد فرضت الولايات المتحدة في بادئ الأمر عقوبات على السودان عام 1997 منها حظر تجاري وتجميد أصول الحكومة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان ومخاوف تتعلق بالإرهاب، ثم فرضت المزيد من العقوبات في 2006 بسبب ما قالت إنه تواطؤ في العنف في دارفور.

وظهرت دلالات العام الماضي على تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة والخرطوم. وفي 20 سبتمبر/ أيلول رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بجهود السودان لزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة.

&